التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الجيش الأمريكي أمام حدث مهم كشفت عنه مناورات “ذو الفقار 99” 

يمكن اعتبار غواصات فئة “غدير” كأول جهد جاد ومثمر في إيران، لبناء وإنتاج الغواصات بكميات كبيرة، وفي الوقت الحاضر، يمكن القول إن جمهورية إيران الإسلامية تُعرف بأنها المنتج والمالك الوحيد لأسطول الغواصات الخفيفة التي تسمى “الغواصة القزمية” في العالم.

بالطبع، لا تقتصر الخبرة والقدرة الفنية لصناعة الدفاع الإيرانية على تصميم وبناء غواصات خفيفة، وفي السنوات الأخيرة تمت إضافة قدرات خاصة ومهمة للغاية إلى أسطول الغواصات من فئة “غدير”.

كانت المناورات الأخيرة للبحرية التابعة لجيش جمهورية إيران الإسلامية، فرصةً جيدةً لإظهار قدرة مهمة أخرى إلى العالم، يمكن أن تُدخل “غدير” في مرحلة جديدة من استعراض القوة.

في هذا التقرير سوف نلقي نظرةً على هذه الفئة من الغواصات وقدراتها الخاصة، بما في ذلك مشروع “جاسك 2″، وهو ما يعني إمكانية إطلاق الصواريخ من الغواصات.

تمثِّل منطقة الخليج الفارسي، باعتبارها منطقة مياه صغيرة وضحلة غالباً، تحدياً كبيراً لمعظم الغواصات، حتى أنواع الديزل الإلكترونية ذات الأوزان العادية. في الأساس، تحتاج هذه المنطقة إلى سفن صغيرة وخفيفة في حرب الغواصات، والتي يمكن القيام بها بتكلفة منخفضة وبالطبع طاقم قليل.

تحت الماء في الخليج الفارسي هو في الواقع بيئة ذات جغرافيا معقدة، تجعل منها جميع أنواع المنخفضات والتلال، بيئةً صعبةً للغاية للغواصات العادية، ولهذا فإن الغواصات من فئة “كيلو” التي تم شراؤها من روسيا في أوائل السبعينيات للبحرية التابعة لجيش جمهورية إيران الإسلامية، لم تكن مناسبةً بما فيه الکفاية لهذه البيئة.

وقد أدت هذه القضية إلى قيام خبراء صناعة الدفاع الإيرانية بتصميم وبناء جيل جديد من الغواصات الصغيرة والخفيفة لمنطقة الخليج الفارسي.

بدأ إنتاج الغواصات من فئة “غدير” حوالي عام 2006، وفي عام 2018 تم تسليم آخر غواصة منها إلى البحرية التابعة لجيش جمهورية إيران الإسلامية علنًا. وتشير بعض التقديرات إلى أن حوالي 15 من هذه الغواصات، قد دخلت في خدمة البحرية التابعة لجيش جمهورية إيران الإسلامية.

تزن هذه الغواصات حوالي 120 طنًا، ويبلغ طولها حوالي 30 متراً، ومن حيث الأسلحة، تم تجهيز هذه الغواصات بقاذفات طوربيد 533 ملم.

قلب قوي نابض لغواصة “غدير” الإيرانية

في عام 2018، وأثناء تسليم غواصتين من فئة غدير، تم الإعلان عن أخبار مهمة تتعلق بتركيب أنظمة دفع جديدة لهذه الغواصات. محركات BLDC هي جيل جديد من الوقود الدافع الذي تم تطويره لهذه الغواصات.

محركات BLDC (محركات DC بدون فرشات) هي نوع من المحركات المتزامنة، وهذا يعني أن المجالات المغناطيسية تتولد في العضو الدوار والجزء الثابت بنفس التردد، لا تنزلق المحركات الكهربائية التي تعمل بالتيار المستمر عديمة الفرشاة بنفس طريقة انزلاق المحركات الحثية، وتتوافر محركات BLDC في أنواع أحادية الطور وثنائية الطور وثلاثية الطور.

هذه المحركات أصغر من المحركات الإلكترونية التقليدية، وهي أكبر نقطة إيجابية بالنسبة للغواصة وخاصةً في حجم “غدير”، في الوقت نفسه، ينتج هذا المحرك، بحجمه الأصغر، مزيداً من الكفاءة والقوة، وبسبب عدم وجود فرشاة، فهو أكثر هدوءاً من النماذج المعتادة للمحركات الإلكترونية.

والميزة الأخرى لهذا النوع من المحركات هي قلة الحاجة إلى الصيانة، ما يقلل بشكل كبير من وقت وتكلفة الإصلاح وفترة الإصلاح.

وإذا كانت النقطة السلبية لهذا النظام، وفقاً للتعريفات الأجنبية، هي سعره الأعلى مقارنةً بالنماذج القديمة، ولكن في مقابل مزايا نظام الدفع هذا على وجه الخصوص، والزيادة الكبيرة في القوة القتالية الإيرانية تحت السطح في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز الحساسة، سيكون من الممكن الدفاع عن هذا السعر، وبالطبع سينخفض هذا الرقم مع الإنتاج الضخم.

بطبيعة الحال، من المهم جداً الإشارة إلى أن جمهورية إيران الإسلامية هي أول دولة تقوم بتثبيت هذا النوع من المحركات تشغيلياً على غواصات الديزل الإلكترونية الخاصة بها.

مشروع جاسك 2 وقوة خاصة لغواصات “غدير” التابعة للبحرية الإيرانية

يمكن اعتبار “جاسك 2” من أهم مشاريع الصواريخ الاستراتيجية في المجال البحري، لأن هذا المشروع أعطى القدرة إلى الغواصات الإيرانية على إطلاق صواريخ كروز من تحت الماء. وهي قدرة خاصة وفريدة من نوعها قد تكون متاحةً لأقل من 10 دول في العالم.

وينبغي ملاحظة أن بعض النماذج النشطة من الغواصات الصغيرة في العالم أو النماذج المقترحة، كلها مسلحة بطوربيدات، ولا يتم تزويدها بصواريخ كروز مضادة للسفن مع القدرة على إطلاقها من تحت الماء.

في النموذج المستخدم في “جاسك 2″، يتم وضع الصاروخ المعنيّ داخل غطاء يشبه الطوربيد، ويتم إطلاقه من المخازن القياسية 533 ملم. ثم، عندما يقترب الصاروخ من سطح الماء وينشط، ينفصل الغلاف الخارجي ويُطلق الصاروخ على الهدف.

ويعتمد تصميم “جاسك 2” على صاروخ كروز “نصر 1” المضاد للسفن، تم اختيار صاروخ كروز الصغير والخفيف لهذا التصميم، لأنه يمكن استخدامه داخل غواصة صغيرة مثل “غدير”.

يبلغ مدى الصاروخ نحو 35 كيلومتراً، ويزن رأسه الحربي نحو 150 كيلوجراماً، كما أن سرعته تبلغ حوالي 0.8 إلى 0.9 ماخ، ويستخدم التوجيه التلفزيوني أو الرادار وفق النوع المطلوب.

في المناورة البحرية الأخيرة التي حملت اسم “ذو الفقار 99″، شهدنا إطلاقاً ناجحاً لهذا الصاروخ من غواصات من طراز “غدير”، أمام عدسات وسائل الإعلام، وبالطبع أمام المراقبة الاستخباراتية للقوات العابرة للمنطقة الموجودة على شواطئ الخليج الفارسي، مثل الولايات المتحدة.

ويمكن القول الآن باطمئنان إن صاروخ كروز المضاد للسفن، أصبح السلاح القياسي لعائلة “غدير”، وهذا يعني أن جمهورية إيران الإسلامية هي المالك الأول والوحيد حتى الآن للغواصات الصغيرة المزودة بصواريخ كروز المضادة للسفن القادرة على الإطلاق من تحت الماء في العالم.

ومع تركيب نظام الدفع الحديث وأسلحة جديدة الآن، في الحقيقة أصبحت غواصات فئة “غدير” النوع الأكثر تقدماً من الغواصات الصغيرة العاملة في العالم بأسره.

بالطبع، النقطة الأكثر أهميةً في هذا المجال، هي أن هذه القدرات، وخاصةً مسألة تسليح الغواصات بصواريخ كروز، باتت صناعةً محليةً الآن في إيران، والأجيال القادمة من الغواصات الإيرانية مثل “فاتح” و”بعثت”، ستكون مزوَّدةً أيضًا بصواريخ كروز أكبر وأكثر قوةً.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق