التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ناقوس الخطر يدق أبواب السعودية 

ليس أمام السعودية خيارات سارّة في المستقبل ، فبينما استفادت قطر كثيرًا من شروط العقوبات لتعزيز استقلالها الاقتصادي والعسكري والسياسي ولم تمتثل لأي من مطالب فارضي العقوبات ، فإن الرياض هي التي يجب أن تقرر ما إذا كانت ستنهي أزمة مجلس التعاون الخليجي بمساعدة الرئيس الأمريكي ترامب المنتهية ولايته قريبا ، أم إنها ستضع قضية أزمة مجلس التعاون كورقة لعب على طاولة المفاوضات مع بايدن على أقل مستوى.

وصل وزير الخارجية الأمريكي ، مايك بومبيو ، إلى العاصمة القطرية الدوحة في وقت سابق ، في إطار جولة الوداع التي يقوم بها في المنطقة ، حيث قال إن الهدف الأساسي من هذه الجولة هو مواجهة إيران. وهذه الجولة هي إحدى مساعيه الدبلوماسية الأخيرة لإنهاء أزمة مجلس التعاون من أجل التخطيط لمشروع تحالف إقليمي وهمي ضد إيران.

في الأسبوع الماضي ، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين إن إدارة ترامب تعمل على إنهاء الحصار المفروض على قطر منذ ثلاث سنوات ، وتأمل في حل الأزمة “في الأيام السبعين المقبلة”. وقال أوبراين أيضا إن الهدف من حل الصراع في الخليج هو “الضغط على الدول العربية لفتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل”. وأعرب عن أمله في أن يتم خلال الأسابيع المقبلة بناء “جسر جوي” يسمح للرحلات الجوية إلى قطر بالمرور عبر السعودية والبحرين.

في هذا السياق ، خلال الأيام القليلة الماضية ، كانت هناك إشارات من الأطراف المتخاصمة في التعبير عن رغبتها في حل الأزمة. وفي هذا الخصوص ، قال وزير الخارجية السعودي أمس ، إن الرياض تبحث عن طريقة لحل النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات مع قطر ، الدولة الجارة لدول الخليج. وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ، على هامش القمة الافتراضية لمجموعة العشرين يوم السبت ، إن السعودية ستستمر في إيجاد طريقة لإنهاء حصار قطر.

وقال “ما زلنا على استعداد للتواصل مع أشقائنا القطريين ونأمل أن يلتزموا بالتعامل أيضًا ، لكننا بحاجة إلى معالجة المخاوف الأمنية القانونية بين الدول الأربعة المتخاصمة وأعتقد أن هناك طريقة لتحقيق ذلك في المستقبل القريب”.

وأشار المسؤولون القطريون بدورهم إلى استعدادهم لحل الأزمة. حيث قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأسبوع الماضي إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات لحل الأزمة الدبلوماسية ، لكنه شدد على أن أي حل يجب أن يحترم سيادة بلاده. من ناحية أخرى ، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، إنه لا يوجد منتصر في أزمة الخليج ، وأضاف أن بلاده تأمل في أن تنتهي الأزمة في أي لحظة.

الرياض باتجاه طريق مسدود

إن إلقاء نظرة على الوضع والتطورات الحالية يظهر أن انتكاسة السعودية ضد قطر ليست مبادرة يمكن أن تزيد من مكانة السعودية في المنطقة ، بل هي في الأساس اعتراف مبكر بالفشل في طريق يبدو أن الاستمرار فيه مستحيل وغير ممكن.

من الطبيعي أن الرياض تُهيء نفسها حاليًا لرئيس أمريكي جديد ، تعهد بإعادة تقييم العلاقات مع المملكة العربية السعودية كجزء من حملته. إذ أن القضايا التي وعد فريق بايدن بمتابعتها ، هي قضايا تتعلق بقمع المعارضة من قبل محمد بن سلمان ، وخاصة اغتيال جمال خاشقي ، واستمرار حصار قطر ، واستمرار الحرب في اليمن.

وفقًا لكريستوفر هانتر من المجلس الأطلسي ، فإن إحدى الخطوات الأولى التي يجب على الشرق الأوسط اتخاذها هي دعوة السعودية علنًا إلى إنهاء الحصار على الفور ، وفي حال استمرار الأزمة ، تعرض القضية على مجلس الأمن الدولي إذا لزم الأمر. ويرى هانتر أن هذه الخطوة هي جزء من جهود فريق بايدن لاستعادة السمعة الدولية للولايات المتحدة ، والتي منحت الحصانة في عهد ترامب للحكام الخارجين عن القانون للعمل على الميول الشمولية دون خوف من التداعيات.

لذلك ، توقع “مايكل إيزنر وسارة لي ويتسون” من منظمة “الديمقراطية من أجل العالم العربي” التي تأسست مؤخرًا سياسة أكثر صرامة من بايدن. وكتبوا: على الحكومة استخدام النفوذ للضغط على السعودية والإمارات لإنهاء حصار قطر.

وعلى هذا الأساس ، ليس أمام السعودية خيارات سارّة ، وبينما استفادت قطر كثيرًا من شروط العقوبات لتعزيز استقلالها الاقتصادي والعسكري والسياسي ولم تمتثل لأي من مطالب فارضي العقوبات ، فإن الرياض هي التي يجب أن تقرر ما إذا كانت ستنهي أزمة مجلس التعاون الخليجي بمساعدة الرئيس الأمريكي ترامب المنتهية ولايته قريبا ، أم أنها ستضع قضية أزمة مجلس التعاون كورقة لعب على طاولة المفاوضات مع بايدن على أقل مستوى.

استمرار الخلاقات بين الإمارات وقطر

مع ذلك ، فعندما يتعلق الأمر بدولة الإمارات العربية المتحدة ، فإن الحالة تختلف. إذ من وجهة نظر واشنطن ، لا دور للإماراتيين في قضية مقتل جمال خاشقجي. كما أن الإمارات لم تعد متورطة بشكل مباشر في الحرب اليمنية ، ووقعت أبو ظبي اتفاقية تطبيع مع الكيان الصهيوني. تعني هذه العوامل أن الإمارات ، مقارنة بالمملكة العربية السعودية ، ستكون أقل قلقًا بشأن وصول الديمقراطيين الذين يسيطرون على البيت الأبيض وعلى جزء واحد على الأقل في الكونغرس.

وبالتالي ، قد يكون لدى الإمارات دوافع أقل لتحسين علاقاتها مع قطر ، خاصة وأن أبو ظبي وضعت أيديولوجياً “تهديد” قطر في أقصى حدود تهديداتها. وقد تجلى ذلك في التصريحات الأخيرة لمسؤولي الدوحة وأبو ظبي. حيث انتقد وزير الخارجية القطري ، يوم الإثنين الماضي ، مرة أخرى خطوة تطبيع العلاقات مع إسرائيل باعتبارها تقوض جهود تشكيل دولة فلسطينية.

من جهة أخرى ، قال سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة للقناة 12 الصهيونية إنه لا يعتقد أن حل أزمة الخليج وشيك. وقال “لا أعتقد أن هذه القضية ستحل في أي وقت قريب”.

كما تحدث عن ضرورة امتثال قطر لقائمة 13 شرط المذلة للدول المحاصرة في بداية الأزمة عام 2017 كشرط مسبق لرفع الحصار لإظهار عدم استعداد القطريين للتراجع والتنازل على عكس السعوديين. الأمر الذي يؤدي بأزمة مجلس التعاون أن تظل ندبة عميقة ، حتى لو تنازلت الرياض.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق