التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

تصنيع صاروخ إيراني جديد مضاد لحاملات الطائرات 

لطالما اعتبرت حاملات الطائرات والقواعد الجوية الأمريكية المتواجدة على مقربة من إيران ، واحدة من أهم التهديدات عالية المستوى للقوات المسلحة الإيرانية ، كما أنها تُعد تحديًا لجزء من قدرات ايران الاستخباراتية والقتالية لمراقبة هذه التهديدات والتعامل معها، لأن الطائرات التي تحلق من على متن حاملات طائرات أو من قواعد جوية ، في الواقع ، لعبت جزءًا رئيسيًا من الاستراتيجية الهجومية الأمريكية ، ودونها ، سيواجه جزء كبير من الخطط القتالية الأمريكية مشكلة حقيقية.

وفيما يخص قضية القواعد الجوية المتمركزة على الأرض ، أعدت جمهورية إيران الإسلامية منذ سنوات عديدة عددًا كبيرًا من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز ، وبالطبع ، طائرات بدون طيار لتدمير هذه القواعد في حالة حدوث أي توتر.

هذه الأهداف كبيرة وثابتة بالطبع، وأن التعرف عليها وتحديد النقاط لاستهداف أجزائها المهمة والحساسة، هي من الأمور التي تمكن الإيرانيون تنفيذها بدقة عالية في السنوات الأخيرة، وأثناء الهجوم على قاعدة عين الأسد في بغداد، شوهد نموذجًا من دقة ضربات الصواريخ الباليستية التكتيكية الإيرانية.

معظم الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تم استخدامها في السنوات الأخيرة في العمليات ضد إرهابيي داعش والمجاميع الإرهابية في شمال العراق وضد قوات “سنتكام” الإرهابية ، كانت من النوع التكتيكي وعلى مسافات تقل عن 1000 كيلومتر، والتي أثبت دقتها للخبراء للمسافات التي تقل عن 1000 كم ، لكن السؤال هو ما هو الوضع للمديات التي تزيد عن 2000 كم؟

أول تصريح من قبل وزير الدفاع الايراني

في فبراير 2016 ، قدم وزير الدفاع الإيراني قصة مثيرة للاهتمام حول تجربة صاروخية في ايران. وفي إشارة إلى جدل المسؤولين الأمريكيين في ذلك الوقت بشأن القدرة الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، قال الوزير: “إن الصاروخ بعيد المدى الذي أثار الأمريكيون جدال حوله، هو صاروخ بمدى 2000 كيلومتر تم اختباره بنجاح، وسقط من على مسافة تبعد 200 كيلومتر، في وسط مربع تبلغ أبعاده 30 مترا في 30 مترا.

ومن المرجح أن يكون الإنجاز الذي ذكره وزير الدفاع في ذلك الوقت من أقوى التجارب الصاروخية وأكثرها إثارة للإعجاب في مدينة خرمشهر ، والتي تم مؤخرًا نشر صور عن لحظة اصطدامها بهدف مربع الشكل.

مساعي إيران لإبعاد حاملات الطائرات عن أراضيها

في السنوات الأخيرة ، كانت هناك دائمًا مناقشات حول حصول إيران على صاروخ باليستي طويل المدى مضاد للسفن من قبل كبار القادة في ايران ؛ الصواريخ التي يصل مداها إلى أكثر من 1000 كيلومتر ويمكنها إصابة أهداف بحرية.

إحدى هذه التصريحات، كانت من قبل اللواء سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، في عام 2017. وفي مقابلة معه، أشار سلامي في ذلك الوقت إلى وجود صاروخ باليستي دخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة 8 ماخ ويمكنه إصابة أهداف عائمة متحركة بدقة تصل إلى 100 متر.

من المحتمل أن تكون دقة الـ 100 متر المذكورة مرتبطة بحقيقة أن الصاروخ المعني يستخدم نوعًا من رأس حربي من نوع آخر ، وبدلاً من إصابة الرأس الحربي مباشرة الهدف، فإنه يطلق عددًا كبيرًا من المقذوفات الصغيرة في دائرة معينة. هذا السيناريو أكثر ملاءمة في ظروف الهجوم الجماعي وبأعداد كبيرة ويمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة لسفن العدو في المساحة المستهدفة.

هل انضم “عماد” إلى فئة مضادات السفن الإيرانية ؟

يعد صاروخ عماد الباليستي من أحدث المنتجات التي كشفت عنها وزارة الدفاع الايرانية في فئة الصواريخ الباليستية التي يبلغ مداها أكثر من 1500 كيلومتر ، حيث يبلغ مداه حوالي 1700 كيلومتر.

ووفقًا لمقطع فيديو تم نشره مؤخرًا لاختبار تشغيلي مهم للصاروخ ، فإن هدفًا يشبه متن حاملة طائرات أو جزءًا قصيرًا من مدرج يصيبه الرأس الحربي للصاروخ. وفي وقت الكشف عنه ، كان هذا الصاروخ الذي يعمل بالوقود السائل من أوائل الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى التي تم تجهيزها برأس حربي جديد مجهز بنظام توجيه للطيران وتصحيح الأخطاء في المرحلة النهائية.

إن مقاطع الفيديو الخاصة بهذه التجربة الصاروخية في ايران، ذكّرت الخبراء العسكريين الدوليين، بالعمليات الصاروخية البالستية الشهيرة في الصين ضد حاملة طائرات DF-۲۱D . في تلك التجربة، أعد الصينيون مساحة مستطيلة الشكل كهدف للصاروخ، حيث إنطلق الصاروخ من على متن شيء شبيه بمدرج حاملة طائرات وتمكن الصاروخ من إصابة الهدف.

في مقاطع الفيديو هذه ، كان واضحًا جدًا كيفية خروج الصاروخ من الغلاف الجوي للأرض ، ولهذا السبب يمكن تقدير أن الصاروخ المعني يجب أن يصل إلى الهدف بسرعة فوق صوتية (5 ماخ وما فوق) ، مما يعقد العمل للأنظمة المضادة للصواريخ التي يمتلكها العدو.

ومن الجدير بالذكر أن الصين وإيران اعتبرتا البحرية الأمريكية وحاملات الطائرات التابعة لهم تهديدًا خطيرًا ، واتخذتا مختلف الإجراءات للتعامل معه وفقًا لقدراتهما العلمية والتقنية. ولحسن الحظ ، نظرًا للصناعة المحلية الكاملة وشبكة صناعة الصواريخ في ايران في المجال البالستي ، لم يزعم حتى الخبراء الغربيون، أن هذا الإنجاز الصاروخي المهم لإيران، كان مأخوذ عن نسخة أو مساعدة أجنبية.

أحد الإجراءات التي اتخذها كلا البلدين هو زيادة مدى الصواريخ لإبعاد حاملات الطائرات الأمريكية قبالة الساحل. وتم مؤخراً إطلاق صاروخ كروز مضاد للسفن اسمه “الشهيد أبو مهدي المهندس” بمدى يزيد عن 1000 كم. وتشير التقديرات إلى أن مدى الصاروخ يبلغ حوالي 1200 كيلومتر.

والآن صاروخ “عماد” الباليستي الذي يبلغ مداه حوالي 1700 كيلومتر ، له رأس حربي يبلغ وزنه 450 كيلوغراماً (حوالي 250 كيلوغراماً من المتفجرات). ولمهاجمة حاملة طائرات من طراز Nimitz ، يجب الأخذ بعين الإعتبار أن الهدف يبلغ طوله حوالي 332 مترًا وعرضه 76 مترًا. أي أن الصاروخ الإيراني يفترض أن يصيب مستطيل بهذه الأبعاد.

الهدف المذكور آنفًا، كبير جدًا في مساحته، وفي نفس الوقت يتمتع بحركة جيدة نسبيًا وله قدرة على المناورة. ولمهاجمة هكذا هدف بنجاح ، يجب أن يتلقى الصاروخ الباليستي الإيراني أولاً بعض إحداثيات منطقة تواجد السفينة ، وبالطبع ، في حالة حدوث تغيير في الموقع أثناء الحركة ، يجب أن يتلقى أيضًا تحديثًا للمعلومات.

ويتم هذا الأمر في العالم عادةً عن طريق الأقمار الصناعية ، ولكن في إيران ، نظرًا لعدم وجود أنظمة استهداف عبر الأقمار الصناعية ، من الضروري استخدام رادارات بعيدة المدى أو أنظمة استماع إلكترونية أو طائرات استطلاع بعيدة المدى. ولا ننسى أن المهمة الرئيسية لهذه الفئة من الأسلحة هي في الواقع إرسال رسالة قوية في مجال الردع إلى الجانب الآخر ومحاولة منع أي صراع.

بعد الوصول إلى مرحلة تسبق التوجه نحو الهدف، يمكن للصاروخ الكشف عن الهدف بواسطة أنظمة الرادار أو أجهزة الكشف بالأشعة تحت الحمراء ، وبعد الضغط على الزر يبدأ الهجوم النهائي. من الواضح أنه في المرحلة الأولى ، يجب محاكاة هذه العملية في بيئة أرضية ، والتي تم إجراؤها بنجاح بناءً على الصور المتاحة. ووفقًا للخطوة الجديدة للدولة الايرانية في هذا القطاع ، تصل الصواريخ الباليستية المضادة للسفن إلى مدى يصل إلى 2000 كيلومتر برأس حربي قادر على التوجه الى نقطة الاصابة.

سيكون الرقم الشهير البالغ 2000 كيلومتر مهمًا للغاية لاستراتيجية عدم الوصول الى الدفاع الايراني. ويشير بعض الخبراء الأجانب إلى هذا الرقم على أنه الرقم الذهبي في برامج الصواريخ الإيرانية. ولفهم أهمية هذه المشكلة ، يجب أن نعلم أن المدى القتالي لحاملة طائرات F-35C يبلغ حوالي 1100 كم وأن المدى القتالي لـ Super Hornet يبلغ حوالي 800 كم.

وبافتراض الوصول الى مدى 2000 كيلومتر في صواريخ كروز والصواريخ البالستية المضادة للسفن ، فإن جميع الطائرات المقاتلة الأمريكية بعيدة عن مدى مهاجمة ايران ، وستحتاج في منتصف الطريق إلى التزود بالوقود الجوي ، وسيكون لها وقت أقل على إصابة الهدف وستكون ذخيرتها أقل، وفي نفس الوقت سيوفرون المزيد من الوقت لرد فعل المدافعين.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق