منطقة “الخيلانية” بعد مجزرة “داعش”.. القوات العراقية واللجان الشعبية توجه ضربات موجعة للإرهابيين
قبل عدة أيام، اقتحمت عناصر سرية تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي منطقة “الخيلانية” الواقعة في الضواحي الشمالية الشرقية لمدينة المقدادية وسط محافظة ديالى، واعتقلت وقتلت “علي فضالة الكعبي” شيخ قبيلة “بني كعب”. وبعد هذا الجريمة البشعة، قام إرهابيو “داعش” بوضع قنبلة على جثة الشهيد الشيخ “علي فضالة الكعبي” وعندما وصل أفراد عائلة الشهيد إلى المنطقة لاستلام الجثة، قام الارهابيون بتفجير القنبلة في عمل وحشي وإجرامي وعلى إثر هذا العمل الجبان،استشهد 5 أفراد من عائلة الشهيد “علي فضالة الكعبي” وجرح 4 آخرون. ولقد خلقت هذه العملية الإرهابية موجة من الخوف والقلق لدى سكان منطقة “المقدادية”.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية،أن تنظيم داعش الإرهابي تبنى المجزرة المروعة التي شهدتها الخيلانية بمحافظة ديالى وسط العراق، ولقد نشرت حسابات على “تويتر” تابعة لتنظيم “داعش” الارهابي صورة لعناصره وهم ينفذون عملية القتل للشهيد المغدور الشيخ “علي فضاله الكعبي” في الخيلانية بمحافظ ديالى. ولفتت تلك التقارير إلى أن المئات من أهالي مدينة المقدادية، ثاني أكبر مدن محافظة ديالى، شيعوا جثامين شهداء مجزرة الخيلانية، والتي ادت الى استشهاد 5 اشخاص واصابة 4 اخرين بينهم شيخ قبيلة بني كعب في ديالى “علي فضاله الكعبي” وسط حالة من الغضب الشديد، مع المطالبة بإنهاء نزيف الدماء، وخاصة مع تكرار المجازر الدامية في المحافظة، خلال الاشهر الماضية.
وبالتزامن مع وقوع هذه الجريمة الإرهابية في منطقة الخيلانية، قام الجيش العراقي بإرسال مجموعة من القوات بسرعة لإعادة وتوفير الأمن في المنطقة والقيام بعملية استخباراتية لتحديد مواقع العناصر السرية لتنظيم “داعش” في تلك المنطقة، ووفقاً للعديد من التقارير الإخبارية، فقد شنت القوات الأمنية العراقية واللجان الشعبية عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إرهابيي “داعش” بدعم من طائرات سلاح الجو التابعة للجيش من ثلاثة محاور على أطراف منطقة الخيلانية، الواقعة على بٌعد 45 كم شمال شرق مدينة “بعقوبة”.
وخلال تلك العملية العسكرية، تمكنت القوات العراقية من كشف وتدمير عدة معاقل لعناصر داعش الإرهابية ونزع فتيل العديد من الأفخاخ المتفجرة. وأكدت تلك التقارير الاخبارية أن القوات العراقية لم تتوقف عند هذا الحد بل استمرت في البحث في المنطقة للتعرف على باقي مواقع الإرهابيين حتى يعود الأمن بشكل كامل للمنطقة، وفقاً لتلك التقارير الاخبارية، فإن سلسلة جبال “الحمرين” الواقعة في وسط محافظة ديالى، تسيطر بشكل كامل على أجزاء مهمة من تلك المنطقة، ولقد أصبحت خلال الفترة الماضية مكاناً مناسباً لتحركات عناصر داعش السرية، وكانت هي نقطة الانطلاق لمعظم الهجمات الإرهابية ضد المناطق السكنية.
ووفق مصادر ميدانية، فقد كان هناك فراغ أمني بين القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية في بعض مناطق محافظة ديالى، وهذا الأمر أدى إلى إهمال الجانبين الاوضاع الأمنية في تلك المنطقة وهذا الامر أدى إلى قيام إرهابيي “داعش” باستغلال هذه الفرصة ونشر خلاياهم وقواتهم في هذه المناطق. ووفقا للمعلومات القادمة من منطقة “جلولاء” شمال شرقي محافظة ديالى، فقد تمكنت قوات استخبارات الحشد الشعبي العراقي، خلال مراقبة ميدانية دقيقة، من تحديد تحركات مجموعة من عناصر داعش السرية التي كانت تنوي مهاجمة منطقة “الغاية” وقتل القرويين. وبحسب تلك المعلومات الواردة، فإن وحدة المدفعية التابعة للجيش العراقي سرعان ما استهدفت مواقع الإرهابيين بعد أن تلقت إحداثيات التجمع من المخابرات، وهذه الضربات الموجعة أفشلت في الخطوة الأولى جميع خطط تنظيم داعش الإرهابي لخلق حالة من انعدام الأمن على نطاق واسع في تلك المنطقة.
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من المصادر الاخبارية، أنه بعد قيام القوات العراقية بشن هجمات بالمدفعية، تحركت القوات البرية العراقية أيضاً بمجموعة متنوعة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وبعد اشتباك عنيفة مع عناصر تابعة لتنظيم داعش الارهابي، تمكنت القوات العراقية من إجبار العناصر الإرهابية على التراجع. وأشارت تلك المصادر الاخبارية إلى اصابة مقاتلين عراقيين بجروح خلال تلك الاشتباكات. وتقع منطقة “الجلولاء” الاستراتيجية بالقرب من الحدود المشتركة مع إيران وتتصل بمنطقة “خانيقين” من المحور الشمالي الشرقي ثم حدود “خسروي” ومن المحور الغربي تتصل ببحيرة “حمرين”. كما يمر طريق “إيران ـ بغداد” من جنوب منطقة “الجلولاء”، وهذه المسألة تضاعف أهمية هذه المنطقة.
ولفتت تلك المصادر الاخبارية، إلى أنه من على بعد 25 كم شمال شرق مدينة “بعقوبة”، شن المقاتلون العراقيون، بمساعدة سلاح الجو، عملية واسعة النطاق من محورين على أطراف قريتي “المخيسة وأبو كرمة” الواقعتين في منطقة “حوض الوقف” الاستراتيجية، للتعرف على مواقع عناصر تنظيم داعش الإرهابي وتدميرها. وتأتي هذه العملية في أعقاب سلسلة من الهجمات التي نفذتها عناصر سرية من تنظيم “داعش” ضد قوات الأمن وسكان ضواحي قرية “المخيسة” في الأسابيع الأخيرة ولقد قُتل وجُرح عدد من القوات العراقية مع عدد من المواطنين خلال تلك الهجمات الإرهابية.
وحول هذا السياق، قال مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في محافظة “ديالى”: إن “زيادة تحركات عناصر داعش الارهابية في مناطق مختلفة من مدنية ديالي تتم بدعم من بعض التيارات الداخلية والخارجية”. وأشار هذا المصدر الميداني، إلى أن أنصار الإرهابيين يسعون إلى زيادة حالة انعدام الأمن وإثارة الذعر بين الأهالي، مضيفاً إن أهالي مناطق مختلفة من محافظة ديالى يدعمون الحشد الشعبي، الأمر الذي أثار غضب الإرهابيين وأنصارهم.
وأضاف: “لا يمكن لعناصر داعش الإرهابية تنفيذ سيناريو محافظة صلاح الدين (مجزرة وقعت في حق مجموعة من السكان وتم اتهام الحشد الشعبي بالقيام بها) في محافظة ديالى، لأن الأهالي يثقون بقوات الحشد وبالتالي فقد لجأ الإرهابيون إلى ارتكاب جرائمهم علانية لتخويف المواطنين”. وأوضح هذا المصدر الميداني، أن الخلايا السرية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي تنوي إجبار الناس على إخلاء منازلهم ومغادرتها عبر زيادة حالة انعدام الأمن والجريمة، خاصة في المناطق التي تواجه فراغاً أمنياً، وذلك تمهيداً لتوسيع نفوذه وحركة قواته في محافظة “ديالى”. وأكد هذا المصدر أن المناطق الغربية من محافظة “ديالى”، بما في ذلك منطقة “المطيبيجة”، المتاخمة للمناطق الشرقية لمحافظة صلاح الدين، تعتبر من بين الأماكن المهجورة والمناسبة لتزايد نفوذ عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
المصدر/ الوقت