محاولات فاشلة لحرف النظر العربي عن عدوهم الأوحد.. من هو العدو الحقيقي للعرب في المنطقة
في ظل الانجرار الحكوميّ العربيّ نحو هاوية التطبيع مع العدو الصهيونيّ الغاصب برعاية أمريكيّة، كشف استطلاع للرأي العّام، أجرته مؤسسة “كونراد أدناور”، أنّ أغلبيّة الشعب السعودي يرى أنّ الكيان الصهيونيّ هو التهديد الأكبر في المنطقة وليست الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، وأنّ نصف البحرينيين وثلثي الإماراتيين لا يرون أنّ الدولة المزعومة للكيان لها الحقّ في الوجود، ما يُظهر حقيقة أنّ دخول حكومات الإمارات والبحرين والسودان إلى حظيرة التطبيع، لا يعنى أنّ عداء شعوب تلك الدول مع الصهاينة قد انتهى.
إيران ليست التهديد الأكبر
تحدث موقع “تايمز أوف أزرائيل” أنّ الاستطلاع شمل مئات الأشخاص في عددٍ من دول الخليجیة وفلسطين والمغرب والولايات المتحدة وألمانيا، وقال الخبير الصهيونيّ، ميتشيل باراك، الذي أجرى الاستطلاع أنّ الشعوب العربيّة لا ترى في إيران تهديداً كبيراً، مؤكّداً أنّه لا يوجد قناعة حتى لدى الإسرائيليين أنفسهم بأنّ طهران تشكل تهديداً في المنطقة، ولم يظهر الاستطلاع دعماً لحقّ الكيان الصهيونيّ في الوجود.
وفي الوقت الذي أشارت نتائج الاستطلاع إلى أنّ إيران لا تعتبر تهديدًا جديّاً لشعوب الدول الخليجيّة، لفت باراك إلى أنّ الإسرائيليين يُحّبون الإماراتيين والبحرينيين أكثر بكثير ممّا يحبوهم، مع تحول مواقع التواصل الاجتماعيّ للإسرائيليين لما يرقى إلى مستوى احتفال محبة صهيونيّة – خليجيّة، وفق زعمه.
وفي هذا الصدد، نوه الموقع أنّ صفقات التطبيع الأخيرة مع تل أبيب تلقى استقبالاً فاترًا وباردًا، ما يُبرز الفجوات بين مواقف أنظمة الخيانة الاستبداديّة وشعوب تلك الدول، حيث أوضح الاستطلاع أنّ 33 بالمئة من السعوديين يعتبرون الكيان الصهيونيّ أكبر تهديدٍ على منطقة الشرق الأوسط، فيما يعتبر 25 بالمئة فقط من المُستطلعة آراؤهم في المملكة أنّ إيران هي التهديد الأكبر.
وبناء على ذلك، فإنّ نتائج الاستطلاع تدحض كل وجهات نظر الصادرة عن أغلب محللي وخبراء الشرق الأوسط ، والذين يعتقدون أنّ الدول العربيّة تقترب من تل أبيب، التي يُظن أنّها حليف قويّ في النزاع المشترك ضدّ طهران.
رقابة مشددة
لا يخفى على أحد أنّ الرأي العّام في السعودية والإمارات والبحرين، يخضع لرقابةٍ مشددةٍ من قبل الأنظمة القمعيّة الحاكمة، ورغم أنّ مسألة قياس الرأي العام الخليجيّ بشكل دقيق أشبه بالمستحيل، إلا أنّ نتائج استطلاع الرأي هذا والتي نشرتها المواقع العبريّة تدل بشكل قاطع على سير أنظمة الرمال الخليجيّة بما لا تشتهي شعوبها كما هو معتاد.
يشار إلى أنّ شركة “كيفون” التي أجرت الاستطلاع، بذلت جهوداً كبيرة لإيجاد عددٍ كافٍ من السُكّان ليكونوا بمثابة عينّةٍ تُمثّل آراء الشعب البحرينيّ، واضطرت إلى دفع مُقابلٍ ماليٍّ من شركة الاستطلاعات لكلّ مَنْ وافق على المُشاركة.
إضافة إلى ذلك اعتبر الموقع أنّ نتائج الاستطلاع الأخير تتوافق بشكلٍ عامٍّ مع الاستطلاعات السابقة التي أظهرت أيضًا مستويات أقل من الدعم للتطبيع مع الكيان الصهيونيّ، مقارنةً بالدعم الذي تُحاوِل الحملات الرسميّة عرضه خلال ترويجها لصفقات التطبيع بين تل أبيب ودولٍ عربيّةٍ، رغم أنّ استطلاعات الرأي عبر الإنترنت تعتبر أقّل موثوقيةً من الاستطلاعات الهاتفيّة أو الاستطلاعات وجهاً لوجه.
علاوة على ذلك، أكّد الاستطلاع الأحدث في المنطقة على الرفض الواسع النطاق للتطبيع بين الكيان وكل من الإمارات والبحرين، واستمرار الشعوب العربيّة في دعم الشعب الفلسطينيّ، حيثُ بينّت النتائج أنّ 90 بالمئة من المغاربة، 85 بالمئة من القطريين، 81 بالمئة من الإماراتيين، و72 بالمئة من البحرينيين، يدعمون إقامة دولةٍ فلسطينيّة.
ومن الجدير بالذكر أنّ الشعب السودانيّ أيضاً يرفض رفضاً قاطعاً ما قامت به حكومة البلاد التي لا تملك أيّ تفويض لاتخاذ القرار بشأن التطبيع مع العدو الصهيونيّ، بما يتعدى مهام استكمال عمليّة الانتقال وتحقيق الاستقرار والسلام، وصولاً للقيام بانتخابات حرة، ورضخت لضغوط الإدارة الأمريكيّة التي خسرت الانتخابات، وارتكبت خطيئة يجمع الشعب السودانيّ على رفضها، ما خلق حالة من الغضب في الأوساط السودانيّة، باعتبار أنّ حكومتهم (باعترافها) غير مخولة لتتخذ مثل هذا الإجراء مع كيان مغتصب وعنصريّ وطائفيّ.
المصدر / الوقت