التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

تاريخ الانتفاضة يعيد نفسه.. هل يكون التطبيع شرارة لانتفاضة ثالثة 

أحيا الفلسطينيون ذكرى “انتفاضة الأقصى” أو ما يُطلق عليها الانتفاضة الفلسطينيّة الثانيةّ، التي اندلعت بعد قيام رئيس وزراء العدو الأسبق، أرئيل شارون، بزيارة المسجد الأقصى أواخر عام 2000، الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون وقتها تدنيساً لأرض المسجد الطاهر، ما أدى لقيام شباب فلسطين بالتصدي لتلك الزيارة رغم أنّه كان بحماية 3 آلاف جنديّ صهيونيّ.

وفي اليوم التالي، قامت قوات العدو الصهيونيّ بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل الانتهاء من صلاة الجمعة وجرت مواجهات في ساحات الأقصى بين المصلين وجنود الاحتلال أسفرت وقتها عن استشهاد 7 أشخاص و250 جريحاً، ثم امتدت الاشتباكات إلى كل أرجاء فلسطين والضفة الغربيّة وقطاع غزة بالإضافة إلى مناطق الـ 48 ما شكل بداية للانتفاضة المباركة الثانيّة، وقدم فيها الفلسطينيون آلاف الشهداء والجرحى دفاعاً عن بلادهم وقضيّتهم.

السلام المُدنس

بالتزامن مع ذكرى “انتفاضة الأقصى”، بيّنت حركة الجهاد الإسلاميّ أنّ انتفاضة الأقصى ستبقى تحمل إلهاماً لكل الأجيال لمواصلة النضال والمقاومة بوجه محاولات الاستئصال والإخضاع، وبعد مرور 20 عاماً على الانتفاضة التي حملت اسم المسجد الأقصى، أوضح عضو المكتب السياسيّ لحركة الجهاد الإسلاميّ، نافذ عزام، في بيان، الاثنين المنصرم، أنّ الانتفاضة كانت “نقطة مضيئة” في تاريخ الشعب الفلسطينيّ، ورسخت معها صورة هذا الشعب الشامخ والمكافح والذي لا يستكين.

وفي هذا السياق، قال عزام إنّ “انتفاضة الأقصى” اشتعلت بعد 7 سنوات من التوقيع على “اتفاق أوسلو” الذي دشن لمرحلة جديدة أُريدَ لها أن تكون تكريساً للأمر الواقع، حيث ظن الكثيرون أن الشعب الفلسطينيّ قد طوى صفحة المقاومة والنضال، بل كان هناك رهانات على أنّ المنطقة ستودع بالكامل تاريخها وروحها وتدخل في حقبة “السلام المدنس”.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه الفلسطينيون، أنّ التطبيع مع العدو الصهيونيّ يُشكل “خيانة كبرى” لفلسطين وشعبها ومقدساتها، ويُمثّل طعنة في ظهر الشعب الفلسطينيّ، و تآمراً على نضاله، وخيانةً لمقاومته، وتكريسا للاحتلال، يصرون على ضرورة المقاومة والنضال لمحاربة “خطيئة التطبيع” ومواجهة اتفاقيات العار بين بعض الدول العربيّة و العدو الغاصب.

ومن الجدير بالذكر، أنّ أبناء فلسطين رفضوا قيام دولة الإمارات بفتح باب التطبيع مع العدو الصهيونيّ بذريعة وقف مشاريع ضم الأراضي الفلسطينيّة، وكانوا قد خرجوا في تظاهرات غاضبة نددت بعمالة أبو ظبي وحكامها، في ظل الإجماع السياسيّ والشعبيّ على رفض الخيانة الإماراتيّة والعربيّة.

إحياء الانتفاضة

واضحة جاءت الرسائل التي وجهها مئات الفلسطينيين، في الوقفة الجماهيريّة وسط مدينة رام الله، بالضفة الغربيّة المحتلة، في إحياء ذكرى انتفاضة الأقصى، حيث أكّدوا تمسكهم بالحقوق الفلسطينيّة في مواجهة “صفعة القرن” الأمريكيّة التي تهدف إلى تصفيّة قضيّتهم، وخطة الضم الصهيونيّة والمطبعين العرب.

في غضون ذلك، تعتبر القيادات الفلسطينيّة بمختلف فصائلها، أنّ الوقفة تجدد العهد للشهداء والجرحى والأسرى الذين سقطوا وقدموا تضحيات جسام في سبيل التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينيّة، بدءاً من حق عودة اللاجئين، وحق تقرير المصير، وحق إقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس.

ومع تمسك الشعب الفلسطينيّ بمقاومته وحقوقه حتى إنهاء الاحتلال الصهيونيّ والوصول إلى حقوقه كاملة غير منقوصة، ترى بعض القيادات أنّ الإرهاصات والمقدمات التي أدت إلى الانتفاضة الشاملة عام 2000 قائمة اليوم، وأهمها انغلاق الأفق السياسيّ وتصعيد الثالوث الأمريكيّ – الصهيونيّ – الرجعيّ العربيّ.

وعلى هذا الأساس؛ يواجه الفلسطينيون، منذ عام تقريباً، تحديات عديدة، أبرزها “صفقة القرن” الأمريكيّة الهادفة إلى تصفيّة قضيتهم العادلة،

والمنهج الصهيونيّ لضم نحو ثلث مساحة أراضي الضفة الغربيّة المحتلة إلى سلطة العدو، ومسألة إدخال بعض الدول العربيّة إلى حظيرة التطبيع، في ظل استمرار الكيان الصهيونيّ باحتلال الأراضي العربيّة، وممارسة الإجرام بحق أبناء الأمّة، والعبث بمقدساتها التاريخيّة.

خلاصة القول، من غير المُستبعد أن تنطلق شرارة انتفاضة فلسطينيّة جديدة في ظل التمادي الصهيونيّ المتزامن مع الضغوط العربيّة والأمريكيّة، وإنّ أكثر ما يحتاجه الفلسطينيون اليوم هو الوحدة ولا شيء غيرها، لمواجهة الخطر الداهم الذي يهدد مستقبلهم، وبالتأكّيد فإنّ الشعب الفلسطينيّ يستطيع بوحدته أن يُفشل كل الخيانات والمؤامرات.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق