بلا تطبيع.. كيف أصبحت السعوديّة مرتعاً للإسرائيليين؟
يوماً بعد آخر تتكشف الأسباب الحقيقيّة التي أدت إلى الخيانة الإماراتيّة بموافقة سعوديّة، حيث تُقبل أبوظبي وتل أبيب على إقامة مشروع بحريّ يربط مدينة إيلات بمدينة جدة السعودية، وكُشف عن المخطط خلال زيارة وفد إماراتيّ إلى الأراضي الفلسطينيّة المحتلة الواقعة تحت سلطة العدو، بعد جولة ميدانية في ميناء مدينة إيلات “أم الرشراش المصريّة”، على ساحل خليج العقبة في البحر الأحمر، والتقى بمسؤولين صهاينة سيقومون بزيارة مماثلة إلى أبو ظبي لبحث التفاصيل المتعلقة بتنفيذ المشروع.
أهداف المشروع
كشف إعلام العدو الصهيونيّ، أنّ المشروع الإماراتيّ – الإسرائيليّ يهدف إلى تعزيز السياحة جنوب الأراضي العربيّة التي يسيطر عليها الكيان، وفتح الباب أمام السياحة الدينيّة المباشرة بين بلاد الحرمين الشريفين وكيان الاحتلال، عبر السماح لقوافل الحج والعمرة من فلسطينيي 48 بالسفر عبر الممر البحريّ إلى مدينة جدة ومن ثم إلى مكة المكرمة.
ويأتي مشروع قوافل الحج العمرة من فلسطينيي 48 بديلاً عن وصاية المملكة الأردنيّة الهاشميّة التي كانت تشرف في السابق على تنظيمها، بموجب الاتفاق المبرم بين حكومة العدو والملك الأردنيّ الراحل الحسين بن طلال عام 1978، واعتاد فلسطينيو 48 على تأدية تلك المناسك من خلال جوازات سفر أردنيّة مؤقتة، علماً أنّ السلطات السعودية أعلنت عن رفع الوصاية الأردنيّة قبل عامين واشترطت جواز سفر أردنيّ دائم.
وفي هذا الصدد، يعتبر مشروع الممر البحريّ أول تعاون بين أبوظبي وتل أبيب في إيلات، ووفقاً لخطة المشروع التي استعرضها مدير ميناء إيلات جدعون غولبر، ومالك الميناء شلومي فوغل، أمام الوفد الإماراتي الذي ضم رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالميّة، ومجموعة الشحن الإماراتيّة، سلطان أحمد بن سليم، فإنّ سفن المسافرين والسياح سترسو في ميناء إيلات، بحيث سيمكن ذلك قوافل الحجيج والمعتمرين من فلسطينيي 48 الذين يريدون السفر إلى مكة، ركوبها والإبحار مباشرة إلى جدة، على بعد نحو 70 كيلومتراً من مكة، وفق قناة الجزيرة القطريّة.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الكيان الصهيونيّ ومنطقة إيلات بالتحديد من أزمة سياحيّة خانقة، يقدم المشروع السعوديّ – الإسرائيليّ، خطة إنقاذ لتل أبيب بالتزامن مع الحديث عن اقتراب دخول الرياض إلى حظيرة التطبيع الأمريكيّة، لأنّ حركة المسافرين من إيلات إلى السعودية تنشط وتعزز السياحة، إذ تبلغ الإمكانيات السياحيّة من خلال الممر البحريّ نحو مليونيّ مسافر سنوياً، ما سيكون له بالتأكيد تأثير إيجابيّ على السياحة في إيلات قصر الرحلة البحريّة، ما يجعل الرحلة إلى مكة أسهل وأسرع، وفقاً للإعلام العبريّ.
وإضافة إلى الخط البحري المباشر بين السعودية والعدو الصهيونيّ، الذي سيجعل بلاد الحرمين الشريفين مرتعاً للصهاينة ويخدم مساعي الكيان الإجراميّة ويقدم له “فرصة ذهبيّة” من الناحية الاقتصادية، ستتم دراسة التعاون في تشغيل خط سفن حاويات منتظم بين ميناء إيلات وميناء جبل علي في الإمارات، في رحلة تستغرق نحو 10 أيام، فيما يتم الحديث عن تعاون بين أبوظبي وتل أبيب لتصدير الخضار والفواكه من مزارعي مستوطنات الأغوار ووادي عربة إلى الإمارات على متن سفن مبردة، وبذلك تكون الحكومتان الإماراتيّة والسعوديّة قد خدمتا الصهاينة أكثر من حكومة كيانهم.
قواعد اللعبة
تحاول تل أبيب أيضاً استغلال فرص نقل النفط الخليجيّ إلى أوروبا، من خلال الاجتماعات التي عقدتها وزارتا الخارجيّة والدفاع في حكومة الاحتلال، قب أسابيع، وشارك فيها مسؤولون كبار من شركة النفط الحكوميّة “كاتشا”، ويتضمن المخطط الصهيونيّ تفعيل خط “إيلات عسقلان” في الاتجاهين، بحيث يتم عبره نقل النفط الخليجيّ إلى الدول الأوروبيّة، إضافة إلى نقل نفط أذربيجان وكازاخستان، اللتين تربطهما علاقات قوية مع الكيان الصهيونيّ، إلى إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وفي الوقت الذي أشارت فيه الصحيفة العبريّة إلى أنّ مخطط تصدير النفط الخليجيّ إلى أوروبا سيُغير “قواعد اللعبة” في الشرق الأوسط بشكل مطلق، وفق تعبيرها، بيّنت أنّ المشروع في حال نجاحه سيؤثر بشكل سلبيّ في عوائد قناة السويس التي تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ومكانة مصر الجيوستراتيجيّة.
وبناء على ذلك، فإنّه سيكون بالإمكان نقل النفط السعوديّ من منطقة “بقيق” شرق البلاد، إلى ميناء “إيلات” في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، عبر خط بريّ طوله 700 كيلومتر، وربطه بخط “إيلات عسقلان”، ليتم بعدها تصديره إلى أوروبا وأمريكا الشماليّة، وبهذا تكون الرياض والإمارات قد ارتكبتا أكبر الجرائم بحق العالم العربيّ والإسلاميّ.
المصدر/ الوقت