التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

مؤتمر اللاجئين وأبعاده في الداخل والخارج 

يشكل مؤتمر اللاجئين خطوة مهمة في تاريخ الحرب السورية لما له أبعاد مهمة على الداخل والخارج السوري، وشكل رسالة واضحة لكل المشككين بنوايا الحكومة السورية ورغبتها بفتح الأبواب للاجئين السوريين للعودة إلى بلادهم، وفي نفس الوقت فضح ممارسات الدول الغربية واستخدامها أساليب سياسية قذرة لعرقلة الحلول السياسية في سوريا واستغلال اللاجئين لأغراض سياسية.

فضح المؤتمر في أحد جوانبه هذه الدول التي رفضت حضور المؤتمر في العاصمة السورية دمشق بعد ان وجهت لهم دعوات رسمية، ومع ذلك انعقد المؤتمر وحقق نتائج ملموسة على الارض بعد ايام قليلة من انتهائه، وحضر المؤتمر أكثر من 25 وفد غربي وأجنبي، وكانت الدول الصديقة لسوريا حاضرة بقوة في المؤتمر، لاسيما ايران وروسيا والصين وفنزويلا، وهذا أكد على ان سوريا ليست وحيدة ولن تكون وحيدة في ظل ما يحاك ضدها من مؤامرات، خاصة دور الدول الغربية في تأخير عودة اللاجئين للتلاعب بموقفهم واستغلاله.

لعودة اللاجئين بُعد وطني وقومي بالنسبة للحكومة السورية، فهي تسعى جاهدة لإعادة مواطنيها بعد أن شتتهم الارهاب، واستغلتهم بعض الدول الغربية والاقليمية لأهداف سياسية، وما يميز هذا المؤتمر ان القادة السياسيين في سوريا قدموا ضمانات للاجئين واعادة البنى التحتية للمناطق التي سيتوجه اليها اللاجئين.

الرئيس السوري بشار الأسد كان أكد في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، أن “هناك دولاً في الغرب تستغل اللاجئين السوريين لأهداف سياسية”، وأضاف الأسد أن “هذه الدول تمنع اللاجئين من العودة إلى وطنهم عبر الترغيب والترهيب”، مضيفاً: “نعمل بدأب لإعادة كل لاجئ إلى سوريا، لكن هناك عقبات كثيرة”.

واتهم الأسد دولاً أوروبية والولايات المتحدة الأميركية بالسعي إلى “تهجير السوريين، من خلال دعم الإرهاب في بلدهم”، مشيراً إلى أن “هذه الدول حركت داعش في العام 2014 لمنع سوريا من تحقيق الاستقرار”.

بالفعل هذا ما حصل خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن بجهود الجيش السوري والدول الداعمة له تمكن من تحرير معظم أراضي البلاد والحكومة اليوم تعمل جاهدةً لاعادة الاعمار ولكن العقوبات الأمريكية على سوريا عقدت الأوضاع يضاف غلى هذا أزمة كورونا والتبعات الاقتصادية التي تلتها،

وزارة الدفاع الروسية تعلن أن نازحين جدد خرجوا من مخيم الركبان الذي يعاني من وضع حرج، نحو الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة ولكن مهما بلغت الأوضاع سوءاً، لن تكون أسوأ من خيم اللّجوء في الشتاء، ومهما كانت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ضاغطة في الداخل، فأضرارها، مهما بلغت فداحتها، لن تساوي ضرر تسرّب جيلٍ كاملٍ من المدارس. لدينا الآن تحدٍّ عالمي يتعلق بوباء كورونا وانعكاساته في ظلّ ظروف اللجوء القاسية واتساع رقعة المخيمات والأوضاع المتردّية فيها، وبناءً عليه، فعلى من يستغرب انعقاد هذا المؤتمر أن يقوم بمراجعة هادئة لأوضاع اللاجئين في المخيمات، وليس لأوضاع المغتربين في بعض العواصم الأوروبية. لا يزال البعض حتى اليوم يخلط بين المغترب واللاجئ، والحقيقة أنه ثمة فرق كبير، وإذا تمكن المؤتمر من إنهاء هذه المخيمات فقط، دون عودة جميع اللاجئين السورييّن المنتشرين في كافة دول العالم، فسيكون حينها قد أحرز نجاحاً باهراً حتى وإن تغيّبت عنه دول عديدة أو منظمات معنيّة.

النتائج الملموسة على الأرض، ظهرت يوم الجمعة، حيث استمرت عملية خروج النازحين من مخيم الركبان على حدود الأردنية السورية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، كما رحب رؤساء مقار التنسيق الروسي والسوري، باستعداد الأردن لمساعدة السوريين المتواجدين في أراضيه من أجل العودة إلى وطنهم.

عودة اللاجئين السوريين سوف تستمر، ليس فقط من الحدود الاردنية، بل من لبنان أيضاً، وحتى من تركيا، فالظروف المعيشية للاجئين في هذه الدول كارثية، وهم يعانون من نقص في كل شيء، والأهم اننا في موسم الشتاء، الامر الذي سيعقد الظروف أكثر فأكثر، وقد تكون الطريق طويلة لإعادة كافة الأمور السوريّة إلى نصابها، ولكن ذلك لا يمنع من القيام ببعض الخطوات الممكنة حالياً، كموضوع اللاجئين ومؤتمر اليوم، ولا فرق بين أن تكون أولوية بعض الدول المشاركة في المؤتمر أخلاقية أو إنسانية أو اقتصادية، المهم أن ألا تكون النيّات السيئة مُبيّتة، والأهم ألاّ يكون السوري خاسراً، وهذا هو واقع المؤتمر بصورة عامة.

في الختام، الواضح جداً أن الحكومة السورية جادة في اعادة اللاجئين وفضح من يستغلهم سياسيا ومن لايريد التعاون مع الحكومة السورية في هذا الموضوع لتخفيف معاناة اللاجئين، وتعنت الغرب يؤكد أنه هو من يقف خلف الازمة السورية ويفاقم من معاناة اللاجئين، وأنه جاهل بالواقع السوري، والموقف الاوروبي بالتحديد هو دليل واضح على تبعيته لسياسات الولايات المتحدة وعدم امتلاكه سياسة خارجية مستقلة وضعفه في مواجهة النظام التركي الذي يستخدم ورقة المهجرين السوريين واللاجئين لابتزازه والحصول على مكاسب مادية وسياسية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق