مجلة إسرائيلية:”موانئ دبي” تسعى للاستحواذ على مرفأ حيفا وربطه بالعراق
وكالات ـ الرأي ـ
كشفت مجلة اقتصادية إسرائيلية عن اقتراب استحواذ شركة “موانئ دبي” على مناقصة خصخصة مرفأ “حيفا”، وتخطط لربطه بالعراق، وذلك بعدما حصلت على الموافقة مبدئيا من قبل وزارتي المالية والنقل بـ”تل أبيب”.
جاء ذلك في تقرير لمجلة “كالكاليست”،سلطت فيه الضوء على رجل الأعمال الإماراتي سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية، والذي يقود “التطبيع الاقتصادي” بين أبوظبي و”تل أبيب”.
وتشغل شركة “موانئ دبي” ميناء جبل علي العملاق في دبي، و80 ميناء آخر حول العالم، وابن سليم، رئيس الشركة، قريبا من المستويات العليا في الدولة، ويقود اقتصاد الإمارات، وعلاقاتها التجارية مع “إسرائيل” منذ سنوات.
ويسعى ابن سليم حاليا، وفقا للمجلة الإسرائيلية، إلى الفوز بمناقصة خصخصة ميناء حيفا.
ونقلت المجلة قول ابن سليم: “نحن تجار ولدينا فرصة تسويق هائلة، دبي ليست سوقا تضم 9 ملايين شخص فقط، بل يأتي إليها أكثر من 2 مليار شخص، من الهند وباكستان وسريلانكا وإيران وبنغلاديش وشرق أفريقيا”.
وأجرى ابن سليم المقابلة مع المجلة الإسرائيلية في دبي بعد توقيع شركة موانئ دبي العالمية المملوكة للدولة برئاسته اتفاقية تعاون بين بنك لئومي وبنك إسلامي مملوك للمجموعة التي يشرف عليها.
وهذه الاتفاقية تأتي إلى جانب اتفاقية أخرى وقعها ابن سليم في وقت سابق مع برج دوفر التابع لشركة شلومي فوغل، أحد مالكي أحواض بناء السفن الإسرائيلية، وذلك من أجل الاقتراب من الحصول على مناقصة خصخصة ميناء حيفا.
وأوضحت أن “الخطوة التي تمت الموافقة عليها من وزارتي المالية والنقل، ستحصل على موافقة مجلس الأمن القومي، طالما أن موانئ دبي تمتلك 30 بالمئة من المشروع، والسيطرة عليها بيد “إسرائيل”، إضافة لتعاون الشركتين في إنشاء خدمة الشحن المباشر من ميناء جبل علي من دبي إلى ميناء إيلات، ويتوقع أن يبدأ تشغيل الخط الشهر المقبل، وتكون مدة الإبحار 10 أيام فقط مع سفينتين على الخط ستنقلان المنتجات الزراعية”.
وأشارت إلى أن “ابن سليم المقرب من ولي العهد محمد بن زايد، انتظر لحظة التطبيع مع “إسرائيل”. وهو لم يكن على علم بهذه الخطوة التي تمت في وقت مبكر فحسب، بل كان أحد القوى الدافعة المهمة وراءها، وهناك من يقول إنه من توسط مع السعودية للسماح للطائرة الأولى بين “إسرائيل” وأبوظبي، والتي أقلعت نهاية أغسطس بالمرور فوق أراضي الرياض”.
وأكدت الكاتبة: “عندما التقيت مع ابن سليم في قاعة المؤتمرات المليئة بالثريات والسجاد الناعم لأحد فنادق دبي على جزر PALM الشهيرة، سحب بطاقة عمل له باللغة العبرية (…) وواضح أنه يعرف “إسرائيل” جيدا، حيث عالج ابنته التي أصيبت بمرض دماغي نادر في “إسرائيل”، وأقام في برج روتشيلد بين شهري يوليو وأكتوبر، وخلال تلك الفترة تجول وزار العديد من مراكز الابتكار، وأذهلته الصناعة الإسرائيلية”، وفق حديث رجل الأعمال الإماراتي لها.
وكشفت أن ابن سليم، في ذلك الوقت “أخذ أطفاله لمركز بيرس للابتكار، والتقى بنجل شمعون بيريس، ورغم عدم وجود علاقات رسمية، فقد تم إجراء علاقات تجارية واسعة النطاق تحت الطاولة”.
وأضافت: “حتى يومنا هذا، لا يمكن الإبحار مباشرة من الإمارات لإسرائيل، وهو ما سيتغير الآن، فلدى “إسرائيل” موقع مذهل يسمح باتصال قصير بالعالم، فالمسافة بين حيفا وبغداد 900 كم، في حين أن المسافة بين البصرة وبغداد 600 كم، هناك مزايا لوجستية واضحة لإسرائيل”.
وأوضحت أنه “عندما يتحدث ابن سليم عن موقع “إسرائيل” الاستراتيجي، فإنه يشير بشكل أساسي لحيفا، التي تتمتع بموقع لوجستي مثالي لنقل البضائع للعراق، لأنه خلال فترة الحكم البريطاني في المنطقة، كانت هذه هي الطريقة المستخدمة لنقل النفط من الشرق الأوسط لأوروبا عبر خط أنابيب يبدأ من شمال العراق في كركوك، ويصل إلى حيفا”.
وأشارت إلى أن “شركة موانئ دبي مسؤولة عن 52 بالمئة من ناتج الإمارة المحلي، وتوظف 50 ألف عامل، وتتعامل مع 190 ألف حاوية يوميًا، و70 ألف سفينة سنويًا، وقبل أسابيع أكملت الإمارات عرض استحواذ عليها بقيمة 13.9 مليار دولار، وأعلنت الشركة عن إيرادات 4.1 مليارات دولار للنصف الأول من 2020، ونمت في النصف الأول من 2020 بنسبة 18 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من 2019، وتقلص ربحها 333 مليون دولار مقارنة بصافي ربح قدره 753 مليون دولار قبل عام”.
وختمت بالقول إن “ابن سليم يؤمن بالسلام الاقتصادي مع “إسرائيل” منذ سنوات عديدة، ويمارس نفوذه داخل الأسر الحاكمة في دبي وأبو ظبي، لتعزيز خطوة التطبيع الجارية هذه الأيام، وطالما أن التطبيع مع “إسرائيل” هو اختراعه، لذلك ليس من المستغرب أن يتم توقيع الاتفاقيات العملية الأولى أمامه، مع العلم أن ابنه، رئيس مجلس إدارة أكبر منطقة حرة في دبي (DMCC)، وقع اتفاقية للتعاون مع بورصة الماس الإسرائيلية”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق