التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

موقع فرنسي: نتنياهو ينشط قبل مغادرة ترامب.. وابن سلمان لا يكترث لحقوق الفلسطينيين 

وكالات ـ الرأي ـ
قال موقع ميديا بارت الاستقصائي الفرنسي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يضاعف البراهين على علاقاته الاستثنائية مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وترجمة هذه البراهين بشكل ملموس ودائم. فأمامه أقل من شهرين- قبل تنصيب جو بايدن في يناير المقبل- للعب الأوراق السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية التي جمعها مع دونالد ترامب.

فعلى الرغم من الكشف الصاخب عن زيارته غير المسبوقة التي استغرقت خمس ساعات إلى المملكة العربية السعودية يوم الأحد الماضي والتي أعقبتها بأربعة أيام عملية اغتيال العالم النووي الإيراني الكبير محسن خيري زاده؛ رغم ذلك، إلا أن عام 2020 ينتهي بشكل سيئ بالنسبة لبنيامين نتنياهو، يوضح ميديابارت: أولا، لأن إقامته زيارته الخاطفة إلى السعودية التي وصفها مستشاروه ووسائل الإعلام الموالية لهم “بالتاريخية”، كانت تواصلية أكثر من كونها دبلوماسية.

فقد سمحت له بلقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومدير الموساد يوسي كوهين، لكنها لم تحقق أي تقدم، لا على مستوى تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، ولا على مستوى الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

ابن سلمان غير مكترث لحقوق الفلسطينيين

رسميا، بالنسبة للرياض، فإن القضيتين مرتبطتين منذ تبني الجامعة العربية في عام 2002 لمبادرة العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز؛ لأن هذا النص يشترط اعتراف الدول العربية بإسرائيل بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. ومع ذلك، لم يتغير شيء بشأن هذه النقطة.

وفي الواقع، فيما يتعلق بقضية فلسطين، هناك خطان يتعايشان اليوم داخل النظام السعودي، يوضح “ميديا بارت”: الخط الذي يدافع عنه الملك سلمان البالغ من العمر 85 عاما والذي يستند إلى خطة عام 2002. والخط الذي يجسده ابنه وولي عهده محمد بن سلمان، غير المكترث بالحقوق ومصير الفلسطينيين والمهووس بهاجس التنافس الاستراتيجي مع إيران. وهو تنافس يفسر جزئيا قربه من عشيرة ترامب وتقاربه مع “إسرائيل” العدو اللدود لطهران.

بعبارة أخرى- يقول ميديابارت- فإن بنيامين نتنياهو الذي، نجح بفضل دعم ترامب ومحمد بن سلمان، في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين “إسرائيل” والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان؛ سيكون عليه الانتظار قليلاً قبل تحقيق الضربة الدبلوماسية القوية التي تتمثل في افتتاح سفارة إسرائيلية في البلد الذي يضم المدينتين المقدستين للمسلمين. وبالتالي، سيتعين عليه (نتنياهو) أن يكتفي في الوقت الحالي بترتيب تقني بسيط: الطائرات المدنية القادمة أو المتجهة إلى “إسرائيل”، باستطاعتها استخدام المجال الجوي السعودي.

العودة إلى سنوات أوباما

بالتأكيد- يوضح “ميديابارت”- فإنه لا يتوقع حدوث تغيير ثوري عندما يدخل جو بايدن البيت الأبيض.. فلن تعود السفارة الأمريكية إلى تل أبيب، ومن المرجح أن يستمر الاعتراف بضم الجولان. لكن من المرجح حدوث انعطافات جديدة وعودة إلى الوضع الراهن الذي نشأ في عهد أوباما. خاصة مع معرفة أسماء الفريق الدولي الذي اختاره بايدن، والذين يتمتعون بخبرة واسعة في الدبلوماسية وأحيانا في المنطقة، خلافاً لمستشاري ترامب.

من ناحية أخرى، فإنه ثمة حالة من القلق لدى نتنياهو، الذي سيكون من الصعب عليه قبول نوع من العودة إلى سنوات أوباما، خاصة إذا عاد الرئيس الأمريكي الجديد إلى الاتفاق النووي الإيراني كما أعلن عن ذلك خلال حملته الانتخابية. وهو اتفاقٌ، شكل انسحاب ترامب منه قبل نحو سنتين انتصاراً دبلوماسيا لنتنياهو، وخطوة “كارثية” بالنسبة لبايدن. وبالتالي، فإن عودة الرئيس الأمريكي الجديد إلى هذا الاتفاق ستكون نكسة سياسية كبيرة بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث سيمحى بهذه العودة أحد مكاسبه الدبلوماسية الرئيسية.

هذا الاحتمال الكابوسي- يتابع “ميديابارت”- يفسر نشاط نتنياهو الحالي ورغبته شبه اليائسة في إظهار واستغلال العلاقات المغلقة مع إدارة ترامب. كما لو أنه في الشهرين المتبقيين قبل أداء بايدن اليمين، كان من الضروري بالنسبة له مضاعفة الأدلة على العلاقات الاستثنائية التي أقيمت مع الولايات المتحدة وترجماتها الملموسة والدائمة على الأرض. وقد عرضت العلاقات الاستثنائية هذه على أنها أساسية لأمن “إسرائيل”. ولكن أيضا كإرث لا يقدر بثمن للصداقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس الولايات المتحدة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق