كيف استخدمت أمريكا الإرهاب من أجل بسط هيمنتها
في الحادي عشر من شهر سبتمبر عام 2001 ، وقع حدث مذهل ولا يصدق ، والذي أحدث تغييرات كبيرة في العالم ، لا سيما في مجال السياسة والحكم في منطقة غرب آسيا ، وفي تلك الفترة أي في الأيام والأشهر التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، رأى العديد من المراقبين السياسيين أن تفجير البرجين التوءمين من قبل تنظيم القاعدة بقيادة بن لادن هو ذريعة فورية وتاريخية يحتاجها المحافظون الجدد بقيادة رئيس أمريكا آنذاك جورج دبليو بوش لدفع استراتيجيتهم الى الأمام.
في ذلك الوقت، سادت الفرضية التالية على نطاق واسع بأن 11 سبتمبر كانت حادثة ملفقة من قبل وكالات الأمن الأمريكية لتعزيز السياسة الخارجية الأمريكية على الصعيد العالمي، وفي هذا الصدد ، أثيرت العديد من الحجج أنه منذ وقت وقوع الحادث ونوعه وصولاً إلى الأشخاص المتورطين في الحادث، كانت كل تلك التفاصيل مصحوبة بالعديد من الشكوك، وما لا شك فيه ، انه على الرغم من مرور 19 عاماً على هذا الحدث التاريخي ، فإن أحداث 11 سبتمبر والهجوم على برجي منظمة التجارة العالمية في نيويورك لا يزال لغزاً كبيراً.
وفي غضون ذلك ، ومع صمت الحكومة الأمريكية ، بالرد على الغموض الذي يحيك بجوانب هذه الحادثة ، ظهرت أبعاد جديدة للقصة ، ما زاد من الشكوك حول حقيقة القضية.
ابن لادن والتردد حول عملية ملفقة
في اليوم الثاني من شهر مايو عام 2011 ، كان أحد أهم الأحداث التي جذبت اهتمام العالم ، هو نبأ اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان ، وفي ذلك الوقت ، ادعى البيت الأبيض أن بن لادن قتل وأن جثته ألقيت في البحر ، وفي الوقت نفسه ، أثار العديد من المراقبين السياسيين ووسائل الإعلام شكوكًا بشأن مقتل زعيم القاعدة ، لكن في وقت لاحق كان الامر الجدير بالملاحظة أنه في عام 2015 ، أدلى إدوارد سنودن ، مقاول وكالة الأمن القومي الأمريكية (National Security Agency) بتصريح مثيرة للجدل حول الاغتيال المزعوم لأسامة بن لادن ، زعيم القاعدة السابق.
كما أكد سنودن ، مقاول وكالة الأمن القومي الأمريكية الفار ، والذي أزعج البيت الأبيض باكتشافاته حول ممارسات التجسس التي تمارسها واشنطن للاتصالات الدولية وحتى محادثات القادة الأوروبيين ، فقد أكد في مقابلة في سبتمبر 2015 مع صحيفة موسكو تريبيون ان: “بن لادن ما زال حيا و يعيش في جزر البهاما ولا يزال يعد موظفاً في وكالة المخابرات المركزية الامريكية (CIA)” مضيفاً ان لديه مستندات ووثائق تُظهر أن بن لادن لا يزال مدرجاً على كشوف رواتب وكالة المخابرات المركزية وأن 100000 دولار شهرياً يتم دفعها له من خلال المنظمات والشركات مباشرة إلى حساب في بنك ناسو ، وقال سنودن “انا لا أعرف بالضبط أين يعيش بن لادن حالياً، لكن في عام 2013 كان يعيش سراً في فيلا مع خمس زوجات وعدد كبير من الأطفال في جزر البهاما”.
ألقت هذه التصريحات بظلال من الشك على اغتيال بن لادن ، ما أثار التساؤل عما إذا كان قد قُتل بالفعل أم إنه لا يزال على قيد الحياة ويعمل بصفته عميلًا في وكالة المخابرات المركزية الامريكية، وبغض النظر عما إذا كانت فرضية اغتيال بن لادن صحيحة أم لا، المهم هو أنه كان عضوا في المخابرات الأمريكية وتدرب على يدها، أي أنه الشخص الذي دربه الأمريكيون منذ سنوات بأحدث المعدات والتقنيات العسكرية غادر إلى أفغانستان في وقت ما، لكن الجدير بالذكر أن هذا الشخص نفسه أصبح فيما بعد معادياً لأمريكا ويدير واحدة من أعقد العمليات الانتحارية في التاريخ في نيويورك!
تنظيم داعش واستمرار مشروع تربية الإرهابيين
وبالإضافة إلى الظاهرة الغامضة لاغتيال أسامة بن لادن، هناك حدث بارز آخر هو أنه في عام 2006 تم إطلاق سراح رجل يدعى إبراهيم عواد إبراهيم علي محمد البدري السامرائي من سجن أبو غريب وسرعان ما تولّى قيادة تنظيم القاعدة في العراق، حيث يواصل هذا الشخص تكوين أفظع جماعة إرهابية على مر التاريخ من خلال تسمية نفسه أبو بكر البغدادي، حيث جال هذا الشخص في سوريا والعراق في 2013 وزعم نفسه فيما بعد خليفة لتنظيم داعش.
لكن الشيء اللافت هو أنه في ذروة قوته وعندما تتقدم قواته لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات من بغداد، فلم يكن الأمريكيون مستعدين حتى لإطلاق صاروخ واحد ضده، والنقطة الآن هي أنه بعد صعود تنظيم داعش، كان الحدث الأهم في المنطقة هو ارتفاع مستوى الأمن القومي بشكل ملحوظ في الكيان الصهيوني في منطقة غرب آسيا، لكن في نهاية المطاف وفي تاريخ 27 تشرين الأول عام 2019، زعمت الحكومة الأمريكية مرة أخرى، كما في حالة بن لادن، أنها قتلت زعيم تنظيم داعش في عملية نوعية معقدة في شمال سوريا.
وفي هذه الحالة أيضاً، حاولت الحكومة الامريكية إغلاق ملف البغدادي دون عرض أي فيلم لإظهار صحة هذا الادعاء، وفي ذلك الوقت أيضاً، أثار الكثيرون الشكوك حول قصة مقتله، وفي مقابلة مع وكالة تاس، قال سيرجي ناريشكين، مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسي، إن البلاد ليس لديها أي معلومات تؤكد مقتل أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وقال المسؤول الروسي الكبير ردا على سؤال في هذا الصدد “ليس لدينا معلومات، ناهيك عن عينات وراثية، يمكن أن تكون كافية لتأكيد مقتل البغدادي”.
كل هذه العملية تشير فقط الى أن سيناريو الإرهاب ما زال مستمرا وعلينا أن ننتظر ونرى انه في بقعة من العالم سيعود بن لادن وأبو بكر البغدادي للظهور مرة اخرى.
وفي الواقع ، يمكن اعتبار القاعدة وداعش بانهما الشخصيتين الرئيسيتين في توجيه النظام الذي يطالب به الأمريكيون في النظام الدولي، وهناك تشابه جوهري بين المجموعتين، تشابه مبنيّ على حقيقة ظهور جماعة إرهابية في وقت محدد في منطقة معينة من العالم، ومن ثم تعتبر هذه المجموعة تهديداً للنظام الدولي، وخاصة لأمريكا، وأخيراً تدخل واشنطن في الحرب على الإرهاب بمساعدة عربتها العسكرية كمخلص ومنجٍّ وتتولى زمام السيطرة على المنطقة المرادة ، لكن النقطة الأكثر أهمية هي اغتيال قادة المجموعتين دون إبراز أي وثائق قاطعة وذات مصداقية تؤكد الواقعة، وعلى هذا الأساس، يمكن تقييم كذبة الحادي عشر من سبتمبر الكبرى على شكل ظاهرتين وهما اغتيال قادة القاعدة وداعش.
وفي المجمل، تظهر هذه الممارسة بوضوح أن الإرهاب كان راعياً رئيساً للساحة الأمريكية العالمية، وأن الإرهاب كان الذريعة الوحيدة لتنفيذ استراتيجية واشنطن على الصعيد العالمي.
المصدر/ الوقت