مراقبون: هجوم الأمير بندر على القيادة الفلسطينية يمهد للتطبيع
سياسة ـ الرأي ـ
قال مراقبون بأن تصريحات الأمير السعودي، بندر بن سلطان، حول القيادة الفلسطينية، والهجوم الشرس عليها، هو تمهيد واضح لتطبيع سعودي، على لسان غير حكومي، لكنه ليس بمعزل عن رأي القيادة الحالية للمملكة، كما نقلت صحف غربية.
وعلقت صحيفة “فاينانشال تايمز” على تصريحات الأمير السعودي بندر بن سلطان، عن القيادة الفلسطينية، بأن التصريحات لم تكن لتخرج دون موافقة من الديوان الملكي، وتشي بتشدد في موقف الرياض من القيادة الفلسطينية.
ولفتت الصحيفة إلى أنها تشير إلى تكهنات حول إذا ما كانت المملكة تفكر في الاعتراف بإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها.
ونقلت عن الباحث مايكل ستفيز، بأن السعودية تتبع سياسة تمهيد الطريق أمام التطبيع بانتقاد القيادة الفلسطينية، مؤكدا على أن الأمير بندر انخرط لسنوات في القضية الفلسطينية، وكلامه جدي.
ولفت ستفيز إلى أن القيادة في السعودية أيضا في مأمن من تصريحاته إذا ما كانت الردود عليها سلبية، فهو ليس في قيادة البلاد حاليا، ويمكن إلقاء اللوم على شخصه، وليس على المملكة.
وقال ابن سلطان، الذي شغل سابقا منصب الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي، في تصريحات لقناة “العربية”، إن القيادة الفلسطينية عبرت عن رفضها لاتفاقية التطبيع بـ”كلام هجين”، و”مستوى واطي”، ولغة مرفوضة.
وقال إن كلمات “خان” و”طعن في الظهر” التي استخدمتها القيادة الفلسطينية، مستساغة بالنسبة لهم، لأن “هذه سنتهم في تعاملهم مع بعضهم”.
وعرضت “العربية” بالتزامن مع شتائم بندر بن سلطان تصريحات محمود عباس، ومسؤولين فلسطينيين آخرين استخدموا هذه العبارات في رفض التطبيع الإماراتي والبحريني.
ووصف ابن سلطان حركة “حماس” بـ”الانفصاليين الذين يحكمون غزة”، معتبرا أنهم والسلطة أسباب تدمير القضية الفلسطينية، وليست الدول المطبعة، حسب وصفه.
من جهة أخرى، وصف السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، والمبعوث الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط، مارتن إنديك، هجوم الأمير بندر على القيادة الفلسطينية بأنه يبدو أحد جهود ابن سلمان لتمهيد الطريق للتطبيع مع “إسرائيل”.
واستدرك إنديك بأن ابن سلطان أضاع الحبكة في الجزء الثاني من مقابلته على قناة العربية، وربما يكون الجزء الثالث أكثر تماسكا.
أما صحيفة نيويورك تايمز، فقالت إن مقابلة الأمير على قناة العربية هي وسيلة للمملكة لتغيير روايتها عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دون الحاجة إلى وضعها في أفواه أي مسؤول حالي.
وتابعت بأن الأمير بندر لا يشغل منصبا حكوميا حاليا، لكنه شغل منصب سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن من عام 1983 إلى 2005، وأصبح قريبًا جدًا من عائلة بوش لدرجة أنه كان يطلق عليه مازحا “بندر بوش”.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم بأن ابن سلطان لم يكن ليتاح له كل هذا الوقت على قناة العربية لولا أن رسالته تتماشى مع رغبات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.
وفي وقت سابق، قال الأكاديمي السعودي محمد العمري، مدير مركز “الجزيرة العربية للإعلام” في لندن، إن “ظهور الأمراء والمسؤولين السابقين في الدولة لا يتم عشوائيا أو من باب حرية الرأي، بل بالإيعاز والتكليف، وهذا لا يتم إلا وفق دراسة وخطة تخدم أهداف الدولة القصيرة والطويلة والطارئة كالتطبيع”.
بدوره، قال الأكاديمي والمعارض السعودي، فهد الغويدي، إنه “لا يوجد شيء في البلدان الديكتاتورية اسمه خطوة شاذة، أو لا تعكس إرادة سياسية تقف خلفها، لأن جميع الخطوات التي لم تكن محسوبة فعلا على النظام، أو لا تدور على الأقل في فلكه، انتهى المطاف بأصحابها إلى السجن”.
وتابع بأن “هذه المشاركات نؤمن بأنها نابعة من النظام، وجزء لا يتجزأ من المحاولات الهادفة لجعل التطبيع أمرا مقبولا اجتماعيا”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق