قلق لدى الاحتلال الإسرائيلي إزاء انقسام أمريكا الداخلي
وكالات ـ الرأي ـ
رجح مسؤولون وخبراء لدى الاحتلال الإسرائيلي بأن ما تشهده الولايات المتحدة من خلافات حادة إزاء نتائج الانتخابات سوف يسفر عن واقع أمريكي أكثر انقساما وتطرفا.
وقال “بن درور يميني”، في مقال على صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه “ليس من الواضح من سيفوز في الانتخابات الأمريكية، ومن المشكوك فيه أن يتم الإعلان عن ذلك في الساعات القادمة، لكن هناك أمرا واحدا واضحا، وهو أن أمريكا خسرت.. وأصبحت أكثر انقساما وتطرفا، ولا أحد يتوقع احتفالات بانتصار الديمقراطية”.
وأوضح أن “الأوساط السياسية في واشنطن تقدر بأن هناك المزيد من النقاط الساخنة، لأنهم على يقين بأن النتيجة الرئيسية ستكون أعمال شغب عنيفة، لأن ترامب تسبب بغطرسته وثقافته في الأكاذيب، وبكلامه وتحريضه، في إحداث المشاكل للولايات المتحدة، وهو بالتأكيد جزء من المشكلة، لكنه نصف المشكلة فقط، لأن الأزمة لم تبدأ مع ترامب، فهي أعمق بكثير”.
وأكد الكاتب أن “التطرف الذي أوجده ترامب سيؤدي إلى تطرف من ناحية أخرى، ما يشكل خطرا على اليهود نتيجة الانحدار السلس الذي يتدهور فيه التفكير التقدمي في الولايات المتحدة، وهناك الكثير من الكتاب والمفكرين الأمريكيين الذين يحذرون من هذا المنزلق الخطير، والوضع يزداد سوءا”.
وتابع بأن “آخر استطلاع للرأي أظهر أن 62 بالمئة من الأمريكيين يخشون التعبير عن آرائهم، وبات التيار الليبرالي العقلاني في طريقه للاختفاء التدريجي من الخطاب العام، ومن وسائل الإعلام، ومن الشبكات الاجتماعية، ومن الأوساط الأكاديمية”.
وقال: “هذا الضعف هو أخطر على الديمقراطيات الليبرالية، وهو ما تعانيه “إسرائيل” أيضا، لأن ما يحدث في الولايات المتحدة يتغلغل في “إسرائيل”، والأزمة السياسية الإسرائيلية تسير على خطى الأمريكية، حيث تختفي القضية المركزية، وتزداد الحواف قوة”.
بدوره، قال “داني دايان”، قنصل الاحتلال الإسرائيلي السابق في نيويورك، إن “الانتخابات الأمريكية انتهت عمليا، لكن الخلافات في الولايات المتحدة ما زالت قائمة”.
وأضاف “دايان” في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”،: “صحيح أن الشعب الأمريكي قرر من سيكون رئيس القوة العظمى في العالم، لكن النتائج لن تجسر الفجوة الاجتماعية السياسية الآخذة في الاتساع، ولم يعد هناك تعاون عبر المعسكرات، وهذا يقلق “إسرائيل”.
وتابع الدبلوماسي الإسرائيلي بأن “السنوات الأربع التي أمضيتها في الولايات المتحدة شهدت فيها بلادا مضطربة، رغم مكانتها الفريدة على الساحة الدولية، وقوتها الاقتصادية التي لا يمكن تصورها بفضل الديمقراطيين المعتدلين والجمهوريين المعتدلين، الذين عرفوا كيفية التعاون مع بعضهم البعض، وقيادة القاطرة الأمريكية إلى الأمام”.
وقال: “هذا الواقع انتهى تقريبا، فقد وضع الاستقطاب السياسي الأمريكي حدا لذلك، ولا توجد أمثلة تقريبا على التعاون عبر المعسكرات اليوم، ولا يقتصر الاستقطاب على النظام السياسي الأمريكي، بل إن النظام الحزبي الأمريكي المضطرب يعكس ظاهرة اجتماعية، ولا يخلقها، حيث يهيمن المتطرفون من كلا الجانبين الآن على الخطاب العام الأمريكي، ولذلك هناك جدل عميق، وأكثر إثارة للانقسام”.
وأشار “دايان” إلى أن “اليمين واليسار الأمريكيين توقفوا عن الإيمان بنفس السرد التأسيسي لبلدهم، معتمدين على وجهات نظر مختلفة حول استقامة طريقها، ولا تقتصر الدعوات لإزالة التماثيل في ساحات المدينة، وإعادة تسمية المباني التاريخية على جنرالات اتحاد الولايات الجنوبية الذين يحملون العبيد، حتى وصل موضوع الجدل إلى كريستوفر كولومبوس وجورج واشنطن، رغم أنهم يمثلون اكتشاف أمريكا وقيم الحرية والمساواة”.
وهكذا، بحسب الكاتب، يقف “التيار الرئيسي في أمريكا مرتبكا، يتنقل بين الذنب والخوف والفشل في صياغة مسار أيديولوجي وسياسي”.
وأضاف أن “انتخابات 2020 لن تصلح الخلاف الاجتماعي والسياسي المتسع في الولايات المتحدة، ما يشكل مصدر قلق لإسرائيل، التي يهمها أن تكون أمريكا قوية وواثقة من نفسها، لأنه في ظل ظروف الاستقطاب السائدة في أمريكا اليوم، من الصعب بشكل متزايد الحفاظ على دعم الحزبين في كل قضية، رغم أنه بالنسبة لإسرائيل، فإن الدعم من الحزبين أمر حيوي”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق