المقاتلات الأمريكية “الجزرة” التي تبعتها الإمارات لدخول حظيرة التطبيع… ما هي “جزرة” السعودية وقطر
أثارت الصفقة التي أبرمتها أبو ظبي مع واشنطن، لشراء مقاتلات إف – 35 أقل تطوراً من تلك التي يملكها العدو، حفيظة الأمن الصهيونيّ، رغم أنّ وسائل إعلام عربيّة وأمريكيّة أكّدت أنّ النائبين في مجلس النواب الأمريكيّ الديمقراطيّ جوش غوتهايمر، والجمهوريّ براين ماست، سيقدمان الجمعة القادم، مشروع قانون لتزويد الكيان الغاصب بأقوى قنبلة (غير نوويّة) لتدمير المواقع تحت الأرض، إلا أنّ تل أبيب صُدمت بعدد المقاتلات التي ستحصل عليها الإمارات، ناهيك عن تواريخ إنتاج وتسليم المقاتلات، وفق مواقع عبريّة.
مخاوف إسرائيليّة
لم تجرِ رياح اتفاق الإمارات وأمركا كما تشتهي تل أبيب، بعد أن توقع مسؤولون صهاينة أن تحصل أبوظبي على الدفعة الأولى من المقاتلات المتطورة عام 2024، أسوة ببولندا وسنغافورة، لكن الكيان الصهيونيّ يخشى بأن يتم تسليم المقاتلات في الوقت الحاليّ، على حساب القوات الجويّة الأمريكيّة.
وفي الوقت الذي تثير فيه الصفقة قلق العدو الصهيونيّ، إلا أنّه بالتأكيد سيمارس ضغوطاً على أمريكا عبر اللوبي الصهيونيّ في واشنطن، لعرقلة الصفقة وجعلها تنفذ على المدى الطويل بدءاً من العام 2024، وخاصة أنّ تل أبيب لم تحصل سوى على 24 مقاتلة من طراز إف- 35 من أمريكا، في إطار الاتفاقيّة المشتركة لتسليمها 50 طائرة مقاتلة، سيتم تزويدها بها، بمعدل ست طائرات سنويّاً.
ورغم فشل الكيان في عرقلة أو إلغاء الصفقة، إلا أنّه نجح في الضغط على واشنطن لتسليم أبوظبي طائرات ذات مقدرات منخفضة مقارنة بالتي يملكها، فيما قامت المؤسسة العسكريّة التابعة له، بإعداد قائمة تضم “حزمة تعويضات” ستقدمها واشنطن لجيش الاحتلال، في صفقة تتجاوز الـ10 مليارات دولار، فيما سبق واشترى الكيان الصهيوني من أمريكا، قنابل GBU-28 الثقيلة لضرب المواقع المحصنة، في صفقة سريّة عام 2009,
وفي هذا الخصوص، طمأن وزير الدفاع الأمريكيّ، مارك إسبر، في وقت سابق، العدو الصهيونيّ بأنّ بلاده ملتزمة بضمان تفوقه العسكريّ النوعيّ في المنطقة وفق تعبيره، حيث جاء الوعد الأمريكيّ الجديد بعد مطالبة مسؤولين صهاينة بمنع وصول تلك الطائرات المقاتلة للإمارات، وتضم التعويضات الأمريكيّة للكيان، شراء مجموعات إضافيّة من طائرات F35 وطائرات F15 من طراز EXالحديثة والمتطورة، والتي تمتلك مدى طيران واسع وقدرة عاليّة على حمل القنابل والصواريخ، فيما يصل سعر الطائرة إلى 100 مليون دولار، أي إنها أغلى بنحو 20 مليون دولار من الطائرة التي ستسلم للإمارات، وفق الإعلام العبريّ.
وما ينبغي ذكره، أنّ تل أبيب تطالب بالحصول على 8 طائرات “بوينينغ” الأكثر حداثة للتزود بالوقود في الجو، مع تقديم موعد حصول سلاح الجو الصهيونيّ على جميع هذه الطائرات خلال عامين، إضافة إلى للحصول على 12 طائرة هليكوبتر من طراز V22، وهي طائرة مروحيّة ذات قدرات عالية.
كذلك، سيحصل العدو الغاصب على آلاف القنابل الذكيّة، والأسلحة الموجهة الدقيقة، مع إمكانية الاتصال بأنظمة الأقمار الاصطناعيّة الأمريكيّة دون القيام بتحديد الأسباب والدوافع، ناهيك عن زيادة حجم المساعدات العسكريّة الأمريكيّة، ناهيك عن الاتفاق الموقع بين حكومة العدو وإدارة الرئيس الأمريكيّ السابق، باراك أوباما، والذي يتضمن مساعدات عسكريّة بقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات وتنتهي في العام 2026.
ثمن التطبيع
على ما يبدو، فإنّ الإدارة الأمريكيّة أغرت الإمارات بالطائرات الـ50 لإدخالها في حظيرة التطبيع، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا سيكون ثمن خيانة كلّ من السعودية الوهابيّة المتمثلة بنظام ابن سلمان، وقطر الإخوانيّة المتمثلة بنظام آل ثاني، رغم أنّ حتى في حال حصولهما على تلك الطائرات لن تكون بأيّ حال من الأحوال شبيهة لتلك التي حصل عليها العدو من ناحية النوع والتجهيز، بغض النظر عن قطع التبديل والصيانة والذخيرة.
إضافة إلى ذلك، يمكن للكونغرس الأمريكيّ إيقاف الصفقة في أيّ لحظة، لأنّها لم تحصل على موافقته بعد، وحتى في حال الحصول عليها، لن يوافق إلا بمواصفات معينة، طبقاً لرئيس “مركز الشرق الأوسط” للدراسات الاستراتيجيّة.
كما تشير كل المعطيات إلى أنّ السعوديّة ستقوم بعد وقت قريب، بالكشف عن علاقتها السريّة مع العدو الغاشم، والتي كان آخرها ما كشفه رئيس استخبارات العدو “الموساد”، يوسي كوهين، حول أنّ إعلان تطبيع الرياض بات وشيكاً، متحدثاً عن تطورات كبيرة قد تحدث عقب الانتخابات الأمريكيّة.
وفي هذا الصدد، نقلت القناة الـ 13 العبريّة، عن مصادر سياسيّة قولها إنّ قطر قد تكون الدولة التالية التي توقع اتفاقاً للتطبيع بعد السودان، ولا سيما مع رغبة الدوحة بالحصول على مقاتلات إف-35 الأمريكية.
وبناء على ذلك، تضرب واشنطن عصفورين بحجر واحد، الأول من خلال بيع الأسلحة الأمريكيّة للدول المطبعة، وثانياً من خلال الحفاظ على ما يسمى “التفوق العسكريّ” الصهيونيّ في المنطقة.
المصدر/ الوقت