التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

صحيفة فرنسية عن قمة الـ20: جائحة كوفيد-19 تعصف بطموحات ابن سلمان “المنبوذ” 

وكالات ـ الرأي ـ
تحت عنوان: “ابن سلمان المنبوذ”، قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية، في تقرير نشرته بعددها الصادر امس السبت، إن ولي العهد السعودي كان يعول كثيراً على حدث استضافة قمة مجموعة العشرين لاستعادة صورته وصورة بلاده على الساحة الدولية والتي ما تزال تتسم بجريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي وحرب اليمن واستخدامات أخرى للقوة، إلا أن طموحاته تحطمت بسبب جائحة كوفيد19 التي هزمت أقوى منه بكثير.

وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه بعد الإلغاء الرمزي للحج، ها هو الأمير محمد بن سلمان يجد نفسه مجبراً على استضافة القمة افتراضيا عبر تقنية “الفيديوكونفرانس” بسبب الجائحة، التي تسببت في انهيار الاستهلاك وأسعار النفط والذي ترجم بخسارة أول مصدر للنفط في العالم لـ27,5 مليار دولار، وانخفض ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 7% في الربع الثاني من العام الجاري 2020، بعد حرب أسعار مع روسيا بدأت في إبريل/ نيسان الماضي، قبل التوصل إلى اتفاق جديد.

بالإضافة إلى ذلك، فإن القرار الجريء بإلغاء موسم الحج السنوي، لمنع انتشار الفيروس، حرم المملكة من مصدر آخر للدخل مهم. وللتعويض عن العجز، اتخذت الحكومة تدابير لا تحظى بشعبية كبيرة، كمضاعفة ضريبة القيمة المضافة ثلاث مرات، وخفض المخصصات للأسر الفقيرة وموظفي الخدمة المدنية. لكن محمد بن سلمان تفاخر في بيان طويل نشرته وكالة الأنباء الرسمية في الـ12 من الشهر الجاري، بأنه “تم تجنيب البلاد إجراءات تقشف أكثر جدية، بفضل الإصلاحات التي تمت في السنوات الأخيرة لتنويع الاقتصاد”. والرسالة موجهة إلى الرأي العام السعودي، من قبل ولي عهد ما يزال يريد الظهور بمظهر جيد وسط حالة الانزعاج العام حيال هذه الإجراءات.

ومع ذلك -توضح ليبراسيون- فإن حال السعوديين أفشل من حال غيرهم في مواجهة جائحة كوفيد19، بما في ذلك البلدان الأكثر تقدماً في مجموعة العشرين. وصحيح أنه مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقل عن 4% لعام 2020، وفقاً لتوقعات وزارة المالية الفرنسية، فإن المملكة العربية السعودية بعيدة عن كونها الاقتصاد الأكثر تأثرا من جراء الأزمة الصحية، ولكن الجائحة التي فرضت نفسها باعتبارها حالة الطوارئ الأولى للرياض في عام 2020، أتت لتضاف إلى أزمات كبرى أخرى تواجهها البلاد وطال أمدها.

فالحرب الكارثية في اليمن التي ما تزال المملكة عالقة فيها لم تنته بعد، مع استمرار تعرض الأراضي السعودية لهجمات بأسلحة متطورة وبشكل متزايد يطلقها الحوثيون. كما أن التوتر مع إيران لا يتراجع. يضاف إلى ذلك، تصاعد الضغط الدولي حيال انتهاكات المملكة لحقوق الإنسان عشية انطلاق قمة مجموعة العشرين. على سبيل المثال، أطلقت هيومن رايتس ووتش حملتها G20SaudiArabia، حيث “حثّت قادة مجموعة العشرين على محاسبة مضيفيهم السعوديين على انتهاكاتهم لحقوق الإنسان”.

من ناحية أخرى -توضح ليبراسيون- يطرح تغيير الرئيس في الولايات المتحدة مشكلة جديدة للقادة السعوديين الذين عاشوا لمدة أربع سنوات في “محاكاة علاقة حب” مع دونالد ترامب. وحتى لو لم يستغرق الملك سلمان أكثر من أربع وعشرين ساعة لتهنئة جو بايدن بعد تأكيد انتخابه، فلا يمكن للسعودية أن تطمئن حيال الساكن الجديد للبيت الأبيض، الذي سبق له أن وصفها خلال حملته الانتخابية بـ”الدولة المنبوذة”.

واعتبرت ليبراسيون أن إبراز صورة مملكة نابضة بالحياة يحكمها أمير مصلح ومُحدِث شاب أمر ضروري للمملكة العربية السعودية، التي تريد تحديد مكانتها بين القوى الاقتصادية العشرين في العالم. ولكن التعويض عن “الإعاقة الإعلامية” لقمة مجموعة العشرين “عن بعد” سيكون معقدًا على الرغم من الجهود والاستثمارات المبذولة في الاتصالات الرقمية. فحتى مواهب ريتشارد أتياس (منظم الأحداث الكبرى في دول الخليج(الفارسي) في السنوات الأخيرة) ليست كافية. ولا تستطيع شركة استشارات الاتصالات الدولية أن تعرض على موقعها صورة أحدث من صورة وزراء الاقتصاد ومديري البنوك المركزية لمجموعة العشرين، في الاجتماع الأخير الذي عقد “وجها لوجه” في أواخر فبراير/ شباط في الرياض.

وقد فشلت الشراكات الإعلامية مع وكالة Associated Press لإجراء مقابلات مع المسؤولين السعوديين أو صحيفة Financial Times البريطانية اليومية، التي تعرض “سلسلة قمة رقمية عالمية” مع إحاطات مباشرة عبر الإنترنت حول مجموعة العشرين. لكن الترويج لقمة مجموعة العشرين يتم تداوله في دوائر دبلوماسية مقيدة، مثل سلسلة المقابلات “الحصرية” مع السفراء التي نشرها هذا الأسبوع الموقع السعودي الجديد “عرب-نيوز” باللغة الفرنسية.

ومضت صحيفة ليبراسيون إلى القول إن ميل المسؤولين السعوديين إلى تجاهل الصعوبات وإبراز نجاحاتهم ليس بالأمر الجديد. لكن “محمد بن سلمان يتناسب جيدًا مع لعبة المستبدين الجدد، مع وجود حقائق بديلة”، كما يلاحظ الأستاذ الجامعي الفرنسي المختص في شؤون الشرق الأوسط ستيفان لاكروا. لأنه إذا كانت صورة الأمير الشاب ذي الطموحات الإصلاحية الهائلة لمملكته تتطابق مع تلك التي يخطط لها في الداخل وفي العالم، فإن تحقيق مشاريعه يثير الكثير من الشكوك.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق