التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

ترامب يشعل فتيل التطبيع باتجاه لبنان.. هل تنجح مساعيه لمفاوضات “لبنانية – إسرائيلية” 

مُستغلاً حالة انفراط العقد العربي وسقوط عدد من الأنظمة العربيّة كأحجار الدومينو في فخ التطبيع كدولة الإمارات ومملكة البحرين وبشكلٍ رسمي؛ بالإضافة للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي باتت على الأبواب؛ يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تعزيز موقفه وصورته أمام الجمهور والكونغرس الأمريكي لكي يستحق دورة رئاسية جديدة وأنه وفا بوعوده الانتخابية السابقة فيما يخصُّ تطبيع الدول العربية مع الكيان الإسرائيلي.

من جديد؛ تطفو اليوم لبنان على السطح لتكون الهدف المُقبل لحملة ترامب التطبيعية، بعد أنّ فشلت محاولات جمع لبنان والكيان الإسرائيلي على طاولة واحدة العام الماضي تحت ذريعة تقسيم المياه الإقليمية بين لبنان والكيان، وكانت تلك الفكرة قد فشلت فشلاً ذريعاً بعد رفض الكيان وجود الأمم المُتحدة كمُراقب لتلك المحادثات، وهو الأمر الذي أصرّت عليه بيروت، لتنتهي فكرة إجراء تلك المحادثات عند هذا الحد.

هل تسقط لبنان في فخ التطبيع؟

بعد سقوط الأقنعة العربية، ووعود ترامب وصهره كوشنر بوجود دول عدّة ستركب قطار التطبيع قريباً، أعيد إشعال الخلاف بين الكيان الإسرائيلي ولبنان بشأن حقول الغاز في البحر المتوسط ​​هذا الأسبوع حيث جددت إدارة ترامب مساعيها لإجراء محادثات لإنهاء هذا الخلاف.

الخلاف المذكور يأتي بعد أكثر من تسع سنوات من الخلاف على الحدود البحريّة بين الكيان الإسرائيلي ولبنان، ومحاولة الكيان السيطرة على ما مساحته 860 كيلومترا مربعا في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتضم هذه المساحة عدّة كتل غنية بالغاز الطبيعي قبالة السواحل اللبنانيّة.

مُخطئ يعتقد رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو ومن خلفه الداعم الأمريكي أنّ انفجار بيروت والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب لبنان، والانتقادات والمظاهرات المحلية والمستمرة ضد الحكومة اللبنانيّة من شأنّها جرُّ لبنان إلى طاولة التطبيع والمُسمّاة زوراً وبُهتاناً “محادثات”، وعلى أساس اعتقاد ترامب السّابق؛ طار مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى الكيان الإسرائيلي وناقش القضية مع وزير الطاقة في الكيان يوفال شتاينتس ومع وزير الخارجية غابي أشكنازي.

زيارة شينكر السابقة تُشكّل جزءا من الدبلوماسية المكوكية الأمريكية بين لبنان والكيان في محاولة لاستغلال الحالة الصّعبة التي يعيشها لبنان، حيث وصل شينكر إلى الكيان قبل عدة أسابيع، ثم سافر إلى بيروت للقاء مسؤولين حكوميين وعاد إلى الكيان هذا الأسبوع لتنسيق المواقف بين واشنطن والكيان، خصوصاً أنّ الأخبار التي رشحت من تلك المُشاورات تؤكد أنّ شينكر قدم لساسة الكيان هذا الأسبوع مسودة اتفاق محدثة لبدء المفاوضات، بعد أن تمّ تعديلها لتُناسب حالة لبنان الصّعبة.

لبنان في عاصفة الانتخابات الأمريكيّة

جددت إدارة ترامب دفعها لفتح محادثات مباشرة بين الكيان الإسرائيلي ولبنان حول ترسيم حدودهما البحرية من أجل إيجاد حل للخلاف بين البلدين حول استكشافات منابع الغاز الطبيعي شرقي البحر الأبيض المتوسط، ووفق ما رشح من أخبار فإنّ إدارة ترامب تهدف إلى تسوية ترسيم الحدود البحرية الآن وقبل الانتخابات المُقبلة، وهو الأمر الذي سيؤدي وفق مُراقبين إلى تطبيع العلاقات بشكل كامل، حيث يأمل ترامب في البدء بالمحادثات قبل الانتخابات العامة المقبلة في نوفمبر.

أكثر من ذلك؛ إدارة ترامب تأمل في بدء محادثات دبلوماسية بين الكيان الإسرائيلي ولبنان قبل انتخابات نوفمبر المقبلة، وهي مفاوضات لم تحدث بين الكيان ولبنان منذ قرابة 30 عاماً، واستئناف هذه المفاوضات الآن سيكون إنجازا كبيرا للبيت الأبيض، وورقة انتخابيّة قويّة بالنسبة لحملة ترامب الرئاسية.

وبالإضافة لقدرة ترامب الناعمة التي سيكتسبها جرّاء إجراء تلك المحادثات، هناك فائدة أخرى رُبّما لا يُدركها سوى ترامب ذاته، فمن خلال تحالفه من شركات الطّاقة الكبرى سيضمن دعمها له خلال تلك الانتخابات فيما إذا تمكّن من حل الخلاف الحدودي في وهو الأمر الذي سيعود بعائدات يمكن أن تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، خصوصاً بعد أن توقف التنقيب عن الغاز الطبيعي في المنطقة وهو الأمر الذي يهم شركات الطاقة الأمريكية.

وفي النهاية؛ لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ مُقترح إجراء محادثات بين لبنان والكيان الإسرائيلي والذي راج خلال العام الفائت بعد ترويج الوسيط الأمريكي “ديفيد ساترفيلد” ويهدف إلى بدء مفاوضات مباشرة بوساطة أمريكية وتحت رعاية “الأمم المتحدة” في قاعدة للأمم المتحدة على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان، غير أن الكيان هو من كان قد رفض وجود الأمم المُتحدة، مُطالباً بوجود الوسيط “غير النزيه” الأمريكي، وهو ما رفضته بيروت مُصّرة على حضور الأمم المتحدة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق