اجتماع أوبك يتجاهل النفط الصخري.. وتحول جذري في سوق النفط
اقتصاد ـ الرأي ـ
حينما يجتمع وزراء النفط في أوبك الأسبوع الجاري فإن سمة القليل من التحديات التي ينتظر أن يناقشها كبار منتجي النفط بالمنظمة في وقت غيرت فيه جائحة كورونا من مشهد صناعة النفط العالمية. وهذه المرة الأولى في سنوات عدة لن تكون صناعة النفط الصخري على رأس أولويات أجندة الاجتماع هذا العام.
ويشير تقرير لوكالة بلومبيرغ إلى أن تنامي الضغوط على صناعة النفط الصخري بعد سنوات من النمو والازدهار، ألقت بظلالها على الدور الذي تلعبه تلك الشركات في مشهد سوق النفط العالمي بوجه عام وأزاحها من مكانة أصحاب اليد العليا في تحديد توجهات السوق.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة EOG Resources ، وهي أكبر منتج للنفط الصخري من حيث القيمة السوقية، “في المستقبل، نعتقد وبكل تأكيد أن أوبك ستتحكم بصورة تامة في تحركات أسعار النفط… لا نود أن نضع أوبك في موقف يشعرون فيه بالتهديد، مثل أن نرفع نحن من حصتنا السوقية في وقت يدعمون هم فيه أسعار الخام للصعود”.
ويتبنى رؤساء تنفيذيون آخرون لشركات النفط الصخري، على غرار Pioneer Natural Resources و Occidental Petroleum، نفس وجهة النظر السابقة وهو ما يعني أن إنتاج تلك الشركات لن يرتفع مع ارتفاع الأسعار بعد التراجع الشديد الذي شهده العام الجاري.
وتشير بيانات IHS Markit و Rystad Energy وإدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن حجم إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة سيبلغ نحو 11 مليون برميل يوميا بنهاية العام المقبل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة Pioneer في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ “لا أتوقع المزيد من النمو حتى 2022 و2023 وتكون الزيادات طفيفة للغاية فيما يتعلق بإمكانية نمو صناعة النفط الصخري الأميركي مرة أخرى”.
وتسببت جائحة كورونا في خسائر حادة لشركات النفط الأميركية، إذ تخطت مصروفات تلك الشركات إيراداتها بالربع الثاني من العام الجاري رغم الخفض الكبير في الإنفاق ما تسبب في نزيف حاد بالسيولة لديها لتواجه أسوأ أزماتها في عقود، بحسب تقرير حديث صادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي (IEEF).
وقال المعهد في تقريره إن حجم الإنفاق لنحو 34 شركة للنفط والغاز الصخري في أميركا الشمالية تخطى حجم إيراداتها خلال الربع الثاني من العام الجاري بنحو 3.3 مليار دولار في أسوأ أداء فصلي للقطاع في سنوات عدة.
وتراجعت الإيرادات المجمعة للشركات المنتجة للنفط الصخري خلال الربع الماضي بنحو 64% على أساس فصلي مقارنة مع الربع الأول من العام الجاري، على الرغم من خفض الشركات لإنفاقها الرأسمالي بنحو 45% بالمتوسط خلال تلك الفترة.
وتمثل الضربة التي تلقتها شركات النفط الصخري الأميركي حالة من الراحة لأوبك وحلفائها، فبعد أن واجهت أوبك صعوبات جمة في مطلع العام للسيطرة على الأسعار بفعل قفزات متتالية في إنتاج النفط الصخري جاءت تبعات الجائحة لتوقف فورة الإنتاج الصخري في أكبر اقتصاد بالعالم.
وقبل الجائحة، بلغ إنتاج النفط الصخري الأميركي ذروة بلغت نحو 13 مليون برميل يوميا في فبراير الماضي.
وتشير بيانات Baker Hughes إلى أن عدد حفارات النفط الصخري بنهاية الأسبوع الماضي يبلغ نحو 241 حفارا، مقارنة مع ذروة أيضا بلغت نحو 683 حفاراً في مارس في إشارة لا تخطئها العين على حجم الضرر الذي تكبدته صناعة النفط الصخري انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق