بعد تحالفها مع “إسرائيل”.. الإمارات تكرر ادعاءاتها لتبرير خيانة فلسطين
تُصر أبوظبي على تبرير تحالفها مع العدو الصهيونيّ بذريعة وقف مشاريع ضم الأراضي الفلسطينيّة، رغم أنّ تصريحات المسؤولين الصهاينة فندت كل الادعاءات الإماراتيّة الكاذبة، فيما لا تزال أبو ظبي تروج بكل ما أُوتيت من قوة لاختلاق إيجابيات لفعلتها النكراء، حيث بيّن وزير الدولة الإماراتيّ للشؤون الخارجيّة، أنور قرقاش، أنّ بلاده لا تزال تدعم إنهاء الاحتلال الصهيونيّ للأراضي المحتلة، وإقامة دولة فلسطينيّة مستقلة على أساس حل الدولتين، على الرغم مما يسمى “اتفاق السلام” مع العدو، زاعماً أنّ الإمارات الآن في وضع أفضل لمساعدة الفلسطينيين في هذا المسعى.
وفي حديث مع بضعة صحفيين في نيويورك عبر تقنية الفيديو، كرر وزير الدولة الإماراتيّ للشؤون الخارجيّة، أنور قرقاش، ادعاءات بلاده الفارغة لتبرير توقيعهم اتفاق الخيانة مع الكيان الغاشم برعاية أمريكيّة، مبيّناً أنّ وقف ضم الأراضي الفلسطينيّة هو “ثمرة سريعة القطاف” لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيونيّ، بحسب وصفه، مشيراً إلى أنّ الإدارة الأميركيّة اضطلعت بدور رئيسيّ لإنجاز صفقة التطبيع مقابل تعليق الضم، وقال قرقاش أنّ بلاده لا تزال داعمة لحل الدولتين، ولضرورة إنهاء الاحتلال و قيام دولة فلسطينيّة مستقلة بالتفاوض مع الإسرائيليين.
وفي هذا الصدد، تحاول الإمارات أن تتحدث بأسلوب مختلف حول طريقة معالجة مشاكل المنطقة وتحدياتها، للتغطية على جريمة التطبيع التي ارتكبتها بحق فلسطين والعرب جميعاً، حيث تتناسى أبو ظبي أنّ جُلّ مشاكل المنطقة والتوترات فيها، هي بسبب التمادي الصهيونيّ في الإجرام بحق الفلسطينيين والدول المحيطة بالأراضي المحتلة، كسوريا ولبنان اللّتين تعيشان أسوأ الظروف بسبب التدخلات الأمريكيّة السافرة والاعتداءات الصهيونيّة.
وعلى ما يبدو فإنّ الإمارات التي أصدعت رؤوسنا بالخطوات العمليّة التي تحمل في طياتها وعوداً ببناء جسور جديدة لتخفيف تصعيد النزاعات القائمة ومنع نشوب صراعات جديدة في المستقبل، يعد ضرباً من ضروب الخيال، فالخنوع للعدو لا يجلب سوى المزيد من المآسي والخيبات، وأكبر دليل على ذلك تصريحات المسؤولين الصهاينة التي نفت كل الادعاءات الإماراتيّة، حول أنّ التحالف مع العدو الصهيونيّ جاء ليوقف مشاريع ضم الأراضي الفلسطينيّة.
ورغم تأكيد المسؤولين الإماراتيين، أنّ إقامة علاقات اعتيادية مع كيان الاحتلال الصهيونيّ “فرصة تاريخيّةّ” لإيقاف قضم الأراضي الفلسطينيّة وضمها لسلطة العدو، إلا أنّ ما قامت به أبو ظبي يعد في الحقيقة “خسارة تاريخيّة” بكل ما تعنيه كلمة خسارة من معنى، رغم السعيّ الإماراتيّ الحثيث لاختلاق إيجابيات لفعلتها النكراء، التي مثّلت طعنة في ظهر الشعب الفلسطينيّ، وشكلت تآمراً على نضاله، وخيانةً لمقاومته، وتكريساً لاحتلال أراضيه، بحسب القيادات الفلسطينيّة.
والدليل على ذلك، ما أّكّده السفير الأمريكيّ لدى الكيان، دافيد فريدمان، في وقت سابق، حول أنّ التحالف الإماراتيّ – الصهيونيّ، تم بناء على تعليق مخطط الضم وليس وقفه، وهذا ما كرره رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، الذي أشار إلى أنّه لا يزال ملتزماً بفرض سلطة احتلاله على المستوطنات في الضفة الغربيّة المحتلة، وأنّ الإدارة الأمريكيّة طلبت منه تعليق التنفيذ مؤقتاً فقط، مشيراً أنّه جلب ما أسماه السلام وسيحقق الضم.
وفي هذا الخصوص، حثت الإمارات والولايات المتحدة القادة الفلسطينيين، قبل مدة، على إعادة الانخراط مع العدو الصهيونيّ في المناقشات الرامية إلى تحقيق ما يصفونه بـ “السلام”، لكنهم تناسوا أن يوجهوا الدعوة لقوات الاحتلال الغاشم للكف عن ممارساتها الإجراميّة بحق أبناء هذا البلد، وإيقاف حصار الأهالي في قطاع غزة الذي يعاني الويلات، والتوقف عن العبث بالمقدسات التاريخيّة الفلسطينيّة، وغيرها الكثير.
ومن الجدير بالذكر أنّ الكيان الصهيونيّ يسعى للضغط على الكونغرس الأمريكيّ لمنع بيع أيّ سلاح متطور للإمارات رغم كل مزاعم السلام الإعلاميّة الصادرة عن الطرفين، حيث أكد رئيس استخبارات العدو، إيلي كوهين، في وقت سابق، أنّ حكومة الاحتلال يجب أن تحافظ على ما أسماه “التفوق الأمنيّ الإسرائيليّ” في المنطقة، لذا من الضروريّ أن تمنع وصول طائرات مقاتلات إف-35 لأبو ظبي، بحسب الإعلام العبريّ.
كذلك، زار وزير دفاع العدو، بيني غانتس، نظيره الأميركيّ مارك إسبر، في “البنتاغون”، للحصول على تطمينات من الأمريكيين حول هذا الموضوع، حيث أوضح إسبر أنّ الحفاظ على تفوق العدو الصهيونيّ العسكريّ في المنطقة هو “حجر الزاوية” في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، مشدداً على أنّه لا يوجد “حليف بديل” عن الكيان الصهيونيّ للولايات المتحدة هناك.
المصدر/ الوقت