بعد إساءتها للنبي محمد (ص).. ما الثمن الذي ستدفعه فرنسا؟
بعد الإساءات الصادرة عن الرئيس الفرنسيّ، إمانويل ماكرون، لأهم رمز إسلاميّ ألا وهو النبي محمد (ص)، انتفض العالم الإسلاميّ ضد الإهانات الفرنسيّة، فيما ضجّت وسائل التواصل الاجتماعيّ بعبارات التجليل للرسول الأكرم بالإضافة إلى دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسيّة، واتخاذ مواقف عربيّة وإسلاميّة رادعة للهجمة الفرنسيّة العنصريّة ضد الإسلام، وقد لاقت دعوات المقاطعة استجابة كبيرة في الأوساط الإسلاميّة، والتي في حال استمرت ستكبد الاقتصاد الفرنسيّ خسارة جمّة، وستلقن ماكرون وغيره درساً لن ينسوه.
ضربة قاسيّة
لم تنج فرنسا من خلال دعواتها المتكررة لحكومات الدول الإسلاميّة إلى وقف حملات مقاطعة بضائعها، ورميها خارج الأسواق في الكثير من بلدان العالم الإسلاميّ، في امتصاص غضب الشارع العربيّ والإسلاميّ عقب التصريحات المسيئة والمثيرة للكراهية والعنصريّة الصادرة عن الرئيس الفرنسيّ.
وفي هذا الخصوص أجمع المسلمون على أنّ موقف فرنسا يمثّل إهانة مباشرة للإسلام وأكبر رموزه وللعالم الإسلاميّ أجمع، لا سيما بعد تبنّي الرسوم المسيئة للرسول (ص) ونشرها في الميادين العامة بموافقة من ماكرون، في الوقت الذي يتخطى حجم التبادل التجاريّ بين فرنسا والدول الإسلاميّة، حاجز الـ 100 مليار دولار سنوياً.
ورغم محاولة ماكرون رأب الصدع مع العالم الإسلاميّ، من خلال تغريدة عبر تويتر باللغة العربيّة، عبر فيها عن تمسكه برفض “خطاب الحقد” وقبوله بـ ” الخطاب السلميّ”، لم تؤت تلك العبارات أوكلها لدى المسلمين خاصة وأنّها ليست المرة الأولى التي تقوم بها فرنسا بالإساءة إلى الدين الإسلاميّ، والنبي محمد (ص)، لذلك فشلت باريس في استمالة المسلمين، بعد تصرفها الشائن.
كذلك، تصاعد تفاعل المسلمين مع حملات المقاطعة الكبيرة للبضائع الفرنسيّة، فيما أوضحت الخارجيّة الفرنسيّة، في بيان، أنّ الدعوات إلى مقاطعة المنتجات الفرنسيّة “عبثيّة” ويجب أن تتوقف فوراً، معتبرة أنّها من ضمن الهجمات التي تتعرض لها فرنسا والتي تقف وراءها أقليّة راديكاليّة متطرفة، بحسب زعمها.
يشار إلى أنّ شعارات المسلمين في تظاهراتهم الغاضبة والتي صادفت إحياء ذكرى ولادة النبيّ (ص)، تركزت على ضرورة مواجهة السلوك الفرنسيّ المسيء، لقطع الطريق أمام أيّ إساءة مستقبليّة لفرنسا أو غيرها من الدول التي ترفع شعار “حريّة الرأيّ والتعبير” الذي جعلها تتطاول على مقدسات الآخرين وتسيء لمعتقداتهم.
وما ينبغي ذكره، أنّ الدول الإسلامية قد سارعت لإدانة مقتل المعلم الفرنسيّ صامويل باتي، الذي قتل على يد لاجئ شيشانيّ بعد عرضه رسوماً كاريكاتوريّة مسيئة للنبيّ محمد على تلاميذه، لكنها انتقدت بشدّة محاولات فرنسا لصق تهمة الإرهاب بالدين الإسلاميّ الحنيف.
الاقتصاد الفرنسيّ
ضربة قاسمة تلقاها الاقتصاد الفرنسيّ بعد حملات المقاطعة العربيّة والإسلاميّة للبضائع الفرنسيّة، باعتبار أنّ الدول الإسلاميّة لها أهميّة وتأثير كبيرين في التجارة الخارجيّة لفرنسا، ففي العام 2019 وحده، بلغ حجم الصادرات الفرنسيّة إلى الدول الإسلامية، ما يقارب 46 مليار دولار، في حين بلغت وارداتها من تلك الدول حوالي 60 مليار دولار.
وعلى خلفية نشر مجلة “شارلي إيبدو” الساخرة رسوماً مسيئة للنبيّ محمد (ص)، على مرافق إسلامية في فرنسا، وتلقيها التأيّيد والدعم من قبل الرئيس الفرنسيّ، نُفذت الكثير من حملات المقاطعة للمنتجات الفرنسيّة، ومن أبرز الدول الإسلاميّة المُقاطعة، الكويت، تركيا، الأردن، فلسطين، السعودية، ومصر، والعراق، بحسب وكالات الأنباء.
ووفقاً لمواقع إخباريّة، فإنّ أغلب واردات الدول العربيّة والإسلاميّة من فرنسا، تركزت في تلك الفترة على الماكينات والعنفات الغازية، ومنتجات الصناعات الجويّة، والسارات وقطع غيارها، والجرارات، والحديد والصلب، والمعدات الإلكترونيّة والكهربائيّة والأدوية، فيما استوردت فرنسا من الدول الإسلاميّة خلال الفترة نفسها، النفط الخام، والغاز الطبيعيّ، والزيوت المعدنيّة، والسيارات وقطع غيارها، وأجهزة استقبال البث، وأجهزة التدفئة الكهربائيّة، والكابلات، والملابس، والخضروات والفواكه، والمكسرات.
وفي هذا الخصوص، بلغت قيمة أكبر الصادرات الفرنسيّة خلال عام 2019 إلى تركيا حوالي 6.6 مليارات دولار، وإلى الجزائر نحو 5.5 مليارات دولار، فيما واستورد المغرب من فرنسا 5.3 مليارات دولار، وقطر بقيمة 4.3 مليارات دولار، كما استوردت تونس 3.74 مليارات دولار.
في النهاية، فتحت فرنسا على نفسها أبواب جهنم، لأنّها لم تخسر محبة ربع سكان الأرض فقط، بل تتكبد خسائر اقتصاديّة هائلة بسبب غباء وحماقة الرئيس ماكرون ومعاداته للإسلام، ما سيزيد طين “الأزمة الاقتصاديّة” بلة في فرنسا وسط ارتفاع كلف المعيشة وتزايد الضرائب وتباين المعاشات بين الأثرياء والطبقة الوسطى والعمال.
المصدر/ الوقت