التحديث الاخير بتاريخ|السبت, ديسمبر 28, 2024

آخر التطورات في اليمن.. استمرار المغامرة المجنونة للإمارات والكيان الصهيوني في جزيرة سقطرى 

عد إعلان دولة الإمارات عن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني قبل عدة أسابيع، قام قادة أبو ظبي بإعطاء الصهاينة هدية خاصة في جزيرة سقطرى اليمنية (غرب بحر العرب) لجعل خيانتهم أكثر وضوحا لشعوب المنطقة.حيث قام النظام الإماراتي، الذي يحتل أجزاء من جنوب اليمن (مناطق واسعة من محافظة لحج، والمناطق الجنوبية من محافظة الضالع، والمناطق الغربية من محافظة شبوة، والمناطق الجنوبية من محافظة حضرموت، والمناطق الجنوبية الغربية من محافظة أبين جنباً إلى جنب مع محافظة عدن، عبر عناصر خاضعة لقيادته (قوات المجلس الجنوبي الانتقالي)، بالتنازل للكيان الصهيوني عن حق بناء قاعدة عسكرية له في جزيرة سقطرى.

إن مغامرة دولة الإمارات في بناء قاعدة عسكرية للصهاينة في جزيرة سقطرى ليست فقط لتغيير ميزان القوى وتقليص النفوذ السعودي في المناطق الجنوبية من اليمن، بل إن هذه الخطوة الخطيرة ستوفر فرصة للكيان الصهيوني للتحرك في هذه المنطقة بشكل حر وسلس. ومن خلال التمركز في هذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 3769 كيلومترًا مربعًا، سيكتسب الجيش الصهيوني أيضا ميزة عسكرية خاصة في المحيط الهندي، فضلاً عن فرصة مراقبة التطورات في خليج عمان وضواحيها، بما في ذلك الخليج الفارسي.

ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، ففي الأسابيع الأخيرة، وضعت مجموعة من الضباط الصهاينة والإماراتيين في جزيرة سقطرى الإجراءات والتقييمات الأولية على أجندة بناء قاعدة عسكرية وبدؤوا بالتخطيط لهذه الأعمال الخبيثة. وأكدت تلك المصادر إلى أن الصهاينة والإماراتيون خلصوا إلى أن أفضل مكان لبناء قاعدة عسكرية وهو وسط منطقة “جمجوموة” الواقعة في مديرية “المومي” شرق جزيرة سقطرى ووسط منطقة “قطنان” الواقعة غربي جزيرة سقطرى وذلك لأن الجبال العالية هناك لديها طرق ملساء سوف تساعد على نقل المعدات والأيادي العاملة والطاقة.

ولا يخفى على أحد أن الهدف الأساسي للإمارات في جزيرة سقطرى هو موقعها الاستراتيجي الذي يتلاءم تماماً مع تصورها لنفسها كإمبراطورية بحرية، تسيطر على خطوط إمدادات الطاقة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والسيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي. فمن يهيمن على سقطرى لاسيما ببناء قاعدة عسكرية برية وبحرية بالجزيرة يمكنه أن يسيطر على الملاحة قرب مجموعة أهم المضائق المائية في العالم، فهي ليست بعيدة عن مضيق هرمز وقريبة لمضيق باب المندب ومنه إلى قناة السويس. وتاريخياً دفعت الأهمية الاستراتيجية لأرخبيل سقطرى الطامعين الأجانب إلى محاولة احتلالها والسيطرة عليها.

وفي بيان صدر خلال الأسبوع الماضي، اتهم شيخ مشايخ قبائل محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية “عيسى سالم بن ياقوت” أبوظبي بتدمير المعالم البيئية الساحرة والنادرة في جزيرة سقطرى، وإنشاء معسكرات دون رقيب وسط صمت دولي رهيب. وقال إن “السعودية والإمارات أدخلتا إسرائيل إلى سقطرى ضمن عملية تهدف لفصل الجزيرة عن اليمن، واتهم البلدين بإحداث تغييرات ديموغرافية واستقدام سكان من خارج سقطرى”. ومن جانبه، أكد “هاشم السقطري” محافظ أرخبيل سقطرى، أن “مطامع دول تحالف العدوان ومن ورائها أمريكا وإسرائيل، ستسقط في أرض سقطرى التي لم تقبل الغزاة على مر التاريخ”، مشيرا إلى أن “الإمارات تعمل منذ بدء العدوان على إنشاء قاعدة عسكرية وإنشاء مليشيات لزعزعة أمن واستقرار أرخبيل سقطرى نظراً لأهميته الاستراتيجية في المحيط الهندي”. واعتبر “السقطري”،”تطبيع الإمارات مع الكيان الصهيوني” تحصيل حاصل كون كل تحركات الإمارات منذ بداية العدوان هدفها أن تكون هناك قواعد أمريكية وإسرائيلية”، مشيراً إلى أن “أبوظبي خدمت إسرائيل بشكل كبير في المنطقة، واليمن كشف حجم العلاقة بين أبوظبي وتل أبيب”.

وحيا محافظ سقطرى، “الرفض الشعبي السقطري للتطبيع الإماراتي مع العدو الإسرائيلي”، مؤكداً أن “أحرار وشرفاء أرخبيل سقطرى كما كان لهم دور بارز في كشف مخططات الاحتلال الإماراتي والإسرائيلي سيسقطون مخططات الغزاة في الجزيرة”. وقال: “كل التحركات الإماراتية الإسرائيلية في المحافظة تتم بتواطؤ سعودي”، مبيناً أن “السعودية التي لها تواجد عسكري استعماري في سقطرى أرسلت في يناير/ كانون الثاني الماضي خبراء أمريكيين للجزيرة للقيام بدراسات لإنشاء قواعد عسكرية، واليوم الإمارات جاءت بخبراء إسرائيليين للجزيرة”، كما أكد أن أمريكا وإسرائيل ومن ورائهما السعودية والإمارات لن تجد موطئ قدم في أرخبيل سقطرى في ظل الوعي الشعبي الكبير لأبناء المحافظة.

وتقع جزيرة سقطرى اليمنية في شمال غرب المحيط الهندي، وتطل على طريق التجارة الهام للبحر الأحمر والمجاور للقارة الأفريقية ومضيق “باب المندب”، مما يضاعف الأهمية التجارية والعسكرية غير العادية للمنطقة؛ وحاليًا، تحتل قوات المجلس الانتقالي المدعوم من قبل دولة الإمارات على حوالي 97٪ من الجزيرة، وتحتل قوات النظام السعودي وقوات الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” على جزءًا صغيرًا فقط من شرق الجزيرة. ووفقاً لعدد من المصادر الاخبارية، فإنه بعد أن قررت القيادة الإماراتية تسليم جزيرة سقطرى، وهي جزء من اليمن، للصهاينة، بدأت الاحتجاجات الشعبية اليمنية في هذه الجزيرة بدعم من الشيوخ ورؤساء القبائل المتواجدة في مختلف مناطق الجزيرة بشكل سريع وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.

ووفق آخر المعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد خرج المئات من سكان مديريات محافظة لحج جنوب اليمن، بمظاهرات واسعة ضد النظام الإماراتي، للأحتجاج على بناء قاعدة عسكرية للكيان الصهيوني في جزيرة سقطرى. وهتف المتظاهرون “لا لوجود القوات الإسرائيلية في الجزر اليمنية” ورددوا هتافات مناهضة للكيان الصهيوني وقيادات النظام الإماراتي، كما استنكر المتظاهرين اليمنيين إقامة علاقات بين إسرائيل والبحرين. وإلى جانب معارضة الاتفاق الإماراتي الصهيوني لبناء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى، ردد مواطنو جنوب اليمن المتظاهرين شعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني وحقه في العودة إلى أرضه، ونددوا بالاحتلال الإسرائيلي.


ومع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في جنوب اليمن، نظم سكان جزيرة سقطرى مظاهرات واسعة النطاق في الأيام والأسابيع الماضية، تعارض بناء قاعدة عسكرية في الجزيرة ووجود القوات الأسرائيلية. ولقد اتسعت رقعة الاحتجاجات في الأيام الأخيرة وذلك لأن النظام الإماراتي في السنوات الأخيرة حاول أن يروج للرأي العام في المنطقة أنه يحظى بدعم أبناء جنوب اليمن وكسب بعض الشرعية، ولكن قيام أبناء المحافظات الجنوبية بهذه المظاهرات والاحتجاجات، كشف الكثير من أكاذيب “آل نهيان” ولم يتبق لهم سوى الفضيحة، والآن بات واضحاً للجميع أن الإمارات ليس لديها رأس مال وشعبية اجتماعية بين أبناء الجنوب.

وفي الختام يمكن القول إن الهدف لم يكن يوما فرض السلام في اليمن ولا التصدي لتوسع قوات “أنصار الله” كما تزعم الإمارات على الدوام بقدر ما هو خدمة أسيادها من الصهاينة وتمهيد الطريق لهم حتى يتحولوا إلى قوة بحرية كبرى تهدد الأمن القومي العربي وتقلب القوى لصالحها وهو ما دأبت الإمارات على الاشتغال عليه بكل عزم يقيم الدليل على خيانتها الواضحة وانخراطها العلني في الحرب على العرب والمسلمين.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق