التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

شخصيات وحكومات مصرية خائنة .. والشعب المصري ثابت على وفائه لفلسطين 

منذ احتلال الكيان الصهيونيّ الغاصب للأرض العربيّة، يسعى العدو لانتزاع اعتراف من العرب بكيانه الغير شرعيّ، وهذا ما تدل عليه تصريحات مسؤوليه، الّذين يؤكّدون دائماً أنّه لديهم قنوات اتصال مع دول عربيّة غير الأردن ومصر، وبالتحديد دول الخليج الفارسي ودول شمال إفريقيا، موضحين أنّهم يجتمعون معهم في الغرف المغلقة دون المصافحة بشكل علنيّ، وقد أثبتت الخيانة الإماراتيّة – البحرينيّة ذلك.

في المقلب الآخر توجد بعض الشخصيات العربيّة، وهنا نتحدث بالتحديد عن المصريّة منها، ارتضت لنفسها أن تكون أبواقاً للعدو، وناصرت قضيّة التطبيع أو ما تُسمى “اتفاقات السلام” معه، منذ زيارة الرئيس المصريّ، الراحل محمد أنور السادات للقدس، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1977، وإعلانه التطبيع الكامل مع كيان الاحتلال، لتصبح مصر أول دولة عربيّة تبرم اتفاق “سلام” مع الكيان الصهيونيّ عام 1979.

وكما نعلم جميعاً فإنّ بعض من يُطلقون على أنفسهم بالمثقفين أو السياسيين، حين يسمعون التصريحات الرخيصة لقياداتهم وزعمائهم المطبعين، يهرعون بكل ما أوتوا من قوة، لتأييدها ونصرتها رغم الحقيقة الجليّة التي لا يختلف عليها اثنين، وهي أنّ الكيان الصهيونيّ مُحتل للأرض العربيّة بكل المقاييس السياسيّة والإنسانيّة والأخلاقيّة، ويرتكب أبشع الجرائم بحق العرب.

وفي هذا الصدد، من ينسى تصريحات الكاتب المصريّ الراحل، نجيب محفوظ، الّذي أيّد التطبيع مع العدو الصهيونيّ، واعتبر أنّه لا مانع منه في ظل سلام عادل شامل، مستنداً إلى تبريرات واهية، منها أنّ العرب أقوياء ولا يخشى عليهم من قوة الكيان الغاصب، واصفاً إياه بـ”دولة إسرائيل”، وأكّد حينها أنّ المنطقة العربيّة كبيرة شعباً وأرضاً واقتصاداً، وإذا تحقق ما أسماه “السوق العربيّة المشتركة” فلا خوف على العالم العربيّ من الكيان الصهيونيّ، وهذا لا يمكن أن يتحقق في ظل بث الفتن والنعرات والخلافات بين الدول العربيّة، بأوامر أمريكيّة و إسرائيليّة وبأياد عربيّة.

كذلك، زار المؤرخ المصريّ، ماجد فرج، تل أبيب في مايو/أيار عام 2015، وعقد حينها سلسلة لقاءات مع مثقفين وأكاديميين صهاينة، آملاً في أن تكون زيارته للأراضي المحتلة، فاتحة لحقبة جديدة في العلاقات الصهيونيّة المصرية.

بالإضافة إلى ذلك، كان الكاتب المصريّ، علي سالم، قد أعلن دعمه لمبادرة السادات عام 1977 بشأن ما يسمى “السلام” بين العرب والصهاينة، كما أيّد زيارته للقدس، وكان داعماً حقيقياً لقضيّة التطبيع، ما أدى إلى نفور الكثيرين منه إضافة إلى كراهية الكثير من الكتاب والمثقفين والنقابيين المصريين له، وفي عام 1994، زار الأراضي الخاضعة لسيطرة العدو بعد توقيع اتفاقية “أوسلو”، بين الكيان الغاصب ومنظمة التحرير الفلسطينيّة في واشنطن عام 1993، بحضور الرئيس الأمريكيّ وقتها، بيل كلينتون.

علاوة على ذلك، زار الصحفيّ، حسين سراج، رئيس تحرير مجلة “أكتوبر” المصريّة، تل أبيب أكثر من 25 مرة، والتقى بالكثير من المسؤولين الصهاينة، كما سجل حضوراً لا بأس به في الحفلات المتكررة لسفارة العدو بالقاهرة، فيما ترجم عدداً من الكتب العبريّة ونشرها في المجلة التي يديرها.

أكثر من ذلك؛ ما زال وزير الزراعة المصريّ الأسبق، يوسف والي، الذي عُيّن عام 1984 ، وتوفي هذا العام، عالقاً في ذاكرة المصريين والعرب، لأنّه أول من بدأ بالتطبيع مع العدو الصهيونيّ في مجال الزراعة, وقد تمكن الاحتلال خلال فترة توليه وزارة الزراعة المصريّة على مدى 20 عاماً من تدمير الزراعة المصريّة، بسبب تغيير استراتيجيّة الزراعة في مصر وتبديلها من زراعة محاصيل استراتيجية ذات أهمية للبلاد، مثل القمح والقطن، إلى محاصيل ترفيهيّة مثل الموز والتفاح.

أخيراً وليس آخراً النائب في البرلمان المصريّ، توفيق عكاشة، الّذي استضاف سفير العدو الصهيونيّ لدى القاهرة، حاييم كورين، ما أثار غضب الشعب المصريّ، وإثر ذلك قام البرلمان المصريّ بإجراءات إسقاط عضويته، وأسفر التصويت على موافقة أكثر من ثلثي أعضاء المجلس على طرده من البرلمان عام 2016.

في النهاية، أنجبت مصر الفرعونيّة ملايين الشرفاء والمقاومين الذين لا يمكن أن يقبلوا الرضوخ للعدو الصهيونيّ والاستسلام له، تحت عناوين السلام التي لا يُصدقها عاقل، وإنّ العلاقات المصريّة – الصهيونيّة الرسميّة، التي تشهد لقاءات على أعلى المستويات، لا تنم عن تحسّن نظرة الشعب المصريّ المقاوم بالنسبة للعدو الذي لا يكف عن ارتكاب الجرائم بحق العرب والمسلمين، وإن خيانة بعض المثقفين العرب في الماضي بقبول التطبيع مع الكيان الصهيوني، مازالت مسجلة في التاريخ وراسخة في ذاكرة الأجيال، وكما في السابق لن ينسى المستقبل أبداً أن يضع وصمة عار على بعض المثقفين الذين يسعون إلى التطبيع والخيانة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق