معارك شرسة في “مأرب”.. محادثات حركة “أنصار الله” مع القبائل لطرد قوات تحالف العدوان السعودي
تصاعدت حدة القتال في الأسابيع الماضية في محافظة “مأرب”، حيث تكبد تحالف العدوان السعودي الكثير من الهزائم الثقيلة والموجعة وتُظهر المعادلات الميدانية أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال الفترة الماضية من تحرير أكثر من 4000 كيلومتر مربع من الأراضي التي كانت قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته. وحول هذا السياق، قال مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في محافظة مأرب الواقعة في قلب اليمن، إن الأعمال القتالية لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية لا تزال مستمرة حتى اللحظة وذلك بعد تحقيقها العديد من الانتصارات الواسعة والمبهرة في المحاور الجنوبية الغربية والجنوبية لمحافظة “مأرب” ضد قوات تحالف العدوان السعودي.
وأوضح هذا المصدر الميداني، أن محافظة “مأرب” هي أهم قاعدة كان يحتلها النظام السعودي في اليمن، وأضاف: “انهارت الخطوط الدفاعية لقوات تحالف العدوان السعودي في محافظة مأرب، وبهذا الأمر تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من التقدم في المحاور الجنوبية والجنوبية الغربية خطوة بخطوة”. ووفقاً للمعلومات التي قدمها هذا المصدر الميداني، فإن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، لا تزال تقوم بعمليات عسكرية في المحور الغربي لمديرية “حريب”، حيث شنت هجمات من مناطق “المعشراء وموشر الأسفل” وتمكنت من تحرير عدة مناطق من احتلال قوات تحالف العدوان السعودي والسيطرة عليها.
ووفق هذا المصدر الميداني، فقد تم خلال تلك الاشتباكات على هذا المحور تأمين مناطق “نصيب خليلة والصنة وذارع الغول والمراوح ونشح”، ومع عمليات التطهير التي حدثت هذه، أصبح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على بُعد 7 كيلومترات من منطقة “أبلح” الاستراتيجية والمهمة. وقال هذا المصدر الميداني، إنه “تم تطهير ما لا يقل عن 60 كيلومترًا مربعًا من المنطقة المحتلة خلال تلك العملية”، مضيفًا أنه إذا وصل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية إلى منطقة “أبلح”، فسيتم قطع طريق المساعدات الرئيسي لقوات تحالف العدوان السعودي المتمركزة في مديرية “العبودية” ومن ناحية أخرى، سيتم مضاعفة سرعة تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية لمسح هذه المديرية وطرد من تبقى من قوات تحالف العدوان ومرتزقته.
ووفقاً لبعض المصادر الاخبارية، فإنه مع تحرير مديرية “العبدية” سوف يتم تحرير عشرات المناطق والمرتفعات والتي منها “جازع، والحجلة، ومذود، والمسجد، والعبدية، والقريه، والملاحة، والبشرين، وغيرها” من احتلال قوات تحالف العدوان السعودي وسيتم تطهيرها بالكامل وسيتم إعادة الأمن والأمان إلى المناطق الجنوبية من مديرية “حريب”. ومع سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على جزء مهم من “العبدية” جنوب محافظة مأرب، أصبحت المناطق المحتلة شمال محافظة البيضاء (شمال السودية 1 وأجزاء من مديرية النعمان) محاصرة وخلال الأيام القليلة الماضية تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية التقدم في هذا المحور الطريق وفتح الطريق للتقدم نحو محافظة “شبوة”.
ووفق مصادر ميدانية، فمع تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في المحور الغربي لمديرية “حريب”، أصبحوا في وقتنا الحالي على بُعد خطوة واحدة من الحدود المشتركة مع مديرية “الجوبة”، ولفتت تلك المصادر إلى أن الاشتباكات امتدت خلال الايام القليلة الماضية بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وقوات تحالف العدوان السعودي إلى منطقة “علفاء”. ووفقاً لتلك المصادر الميدانية، فلقد قتل عدد كبير من قوات تحالف العدوان السعودي، بينهم “يزيد عبد الرحمن شانون العقيلي”، قائد اللواء 153 في المجموعة الخامسة، وأصيب عدد آخر بجروح خلال اشتباكات بالمناطق الحدودية.
وبالتزامن مع تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على الجبهات الجنوبية، وقعت اشتباكات في المناطق الغربية وبالتحديد في مديرية “مدغل”، وفي تلك الأثناء التقى “أبو علي الحاكم” الرجل الثاني في حركة “أنصار الله” بمشائخ عشائر وقبائل “مراد” في محافظة مأرب، وبحسب مصادر ميدانية، حاول “الحاكم” توحيد كلمة اولئك المشائخ وذلك من أجل الدخول في المباراة النهائية مع قوات تحالف العدوان السعودي وطرده من كل مديريات محافظة “مأرب” الاستراتيجية.
وعلى صعيد متصل، وجه عضو المكتب السياسي، “محمد البخيتي”، نصيحة إلى أبناء قبيلة مراد في مأرب، قائلاً: “تعمل دول العدوان على تخوفيكم منا رغم أننا خير من يمثل اصالة هذا الشعب وأخلاقه القبلية النبيلة”. وأضاف “البخيتي” في تغريدات له على تويتر، “واقرب مثال على ذلك اطلاق سراح الاسرى من اقارب ياسر العواضي ومنهم ابنه واخوانه وتسليم بيته قبل أن ينقشع غبار المعركة وعدم القيام بأي أعمال انتقامية”. وأشار إلى أن الكثير من أبناء قبيلة مراد في مقدمة صفوف المدافعين عن سيادة وإستقلال اليمن، ناصحاً المخدوعين الذين ما زالوا في صف العدوان بالعودة إلى ديارهم بكامل سلاحهم وعتادهم سالمين غانمين، مؤكداً أن الجيش واللجان لا يستهدفون قبيلة مراد. وقال “البخيتي” في ختام تغريداته لأبناء قبيلة مراد، “وإذا اردتم الدخول معنا في اتفاق على ذلك فنحن مستعدون، وأنا منكم وفيكم”.
وفي سياق متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن وفداً من قبائل “مراد” المكون من 400 من وجهاء ومشايخ وأفراد القبيلة، جاء إلى صنعاء لتوقيع اتفاقية صلح مع حكومة صنعاء. وأشارت تلك التقارير إلى أنه تم تكليف أحد مشايخ بني مطر بمحافظة صنعاء بصياغة اتفاق الصلح بين “أنصار الله” وقبيلة “مراد”. ورحب القيادي البارز في جماعة “أنصار الله” وعضو مجلسها السياسي، “محمد علي الحوثي”، على حسابه في “تويتر” بأبناء مأرب، وقال:” ها هم أبناء مراد بيننا اليوم، أبناء ماهلية، وكثير من أبناء مأرب بيننا اليوم”. وتابع: “نقول لمن تبقى هناك لا تثريب عليكم، عودوا إلى وطنكم، كونوا رسلنا إليهم وقولوا لهم إنهم في مأمن ما كانوا إلى جانب الوطن”.
وحاليا، تبعد قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية عن المحور الجنوبي الغربي لمحافظة مأرب (شمال غرب الرحبة) نحو 33 كيلومتراً وتبعد أيضا تلك القوات من المحور الغربي (جنوب شرق مديرية مدغل) وشمال شرق مديرية “صرواح” عن مدينة مأرب على التوالي بنحو 17 و 18 كيلومتراً. وتجدر الاشارة أيضا إلى أن نحو 37٪ من مساحة محافظة مأرب، بما في ذلك مديريات “بدبده وحرب القرامش”، و 97٪ من مديرية “مجزر”، و 70٪ من مديرية “صرواح”، و 55٪ من مديرية “مدغل”، و 7٪ من مديرية “رغوان”، و 97٪ من مديرية “ماهلية”، و 15٪ من مديرية “العبدية”، و 85٪ من مديرية “رحبة” و 20٪ من مديرية “حريب” أصبحت تحت سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
المصدر / الوقت