التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

شلل سعوديّ” في التعاطي مع الإساءة الكبيرة لأهم رموز المسلمين 

عقب تصريحات الرئيس الفرنسيّ، إيمانويل ماكرون، العنصريّة والمسيئة للدين الإسلاميّ والنبي محمد (ص)، والتي ترافقت مع حملات متصاعدة لمقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسيّة، غابت بلاد الحرمين الشريفين عن الواجهة، ولم يخرج مسؤولو المملكة بأيّ تصريحات طوال الفترة الماضيّة، حتى عنداما استقبل كل من أمير مكة المكرمة، خالد الفيصل، ومحافظ جدة، مشعل بن عبد العزيز، السفير الفرنسيّ لدى الرياض، لودفيك بوي، حيث تبادل الجانبان الأحاديث الوديّة وناقشا الموضوعات المهمة المشتركة، وفق وكالة الأنباء السعوديّة، التي لم تشر إلى قضيّة الرسوم المسيئة للرسول(ص)، والتي لاقت غضباً واسعاً في العالم الإسلاميّ، بسبب موقف فرنسا الداعم لنشر تلك الرسوم.

رد مؤسف

مؤسف كان غياب بلاد الحرمين الشريفين عن مشهد نُصرة الإسلام والرسول (ص)، بعد أن أصبحت بمقدساتها الإسلاميّة، رهينة بيد ملوك الرمال التي تمدهم واشنطن بالشرعيّة، وما زاد غضب الشارع العربيّ والإسلاميّ، تصريحات السفير الفرنسيّ لدى الرياض، لودفيك بوي، الذي أثنى على “الاستقبال الحار” في السعوديّة، بعد الإساءة التي وجهها الرئيس الفرنسيّ للمسلمين ورموزهم.

وكالعادة منذ تولي ولي العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، لم يعد النفوذ السعوديّ، وبالأخص على المستويين السياسيّ والدينيّ كما في السابق، كلام يؤكّده الموقف المخجل لبلاد الحرمين من الإهانة الفرنسيّة، مقارنة بمواقف سابقة اتخذتها مع الدنمارك بعد الإساءة للنبيّ محمد (ص)، عام 2006، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول تعاطي السعودية مع تلك المسائل.

وفي هذا الخصوص، يبدو أنّ ما تريده باريس من خلال محادثاتها مع الرياض، هو أن تقوم السعودية بالوقوف في وجه عاصفة المقاطعة في العالم العربيّ والإسلاميّ للمنتجات الفرنسيّة، بعد دعوات وحملات المقاطعة التي لاقت صدى واسعاً في الشارع الإسلاميّ.

ورغم تأكيد ما تسمى “هيئة كبار العلماء” في السعودية، أنّ الإساءة للأنبياء “لا تمت لحرية التعبير بصلة”، وأنّها “خدمة مجانيّة لأصحاب الأفكار المتطرفة”، إلا أنّ ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعيّ، اعتبروا أنّ التصريحات السعوديّة جاءت متأخرة جداً وانتقدوا “الشلل السعوديّ” في التعاطي مع الإساءة الكبيرة لأهم رموز المسلمين، فيما استهجن آخرون وصف الإعلام الرسميّ السعوديّ لذلك اللقاء بالوديّ، في الوقت الذي تتبنى فيه فرنسا موقفا رسمياً معادياً للإسلام ومسيئاً له.

ومن الجدير بالذكر، أنّ هيئة كبار العلماء السعوديّة الجديدة، برئاسة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وعضوية 20 آخرين من علماء الدين في البلاد، شُكلت بسلسلة أوامر ملكيّة من الملك السعوديّ، سلمان بن عبد العزيز، الذي فتح أجواء بلاده لعدو المسلمين الأكبر “الكيان الصهيونيّ، وتلت إعلان تل أبيب عن جائزة لابنه وليّ العهد، محمد بن سلمان.

وعلى ما يبدو، فإنّ قيادات السعودية لم تستمع إلى تصريحات هيئة علمائها، التي أشارت إلى أنّ واجب “العقلاء” في كل أنحاء العالم، إدانة تلك الإساءات التي لا تمتّ إلى حرية التعبير والتفكير بأيّ صلة، وإنما هي محض تعصب مقيت، وخدمة مجانيّة لأصحاب الأفكار المتطرفة.

غضب عارم

فاشلة كانت دعوات فرنسا المتكررة لحكومات الدول الإسلاميّة إلى وقف حملات مقاطعة بضائعها، ورميها خارج الأسواق في الكثير من بلدان العالم الإسلاميّ، عقب التصريحات المسيئة والمثيرة للكراهية والعنصريّة من السؤولين الفرنسيين وعلى رأسهم رئيس البلاد، إيمانويل ماكرون، والتي تنتقد “التطرف الإسلاميّ” عقب مقتل مدرس بعد عرضه رسوماً مسيئة للنبي محمد.

وفي هذا السياق، أوضحت الخارجيّة الفرنسيّة، في بيان، أنّ الدعوات إلى مقاطعة المنتجات الفرنسيّة “عبثيّة” ويجب أن تتوقف فوراً، معتبرة أنّها من ضمن الهجمات التي تتعرض لها فرنسا والتي تقف وراءها أقليّة راديكاليّة متطرفة.

وفي محاولة غير مجديّة لامتصاص غضب الشارع الإسلاميّ، عبّر ماكرون في تغريدة عبر تويتر باللغة العربيّة، عن تمسكه برفض “خطاب الحقد” وقبوله بـ ” الخطاب السلميّ”.

وما ينبغي ذكره، أنّ الرئيس الفرنسيّ، قبل أسابيع، وصف الدين الإسلاميّ بأنّه يعاني من “أزمة”، معلناً عن خطط وقوانين أكثر صرامة لمواجهة ما سماه “الانفصاليّة الإسلاميّة” في بلاده، وأكّد أنّ أقلية من مسلمي فرنسا الذين يقدر عددهم بستة ملايين، في خطر تشكيل “مجتمع مضاد”، مهاجماً البعض في أكبر جالية مسلمة في أوروبا الغربيةّ بمحاولة قمع دينهم، في محاولة إضفاء الشرعيّة على “الإسلاموفوبيا”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق