التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

المصالحة السعودية القطرية بين الترحيب العربي العالمي والصمت الإماراتي 

كما يبدو أنه ثمة جديد في مسار تسوية الأزمة الخليجية، حيث أعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح في بيان له مساء أمس الجمعة أن مباحثات مثمرة جرت خلال الفترة الماضية في إطار جهود تحقيق المصالحة الخليجية، التي قادها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد وواصلها الأمير الحالي الشيخ نواف الأحمد. مؤكداً حرص كل الأطراف التي شاركت في المباحثات على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي.

وفي هذا السياق نقلت وكالة أنباء ألمانية عن خالد الجار الله نائب وزير الخارجية الكويتي أن “الأزمة الخليجية طويت وتم التوصل إلى اتفاق نهائي بين الأطراف الخليجية”، مضيفا “سوف يترتب على هذا الاتفاق الدخول في التفاصيل المتعلقة به قريبا”. وأضاف إن “هناك خطوات قريبة سوف يتم الإعلان عنها للانطلاق نحو المستقبل وطي صفحة الخلاف”.

وبعد ساعات من اعلان الكويت على نجاح الوساطة الكويتية في التوصل الى اتفاق بين السعودية وقطر، اعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تغريدة له على تويتر أن “بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية”. وتابع “نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نقدر الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد، ونؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج الفارسي والمنطقة”.

اما على الجانب السعودي، فقد أعلن وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان أن بلاده تنظر “ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، ونشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص”. وتابع في تغريدة له على تويتر “نتطلع لأن تتكلل الجهود الكويتية والأمريكية بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة”. وأضاف إنه تم إحراز تقدم ملحوظ بشأن الأزمة الخليجية بفضل الجهود الكويتية والأمريكية، ويحدونا الأمل أن يفضي هذا التطور إلى اتفاق أخير. وختم قائلاً “طبعا متفائل لأننا نقترب من وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بين جميع الدول الخليجية لنصل إلى حل مرض للجميع”.

عربياً، أصدرت وزارة الخارجية لسلطنة عمان بياناً نشرته على موقعها رحبت فيه ببيان الكويت حول النتائج الإيجابية لجهود المصالحة الخليجية، واعتبرت أن جهود المصالحة -التي تقودها الكويت تعكس حرص الأطراف على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي للتوصل لاتفاق نهائي يحقق التضامن الدائم بين جميع الدول وبما فيه الخير والنماء والازدهار لجميع شعوب المنطقة.

ورحبت الأردن أيضاً على لسان وزير خارجيته، أيمن الصفدي، بالمصالحة السعودية القطرية. وثمًن الصفدي الجهود الكبيرة التي قادها أمير الكويت الراحل وأميرها الحالي، لإنهاء الأزمة، مشيدًا في بيان له “بحرص الأشقاء على تعزيز التضامن والاستقرار الخليجي والعربي من خلال الوصول إلى اتفاق نهائي يعزز التضامن، ويضمن تحقيق الأفضل لدول الخليج الفارسي وشعوبها الشقيقة”.

عالمياً، قال وزير الخارجية الإيراني ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بالتفاهمات التي أعلنتها الكويت بشأن الأزمة الخليجية، وفي تغريدة له مساء أمس قال ظريف “سياسة إيران الراسخة هي انتهاج الدبلوماسية وعلاقات حسن الجوار والحوار الإقليمي”. وأضاف وزير الخارجية الايراني “نأمل في أن تساهم المصالحة في الاستقرار والتنمية السياسية والاقتصادية لجميع شعوب منطقتنا”.

وفي السياق نفسه، أعلنت الخارجية التركية هي الأخرى عن ترحيبها بما وصفته بـ “التطورات الإيجابية” بشأن الخلاف الخليجي، مثمنة جهود الكويت في هذا الملف، كما أعربت عن أملها في إنهاء تلك الأزمة من خلال الحوار غير المشروط الذي يحفظ للجميع سيادته في أقرب وقت ممكن.

وكان اللافت بين كل هذا الترحيب العربي والعالمي هو استمرار الصمت الاماراتي حول الإعلان القطري السعودي بالتوصل الى حل. وفي هذا السياق نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر دبلوماسي، والذي ألمح إلى وجود تيار سياسي مؤثر في الإمارات يضغط وبقوة على الرياض لعدم قبول أي مقترحات للحل، والتجارب السابقة تكشف عن العديد من الجهود في هذا الشأن. فهل تنجح الإمارات في الضغط على الجانب السعودي للتراجع عن التعاطي الإيجابي مع هذا الملف والمضي قدمًا في مسار المصالحة أم سيكون للسعودية رأي أخر ينأى بها بعيدًا عن الخضوع لإملاءات أبناء زايد؟
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق