التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

إنجاز جديد تکشف عنه الصناعة العسكرية الإيرانية… صاروخ “قيام” بذخائر حربية خاصة 

في السياسات والاستراتيجيات الأمريكية التي تهدد المنطقة، تلعب القواعد الجوية لهذه الدولة المحتلة في غرب آسيا دوراً مهماً، وتستضيف هذه القواعد دائماً مجموعات مختلفة من المقاتلات والقاذفات وطائرات التزويد بالوقود، إلى جانب عدد من القوات العسكرية.

في المقابل، القوة الصاروخية لجمهورية إيران الإسلامية باعتبارها الركيزة الأساسية للردع في البلاد، مسؤولة لسنوات عديدة عن تدمير هذه البنى التحتية ووقف أنشطة هذه القواعد، في حالة حدوث أي صراع.

ومن المهم أن نلاحظ أنه خلال الحرب المفروضة، وخاصةً الأشهر القليلة الأولى من الحرب، وبسبب المشاكل في الخطوط الأولى للجبهات وضعف الوحدات البرية، كان على القوات الجوية للجيش مسؤولية كل من الهجمات العميقة والدعم الجوي القريب بأحجام كبيرة، وكان أحد الأسلحة المستخدمة وخاصةً من قبل مقاتلات الشبح الإيرانية بحجم كبير، القنابل العنقودية من طراز BL755.

لعبت هذه القنبلة دوراً مهماً في إتلاف وتعطيل القواعد الجوية العراقية، وكذلك الأعمدة المدرعة والمشاة العراقية أثناء الحرب المفروضة، ويتم الآن إنتاج الجيل الجديد والأكثر حداثةً من هذه القنبلة في إيران تحت اسم “سيمرغ”، وتستخدمها أيضاً طائرات “سوخوي 22” التابعة لسلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني.

وفي السنوات التي تلت ذلك العام، تم تقديم مفهوم يسمى “الذخيرة الصغيرة” في جميع أنحاء العالم، للصواريخ الباليستية التكتيكية وصواريخ المدفعية وحتى صواريخ كروز.

هذه الذخائر الصغيرة، سواءً أكانت في شكل ذكي أم السقوط في نقطة معينة مثل القنابل الصغيرة، كانت تستخدم في الغالب لإلغاء تنشيط القواعد الجوية وتدمير الأعداء في الهواء الطلق، وكذلك لتكون في وضع محدَّد الوقت في النماذج الأحدث.

وفي هذه الحالة، يتم ضبط هذه القنابل الصغيرة على الانفجار في وقت محدد، وستنفجر إذا حاولتَ إبطال مفعولها. وكانت هذه الحالة متاحةً لإيران بسهولة أكبر، في القنابل العنقودية القديمة مثل النموذج البريطاني.

بعد التجربة الناجحة لقنابل “نهاجا” والقنابل العنقودية، اتَّجه المصممون الإيرانيون نحو تطوير الرؤوس الحربية المسماة “باراني”.

وقد تكون مثيرةً للإعجاب معرفة أن مركز الأبحاث الأمريکي الشهير “راند”، قد حذَّر منذ عام 1999 من قوة وأهمية الذخائر الصغيرة في صواريخ كروز والصواريخ الباليستية للقواعد الجوية، بعض القواعد حول إيران لديها حظائر محصنة، ومن الواضح أن رؤوس “باراني” الحربية أو الرؤوس الحربية المتفجرة العادية لا تستطيع تدميرها.

ولكن إذا نظرنا إلى الصور الجديدة لبعض هذه القواعد، فسنرى أن العديد من الطائرات الأصغر (بحجم المقاتلات) مغطاة بحظائر مؤقتة، وهي مصنوعة من مواد خفيفة جداً وليس لديها أي قوة تقريباً أمام الذخائر الصغيرة التي تضربها بسرعات عالية وزوايا حادة، وإحداث بعض الثقوب فقط يمكن أن يخرج هذه الطائرات من ظروف الطيران.

ويعدّ هذا الأمر أكثر صعوبةً بالنسبة للطائرات المساندة مثل الناقلات وطائرات التزويد بالوقود وأواكس، لأنه لا توجد عمليًا حظيرة خاصة لهذا النوع من الطائرات، حول إيران على الأقل، وموجودة في معظم الأوقات في جزء من منحدر القاعدة، وبعبارة أخرى مرکونة تحت السماء.

وتجدر الإشارة إلى أنه أثناء النزاع، حتى التدمير الكامل للطائرة ليس ضروريًا، بل الضرر الذي يلحق بالأجزاء الحساسة وتعطيلها فقط، يمكن أن يكون لهما آثار خطيرة على القدرة التشغيلية للجانب الآخر.

وهناك نقطة مهمة أخرى قد يغفلها البعض، وهي أن الموظفين الفنيين والمستشارين الأجانب لهذه القواعد، غالبًا ما يكونون موجودين في هذه القواعد وداخل الخيام والمباني ذات مستوى الحماية المنخفض. وقد تكون المنطقة المحيطة بهذه القاعدة محصنةً ضد الهجمات البرية، ولكن عندما تتم مهاجمة هذا الهدف من الأعلى، فسيكون الوضع مختلفًا تمامًا.

القنابل الإيرانية.. من القذائف إلى الصواريخ

إحدى الحالات الأولى التي تم فيها نشر صورة واضحة عن رأس “باراني” الحربي وتطور هذه الفئة من الأسلحة في إيران، تتعلق بالزيارة الشهيرة للقيادة العليا للقوات المسلحة إلى معرض إنجازات سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني في مايو 2014.

وفي ذلك الوقت، تم نشر صورة لصاروخ “زلزال”، والذي يحتوي على قنابل خاصة لمهاجمة أهداف مثل القواعد الجوية للعدو.

وفي الآونة الأخيرة، وخلال افتتاح معرض إنجازات سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني، رأينا بعض النماذج للقنابل الخاصة التي يمكن تركيبها على الرؤوس الحربية للصواريخ، الأمر الذي أظهر أن هذا التكتيك المهم يمكن نشره على العديد من الصواريخ الباليستية الإيرانية، وأحدها الرأس الحربي لصاروخ “قيام”، وهو الصاروخ الذي يری القادة الإيرانيون في مجال الصواريخ، بأنه أحد الأسلحة الرئيسية لإيران لمهاجمة القواعد الجوية في جميع أنحاء البلاد، وکان للشهيد “طهراني مقدم” اهتمام خاص بتصميمه وميزاته للاستخدام السريع، بدلاً من الأجيال الأقدم مثل “شهاب 2”.

وفي هذا المعرض أيضاً، شاهدنا ما لا يقل عن ثلاثة نماذج من “القنابل” التي تم تصميمها وصنعها بألوان الأزرق والأسود والأحمر.

كانت القنابل الزرقاء هي الأصغر حجماً، والنماذج السوداء متوسطة الحجم، والنماذج الحمراء هي الأكبر، وبالنظر إلى حجم القنابل المعنية، يمكن الافتراض أن بعض هذه القنابل الصغيرة على الأقل(النماذج الزرقاء على سبيل المثال)، يمكن استخدامها على الرؤوس الحربية للصواريخ الأصغر وحتى صواريخ وحدات المدفعية مثل “الفجر” أو “الزلزال”.

ويمكن أن يكون الجمع بين هذه القنابل الصغيرة وصواريخ المدفعية، خيارًا ممتازًا لوحدات العمليات القتالية ضد مشاة العدو والقوات الآلية، فضلاً عن أماكن التجمع خلف خطوط ساحة المعركة الرئيسية.

ومن الخيارات الأخرى للقنابل الزرقاء الإيرانية الصغيرة، هي إمکانية تثبيتها ونقلها بواسطة طائرات بدون طيار أو صواريخ كروز. بالطبع، لا توجد صورة أو أخبار عن وجودها حتى الآن، ولكن من وجهة النظر العملياتية، هذا الأمر ممكن تمامًا ويمكن أن يقدِّم العديد من الخيارات للقادة العسكريين الإيرانيين.

وهناك نموذجان آخران من القنابل، يلعبان دور الإضرار بالنقل الجوي، المدارج ومستودعات الوقود والذخيرة، ويمکن استخدامهما في الوضع محدَّد الوقت وإنشاء نوع من حقول الألغام في قواعد العدو.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق