التحديث الاخير بتاريخ|السبت, ديسمبر 28, 2024

“إسرائيل” كبش فداء لفشل نتنياهو.. والحربٌ الأهليّة على الأبواب 

تتزايد التنبؤات باحتماليّة وقوع حرب أهليّة داخل المجتمع الإسرائيليّ، والتي كان آخرها ما ذكره الكاتب الإسرائيلي، بن كاسبيت، حيث اعتبر أنّ الكيان الصهيونيّ يقترب عدة خطوات من الحرب الأهليّة، بسبب التحريض المتزايد لرئيس الوزراء العدو، بنيامين نتنياهو، ومعركته ضد المتظاهرين، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصاديّة المتفاقمة، وتزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد بشكل مستمر.

حربٌ أهليّة

رغم كل المساعي لضبط إيقاع الوضع داخل الكيان الصهيونيّ، إلا أنّ الخلافات الداخليّة تتصاعد يوماً بعد آخر، ناهيك عن التماسك الذي بدأ يتآكل في السنوات الأخيرة بين اليهود داخل المجتمع الإسرائيليّ، وحل محله فجوات دموية داخليّة تغذيها الكراهية الشديدة الخارجة عن نطاق السيطرة قد تُوصل الكيان قريباً إلى صدام داخليّ عنيف، ربما يتحول فيما بعد إلى حرب أهليّة كارثيّة.

ووفق الكاتب العبريّ، بن كاسبيت، صاحب الصلة الوثيقة بدوائر صنع القرار الأمنيّ والسياسيّ الإسرائيليّ، فإنّ الكيان الصهيونيّ يفقر اليوم لشخصيات تضغط على المكابح قبل فوات الأوان، وتنحاز إلى مستقبل الكيان بعيداً عن المصالح الشخصيّة أو السياسيّة، بعكس رئيس الوزراء ورئيس حزب الليكود الصهيونيّ، بنيامين نتنياهو، الذي ربما يودي بالكيان إلى الهاويّة.

وعلاوة على ذلك، فإنّ نتنياهو منخرط بشكل كامل ويوميّ بتكثيف التحريض ضد المؤسسات التابعة للكيان الغاصب، وأعدائه السياسيين، فيما يواجه بقوة مئات آلاف المعارضين الذين يدعونه للتنحي في مظاهراتهم، مع عجز شرطة العدو عن السيطرة على الاحتجاجات العارمة، وفي المقابل تعيش الغالبيّة الصامتة من الإسرائيليين انقساماً حاداً بين هذين المعسكرين المتصارعين ما أفرز كراهية شديدة داخل مجتمعهم، مع فقدان ثقتهم بشكل كامل بمؤسسات الكيان الصهيونيّ.

شرخٌ داخليّ

جاء وَصْفُ الكاتب الإسرائيليّ دقيقاً لحال الكيان الغاشم هذه الأيام، حيث أكّد أنّ الخلاف بين الإسرائيليين اليوم، لم يعد يدور حول تنافس النسق الكليّ للأفكار والمعتقدات والاتجاهات العامة بين اليسار واليمين، ولا الاتفاقات والتنازلات للدول المعادية للكيان وقضايا الحرب والسلام، بل أصبح الصراع داخل المجتمع الإسرائيليّ المنقسم على ذاته بين مؤيد لنتنياهو ومعارض له، فجزء من الإسرائيليين يعتبره المُخلص الذي يحول دون انقراض الكيان الصهيونيّ، وآخرون يعتبرونه خطراً قائماً على مستقبله.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه أعداد المصابين بجائحة فيروس كورونا المستجد، وتداعياتها الاقتصاديّة، بالتزامن مع تجاهل اليهود المتشددين لقيود الإغلاق، ناهيك عن تحول الاحتجاجات المستمرة لعنف متزايد، بالإضافة إلى الهجوم المستمر من رئيس وزراء العدو ومبعوثيه على جميع رموز الكيان يجعل التوترات الحاليّة مشتعلة داخل الحكومة، ما يجعل الأخطار الداخليّة تهدد الكيان الصهيونيّ أكثر من أيّ وقت مضى.

وفي أعقاب هذا الصراع، يشارك خصوم وأتباع نتنياهو نفس الشعور بأنّ مؤسسات الكيان مفلسة، في ظل تفشي فيروس كورونا ونتائجه الاقتصاديّة الكارثيّة، التي أدت إلى دفع عشرات آلاف الإسرائيليين للشوارع، حتى وصلوا إلى منزل نتنياهو نفسه، وشكلوا تهديداً متزايداً لسيطرته على السلطة، وطالبوا باستقالته وألحقوا كلمة “ارحل” بصور حساباتهم الشخصيّة على الفيسبوك، فيما يحاول نتنياهو بكل ما أوتي من قوة صد الاحتجاجات، حيث بات يعتبرها خطراً داهماً ينافس قضيّة انتشار كورونا.

أكثر من ذلك، كشف الكاتب الإسرائيليّ عن حجم اليأس لدى الأطراف المتحاربة داخل الكيان، مبيّناً أنّه بلغ ذروته بسبب استخدام شرطة العدو تكتيكات عنيفة بشكل متزايد للسيطرة على الاحتجاجات العارمة، وأشار كاسبيت إلى أنّ “برميل الديناميت” داخل المجتمع الإسرائيليّ لا يحتاج سوى شرارة واحدة للانفجار، في تشبيه دقيق يدل على مدى الاحتقان والخلاف داخل الكيان الصهيونيّ.

خلاصة القول، فشل نتنياهو بشكل ذريع في دفن لائحة الاتهامات ضده، مع تمسكه الشديد بالسلطة متجاهلاً ارتفاع الأصوات المطالبة برحيله رغم إدراكه بما يحل بكيانه نتيجة لذلك، وفي الوقت الذي يعيش فيه الكيان الصهيونيّ مرحلة حاسمة تهدد وجوده بشكل حقيقيّ، بات الإسرائيليون على قناعة بأنّ نتنياهو المنتهي سياسيّاً لا يمكن أن يرحل إلا وعلى أكتافه بقايا كيانه المُنهار، فيما يستشعر الجميع اقتراب الحرب الأهليّة التي ستعيد العدو الصهيونيّ الغاشم إلى مرحلة ما قبل عام 1948.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق