التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 30, 2024

كوشنر يجرب حظه في الدقيقة 90 

في الأسابيع الأخيرة من ولاية ترامب في البيت الأبيض، وبعد الزيارات المتتالية والمتكررة لكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الأمريكيين الى منطقة غرب آسيا يبدو أن إدارة ترامب حولت تركيزها في السياسة الخارجية إلى هذه المنطقة. وبعد جولة مايك بومبيو الكبيرة والمليئة بالهوامش نسبيا في المنطقة، قرر البيت الأبيض الآن إرسال جاريد كوشنر ، صهر ترامب وكبير مستشاريه، إلى هذه المنطقة. حيث تتمثل مهمة كوشنر الرئيسية خلال هذه الزيارة في محاولة إنهاء أزمة دول مجلس تعاون الخليج الفارسي، والتي بدأت في شهر يونيو عام 2017 عقب العقوبات والمحاصرة التي فرضت على قطر من قبل أربع دول: المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر.

في الأسابيع الأخيرة، كثفت واشنطن جهودها لحل الخلافات بين الدول المحاصرة وقطر، حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين في أواخر نوفمبر / تشرين الثاني إن إدارة ترامب تعمل على رفع حصار دام ثلاث سنوات عن قطر وأعرب عن أمله انه سيتم حل الأزمة “في الأيام السبعين المقبلة”. وفي اليوم نفسه، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، أن بلاده منفتحة على الحوار منذ البداية، وأنه لا وجود لرابح أو خاسر في هذه الأزمة.

لكن بالإضافة إلى الإعلان عن استعداد قطر، فإن فوز جو بايدن، الذي اتخذ موقفا متشددا ضد الرياض وبن سلمان في الحملة الانتخابية، دفع السعودية للبحث عن سبل لحل الخلافات مع قطر استعداداً لإظهار حسن نيتها في تغيير بعض الممارسات السابقة للحكومة الأمريكية المقبلة. وفي هذا الصدد قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” “انه بعد هزيمة دونالد ترامب ، كثفت الرياض جهودها لحل الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات مع قطر”.

ويتوقع بن سلمان أن تصبح العلاقات الباردة مع الإدارة الأمريكية المقبلة أكثر جدية مع تكثيف قطر لجهودها لمتابعة القضية عبر المجتمع الدولي ، كما فعلت الدوحة يوم الخميس الماضي، مطالبة المحكمة الجنائية الدولية في مجلس الأمن الدولي إلى إدانة “الإجراءات الأحادية والقسرية وغير القانونية التي تتخذها الدول المحاصرة” مستشهدة بأحكام صادرة عن هيئات دولية متخصصة مثل محكمة العدل الدولية (ICJ). هذا وزارت مقررة الأمم المتحدة الخاصة، ألينا دوهان الدوحة مؤخرا للتحدث عن التأثير السلبي للعقوبات الأحادية الجانب على الظروف المعيشية للمواطنين القطريين، مؤكدة أن دول الحصار ارتكبت انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في حصارها هذا.

في حين يعتقد الكثيرون أنه مع رحيل ترامب ، سيساعد البيت الأبيض الدوحة أيضا في مجلس الأمن على إدانة السعوديين، وهذا في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على السعوديين لإنهاء الحرب الدموية في اليمن.

ترامب المتعطش لتحقيق أي إنجاز

دفع الوضع الصعب الذي يواجهه محمد بن سلمان، ترامب إلى استخدام دبلوماسية أكثر فعالية لحل أزمة دول مجلس تعاون الخليج الفارسي في الأيام والأسابيع المقبلة الباقية له حتى 20 يناير من أجل تقييم ثقل مكاسب سياسته الخارجية خلال فترة رئاسته، وبالطبع منع الديمقراطيين من الحصول على الفضل في حل هذه الأزمة.

حيث يعتقد الكثيرون أن إصرار ترامب على تكرار مزاعم التزوير على نطاق واسع في الانتخابات الرئاسية، حتى بعد أن أعطى الضوء الأخضر لعملية انتقال السلطة ، يهدف إلى تقويض شرعية إدارة بايدن المقبلة وبالتالي تقويض الوضع الحالي للتحضير لإعادة انتخابه أو لانتخاب شخصية مقربة منه في انتخابات عام 2024 الرئاسية. لكن بطبيعة الحال ، يريد ترامب أن تنتهي الأزمة الكبيرة التي نشأت خلال فترة رئاسته في دول مجلس تعاون الخليج الفارسي في هذه الفترة أيضا، وليس في عهد بايدن. ومن ناحية أخرى، يأمل فريق ترامب في أن يؤدي حل أزمة مجلس التعاون إلى تسريع عملية تطبيع العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني.

فتح جسر التطبيع

يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الضغط على السعودية للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل سيقود الدول العربية الأخرى إلى أن تحذو حذوها. لكن وفقا لبعض التقارير عن الاجتماع الأخير بين نتنياهو وبومبيو وبن سلمان في نيوم، وعلى عكس توقعات نتنياهو وبومبيو، لم تُظهر الرياض أي مؤشر على أنها على وشك الانضمام إلى قطار التطبيع في عهد ترامب.

لكن مع مغادرة بومبيو الرياض والمنطقة خالي الوفاض ، يأمل البيت الأبيض أن يتمكن كوشنر من تمهيد الطريق لمزيد من التطبيع من خلال فك عقدة مجلس تعاون الخليج الفارسي. كما سيرافق كوشنر في هذه الرحلة آفي بيركوفيتز ، المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط. وقال بيركوفيتز خلال زيارة الوفد الأمريكي الإسرائيلي للعاصمة البحرينية المنامة “هذا قرار يتعين عليهم اتخاذه لكن مشاوراتنا معهم كانت إيجابية من عدة جوانب وقد أجرينا مناقشات جيدة للغاية مع السعوديين، لكن الوقت سيخبرنا مالذي سيحصل”.

أولاً، لكوشنر علاقة وثيقة جدا مع بن سلمان، وهذا هو السبب الرئيسي لإرساله إلى المنطقة. ويرى الصهاينة أن من تحديات ومعوقات التطبيع هي الخلافات الحالية بين دول مجلس التعاون الخليجي، والتي أثارت مخاوف السعوديين بشأن استغلال قطر السياسي للمعارضة الداخلية والإقليمية للتطبيع، كما أعلن وزير الخارجية القطري مؤخرا في بيان له عن أثر التطبيع السلبي على تشكيل الدولة الفلسطينية في محاولة منه لضرب المبررات الإماراتية لتطبيعها. كما يمكن فهم أهمية هذه المواجهة بالنسبة لبن سلمان بشكل أفضل عندما ينظر إلى قوة الإعلام القطري بشبكة الجزيرة والتأثير الأيديولوجي على الجماعات الإخوانية في العالم.

ثانيا، تأتي زيارة كوشنر إلى المنطقة بعد حدثين مهمين للغاية: إعادة استهداف منشأة أرامكو من قبل مقاتلي أنصار الله اليمنية واغتيال الشهيد فخري زاده العالم النووي الايراني البارز. ومن المتوقع أن يستغل مبعوثو البيت الأبيض ضعف الرياض الأمني ​​أمام اليمنيين ، خاصة في مناقشة الصناعات النفطية الاستراتيجية وطريق باب المندب السريع الحيوي ، كضرورات للرياض للانضمام إلى اتفاق التطبيع لتعزيز التحالفات الإقليمية ضد محور المقاومة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق