عملية تبادل الأسرى.. تحالف العدوان وضع الكثير من العراقيل قبل أن ترى النور
قبل عدة أسابيع أتفقت حكومة الوفاق الوطنية اليمنية مع تحالف العدوان السعودي وحكومة الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” على تبادل 1081 أسيرا، حسب ما أعلن وسيط الأمم المتحدة الأحد بعد أسبوع من المحادثات التي جرت في سويسرا وتأتي هذه الخطوة بعد نحو عامين من التوقيع على عملية لتبادل آلاف الأسرى. وتعتبر عملية التبادل هي الأكبر منذ بداية العدوان السعودي الدامي على أبناء الشعب اليمني وتدخلها على رأس تحالف عسكري غاشم في 2015. وخلال المحادثات الأخيرة في سويسرا، توصل كل من ممثلي حكومة الوفاق الوطنية اليمنية وممثلي حكومة الرئيس المستقيل “منصور هادي” القابعة في فنادق الرياض إلى اتفاق لتبادل أكثر من ألف أسير، وذلك بعد نحو عامين من التوقيع على عملية لتبادل آلاف الأسرى. واتفق طرفا النزاع على تبادل 1081 أسيرا، وفق ما أعلن وسيط الأمم المتحدة.
وحول هذا السياق، أثنى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن “مارتن غريفيث” على هذا الإنجاز الهام للغاية، موضحا أن الوفدين اتفقا على الاجتماع مجددا للتفاوض بشأن عمليات إطلاق سراح جديدة. وتعتبر هذه العملية هي الأكبر منذ بداية العدوان البربري في عام 2015 على أبناء الشعب اليمني وتدّخل السعودية ودولة الإمارات وعدد من البلدان العربية العميلة لدعم حكومة الرئيس المستقيل “منصور هادي”. وعلى صعيد متصل، قال عضو في وفد حكومة الوفاق الوطنية الحكومي، “محمد الربوعي”، انه تم التوصل “إلى اتفاق لتبادل 1081 أسيراً بين الطرفين، 681 من أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية و400 من مرتزقة تحالف العدوان السعودي. وذكر أنّ من بين المفرج عنهم “15 سعوديا وأربعة سودانيين” هم أسرى لدى أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، مضيفا أنّه تقرّر تأجيل الإفراج عن شقيق الرئيس اليمني المستقيل “عبد ربه منصور هادي”.
ومن جهتها، كشفت قناة “المسيرة” الناطقة باسم حركة “أنصار الله” اليمنية على سير عملية المفاوضات وقالت، أنه “من المقرر أن تختتم جولة التفاوض يوم الأحد الماضي بإعلان الاتفاق على الصفقة الموقع عليها”. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى، “محمد علي الحوثي” على حسابه عبر تويتر “ما يهمنا هو التنفيذ بشأن الأسرى وليس التوقيع فقط”. واتهم “الحوثي” تحالف العدوان السعودي باختلاق الكثير من العراقيل لإفشال هذه العملية الكبيرة لتبادل الأسرى. ويمثّل اتمام هذه العملية بارقة أمل بعد ست سنوات من الاقتتال الذي تسبب في مقتل وإصابة آلاف اليمنيين وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة، إذ يواجه ملايين السكان اليمنيين خطر المجاعة.
كما كشف رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى وعضو الوفد الوطني المفاوض “عبد القادر المرتضى” يوم الأحد الماضي عن منع قوى العدوان لمرتزقتها عن تنفيذ أي عملية تبادل عبر الوساطات المحلية، حسب التوجيهات التي أصدرتها السعودية. وقال “المرتضى” في منشور له على صفحته في فيسبوك :”أنه في الوقت الذي لازالت قوى العدوان تماطل وتتهرب من تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى قاموا بمنع تنفيذ أي عملية تبادل عبر الوساطات المحلية وفق التوجيهات التي أصدرتها السعودية”. واعتبر “المرتضى” منع قوى العدوان، دليل واضح على إهمالهم لأسراهم وعدم مبالاتهم بمعاناة الأسرى وعائلاتهم وكذلك على أن المرتزقة مسلوبي القرار والإرادة ولا يملكون من الأمر الا ما يمليه عليهم الضباط السعوديين والإماراتيين.
الجدير بالذكر أن قوى العدوان قامت خلال الفترة الماضية بوضع الكثير من العراقيل لمنع تنفيذ تبادل الأسرى الكل مقابل الكل على الرغم من توقيعها على ذلك في مفاوضات السويد. وهنا، قال عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله “علي القحوم”، إنّ “هناك توقعات بوصول الأسرى اليمنيين قريباً، مشيراً إلى أنّ دول العدوان عرقلت مراراً مسألة تبادل الأسرى”. أكد الإعلامي اليمني “عبد السلام جحاف” قبل عدة أيام، أن تحالف العدوان غير جاد في ملف تبادل الأسرى، لافتا إلى أن السعودية تريد تمرير هذا الملف الحساس والإنساني حسب أهدافها. وقال “عبد السلام جحاف”، أنه “على تحالف العدوان السعودي إنجاز ملف التبادل كمقدمة لتوقف العدوان.” ولفت إلى أن الأمم المتحدة تتحرك بجدية عندما تحقق القوات اليمنية إنجازات كبيرة. وقال، إن “الأمم المتحدة هي التي تقف وراء الحصار على اليمنيين وهي ضالعة كثيرا في هذا العدوان”.
ومن جانبه، أعرب الاعلامي اليمني “علي قصيلة”، أنه لا يوجد أفق للخروج بنتائج إيجابية من المفاوضات الجارية نظرا لعدم جدية دول العدوان والأمم المتحدة وسعيها لوقف تقدم القوات اليمنية المشتركة. وأضاف، “لا توجد جدية من الأمم المتحدة وهذا ناتج عن عدم جدية تحالف العدوان في تبادل الأسرى”. ونوه إلى أن فتح ملف تبادل الأسرى جاء لغرض وقف تقدم القوات اليمنية في جميع الجبهات خاصة في مأرب. ولفت إلى أن ملف الأسرى ملف ذو حساسية وطابع إنساني بينما يريد الطرف الآخر تمريره حسب أهدافه. وخلص إلى القول، “إن الأمم المتحدة تدرك من هو الطرف الذي يعرقل اتفاق تبادل الأسرى”.
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن حركة “أنصار الله” اليمنية أفرجت حركة “أنصار الله” يوم أمس الأربعاء عن رهينتين أمريكيتين في ما يبدو كأنه جزء من صفقة كبيرة لتبادل الأسرى. وكانت ساندرا لولي وهي موظفة إغاثة قد احتجزت منذ ثلاث سنوات، بينما احتجز رجل الأعمال ميكائيل جيدادا عاماً واحداً، وذلك لقيامها بالكثير من الأعمال المشبوهة التي تخدم تحالف العدوان السعودي في العاصمة صنعاء. كما أرسلت حركة “أنصار الله” رفات أسير أمريكي ثالث، يدعى “بلال فطين” إلى الولايات المتحدة. كما لفتت تلك التقارير أن حكومة الوفاق الوطنية أعلنت يوم أمس عن استقبال أكثر من مئتي مواطن يمني من سلطنة عُمان، بعد تلقيهم المعالجة الطبية. وحول هذا السياق، غرّد “محمد عبد السلام” المتحدث باسم حركة “أنصار الله” قائلاً، إن “اليمنيين الذين يبلغ عددهم نحو 240 شخصاً، من الجرحى أو العالقين كانوا قد سافروا إلى مسقط لتلقي العلاج.” وأضاف “عبد السلام”، أنّ “الأمم المتحدة لم تقم بإعادتهم بحسب الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه”. كما شكر سلطنة عمان على “جهودها الإنسانية”، لكنّه لم يأت على ذكر الإفراج عن رهائن أمريكيين.
وعلى صعيد متصل، ذكرت العديد من المصادر، أنّ طائرتين تابعتين للصليب الأحمر الدولي وصلتا مطار صنعاء الدولي اليوم الخميس لتقل أسرى قوات الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” وتحالف العدوان السعودي. وذكرت المصادر أن الطائرتان ستقلّان نحو 256 أسيراً من قوات “هادي” وتحالف العدوان بينهم سعوديين وسودانيين. المصادر أشارت إلى أنّ الطائرات التي ستقل أسرى قوات “هادي” وتحالف العدوان السعودي اتجهت اليوم الصباح إلى الرياض وسيئون ومن ثم لجيبوتي. وذكرت تلك المصادر، أنّ “العدو حاول أمس وقف عملية تبادل الأسرى”. كما لفتت تلك المصادر إلى أنّ تبادل الأسرى خطوة جيدة لكن نرفض استمرار الحصار والعدوان. وفي هذا الإطار، تحدث الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد “يحيى سريع” لعدد من الصحفيين، وقال “نهتم بأسرى العدو ونقدّم لهم الخدمات بعكس الطرف الآخر”. وأضاف “نحن جاهزون لعمليات كبيرة إذا لم يرضَ العدوان بأن يتجاوب مع دعوات السلام”. كما لفت إلى أنّ “طائرة من الرياض أقلت صباح يومنا هذا 249 أسيراً إلى مطار صنعاء من القوات المسلحة اليمنية كدفعة أولى”.
ومن جهته، قال “هادي علي” عضو لجنة شؤون الأسرى، إنّ عملية تبادل الأسرى تمت وفقاً للاتفاق الذي وقعه الطرفان في سويسرا. ولفت إلى أن تحالف العدوان السعودي حاول اختلاق العديد من العراقيل لنسف عملية تبادل الأسرى ولكنه فشل في نهاية المطاف. وذكر أن “عملية تبادل الأسرى هذه شملت 480 أسيراً من قوات أنصار الله مقابل 250 أسيراً تابعين لمرتزقة هادي”. وأضاف “في الدفعة الثانية غداً الجمعة سيتم تبادل 200 أسيراً مقابل 251 وسيتم نقلهم عبر مطاري صنعاء وعدن”.
المصدر/ الوقت