وزير الداخلية الإسرائيليّ أعطى الحكام العرب مكافأة التطبيع مع “إسرائيل”
عقب اتفاقات العار المتمثلة بالتطبيع مع عدو العرب والمسلمين، لتمرير “صفعة القرن” التي تهدف إلى تصفيّة قضيّة الشعب الفلسطينيّ والعربيّ، والغوص في مشاريع التفتيت والتقسيم في المنطقة، سخر وزير الداخليّة في حكومة الكيان الغاصب، الحاخام أرييه درعي، في حديث مع إحدى المواقع العبريّة، مما تُطلق عليها الدول المُطبعة “اتفاقات السلام” بين الكيان الصهيونيّ وكل من الإمارات والبحرين، معتبراً أنّ الحكام العرب لا يجدر أن يُستقبلوا كشركاء مع الصهاينة، بل يجب أن يزورا الأراضي الفلسطينيّة التي يحتلها الكيان لخدمة اليهود، وفق وصفه.
مكافأة الخيانة
في الوقت الذي أصبح القرار العربيّ في إمرة ملوك الرمال في دول النفط والغاز الخانعة، لم يعد للأمّة العربيّة أيّ ثقل على المستوى الإقليميّ والدوليّ، إضافة إلى تحول بعض الرؤساء والمسؤولين العرب إلى “محامي دفاع” عن اتفاقات الذّل والخنوع لعدو العرب الأكبر والأخطر، بدلاً من مواجهته ومقاومته واقتلاع جذور عدوانه من الأرض العربيّة، وبذلك أصبح من البديهيّ أن يسمع من ارتضى لنفسه أن يكون عبداً لأعدائه، الإهانة على لسان العدو ذاته.
وفي ظل موجة الخيانة العربيّة، شدّد وزير الداخليّة في حكومة العدو، أرييه درعي، أنّ الحكام العرب كحمار موسى في “التوراة” الذي يجب أن يُركب فقط ليصل إلى وجهته النهائيّة المطلوبة، موضحاً أنّه من الضروري تقديم “علف” عالي الجودة و “سروج” باهظة الثمن، لركوب تلك البهائم أي حكام العرب المُطبعين، مبيّناً أنّ الحكام العرب هم دوابّ عند كيان الاحتلال ويسخرون للوصول إلى الوجهة المطلوبة منهم.
علاوة على ذلك، فإنّ الدول التي تصف نفسها بالعربيّة والتي خانت أمّتها ودينها وقضاياها العادلة من خلال التطبيع مع مغتصب الأرض العربيّة، أعطت بموقفها الخاضع والخانع، ضوءاً أخضراً لإدارة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، وطفله المُدلل في المنطقة “إسرائيل”، لنهب خيرات الأراضي العربيّة، وتمزيق الوطن العربيّ ومن ثم السيطرة عليه وتوسيع بقعة الأراضي المحتلة، من خلال اتفاقاتٍ رخيصة تحت عناوين “السلام” المزيفة.
ورغم قناعة الشعب العربيّ بأنّ السلام لن يحل في المنطقة العربيّة مع وجود سرطان الاحتلال الغاشم، الذي أكّد مراراً أنّ شراء سرج وعلف جديد لحكام العرب المطبعين هو من واجب الكيان الصهيونيّ، الذي يستخدمهم للوصول إلى مآربه فحسب، وأوضح أنّ مكانهم الوحيد في الإسطبل ولن يذهب أحد يذهب بهم إلى غرفة الاستقبال، في إهانة كبيرة لحكام الدول العربيّة بعد دخول عواصمهم إلى حظيرة التطبيع مع العدو.
دواب لتحقيق مصالح “إسرائيل”
رغم إدراك بعض الحكام العرب الكامل أنّ خنوعهم لإملاءات واشنطن وإرغامهم على التطبيع، يعتبر خيانة بكل المقاييس الأخلاقيّة والإنسانيّة والعربيّة والإسلاميّة، أصروا بشكل مهين على تبرير ذُلهم وهوانهم من قبل نفس الأيدي المعاديّة التي صافحوها عند توقيع اتفاقيات العار في العاصمة الأمريكيّة واشنطن، حيث تنازلوا عن أدنى معايير احترام الذات، وتحولوا بالفعل إلى “بهائم” لتحقيق مصالح أعدائهم.
وفي برهان جديد وقاطع على أنّ عقائد الصهاينة تعادي بشدة العرب والمسلمين والأحرار، وتعتبر أنّ أرض فلسطين العربيّة هي العاصمة الأبديّة لدولتهم المزعومة، أشار وزير داخليّة العدو إلى أنّه لا يمكن تحقيق سلام استراتيجيّ بين اليهود والمسلمين، مُضيفاً إنّ الأمّة الإسلاميّة ستبقى عدواً لليهود ما دام القرآن كتابهم، بيد أنّ الشعب العربيّ مؤمنٌ بالكامل بأنّ حدود دولة فلسطين العربيّة التاريخيّة هي من البحر إلى النهر، وأنّ ذلك حق مقدس لا يمكن التنازل عنه بأيّ شكل من الأشكال، رغم ارتفاع حدة الخيانة والعمالة لدى بعض الدول الخائنة.
إضافة إلى ذلك، أظهر الوزير الصهيونيّ حقيقة كيانه الإجراميّ المُعتدي، بقوله: “إنّ العرب هم أبناء هاجر أَمَة إبراهيم لذلك يجب أن يكونوا عباداً لليهود”، واصفاً الشعب اليهوديّ بـ “شعب الله المختار” الذي لا يحق لغيره الحق في حمل الرسالة، وكل من يدعي ذلك يستحق “العذاب”، حسب ادعائه.
ومن المثير للاهتمام أنّ التصريحات الصهيونيّة، تفضح النظرة الدونيّة للحكام العرب المُطبعين، والأهداف الصريحة لمحاولات القضاء على القضيّة المركزيّة للعرب والمسلمين، وتدحض بشدة كل الهرطقات والترهات التي يروج لها العدو الصهيونيّ ومن خنعوا له، والتي تتحدث عن التعايش والسلام.
في النهاية، من الضروريّ أن تقتنع بعض عواصم الخيانة العربيّة بيقين المواجهة والمقاومة باعتباره الحل الوحيد للخروج من مآزقها، وأن تُسلم لحقيقة أنّ المقاومة ستحقق بالتأكّيد عزة الأمّة العربيّة والإسلاميّة ورفعتها مهما كان طريقها شائكاً ومضنياً، كما يجب أن يدرك العدو الأرعن، أنّ الأمّة التي أنجبت بعض العملاء والخائنين أنجبت في مقابلهم ملايين الشرفاء، وأنّ الشعب العربيّ بأكمله لا يمكن أن يقبل أو يتناسى الحقيقة الدامغة بأنّ ملكيّة الأراضي العربيّة المحتلة، تعود تاريخيّاً للعرب والمسلمين، ومن سابع المستحيلات أن يتنازلوا عن أيّ شبر منها مهما طال الزمن.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق