حكومة الفنادق وكهنة البيت الأبيض.. المطالبة بسرعة إدراج “أنصار الله” اليمنية في قائمة الإرهاب
دعت حكومة الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” القابعة في فنادق الرياض يوم الأحد المنصرم، المجتمع الدولي إلى سرعة تصنيف جماعة “أنصار الله”، منظمةً إرهابية. وزعمت حكومة الفنادق أن حركة “أنصار الله” مستمرة في التصعيد وبعدم الالتزام بتفاهمات “ستوكهولم” واستغلالها في التصعيد العسكري، ومضاعفة هجماتها الباليستية والطيران المسير على المدن السعودية، وتحديها واستهتارها بالمجتمع الدولي وقراراته. ولكن التقارير الاخبارية والمصادر الميدانية، كشفت زيف هذه المزاعم الواهية وأكدت بأن حركة “أنصار الله” هي جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب اليمني وهي الحركة التي قد تكون الوحيدة التي قدمت الغالي والرخيص في سبيل مواجهة تحالف العدوان السعودي الأمريكي منذ ما يقارب من خمس سنوات ونصف وقدموا أبناءهم في سبيل الشهادة والدفاع عن الوطن والمواطنين اليمنيين.
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن الإدارة الأمريكية تتأهب لتصنيف جماعة “أنصار الله” في اليمن كمنظمة إرهابية قبل مغادرة الرئيس الحالي “دونالد ترامب” لمنصبه في يناير المقبل، مما ضاعف المخاوف، وفق المحللين، من أن تؤدي الخطوة إلى تعطيل جهود المساعدات الدولية وتقويض جهود السلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة بين هذه الحركة المقاومة والحكومة اليمنية المستقيلة المدعومة من السعودية. ولقد قال العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السناتور “كريس مورفي”، إن “هذا سيكون محاولة واضحة من إدارة ترامب لعرقلة مفاوضات السلام المستقبلية، إذ يخضع أنصار الله وأبناء الشعب اليمني كافة للعقوبات الأمريكية بالفعل عبر الحصار الذي فرضته السعودية عليهم منذ خمس سنوات ونصف. ولذلك، سيكمن أثر التصنيف عمليا في تعقيد التفاوض مع قادة أنصار الله وتقديم المساعدات للمناطق التي يسيطرون عليها”.
ومن جانبها حثت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة “كيلي كرافت” قبل عدة أيام على إعادة النظر في خطط إدراج حركة “أنصار الله” كمنظمة إرهابية. كما ضغطت ألمانيا والسويد على الولايات المتحدة للتراجع عن هذا القرار، لكن، يبدو أن الجهود فشلت، وبدأت الأمم المتحدة في الاستعداد لقرار الولايات المتحدة. وتعارض وزارة الدفاع الأمريكية والخبراء في وزارة الخارجية هذه الخطوة في الوقت الذي يعدّ فيه تحالف من الجمعيات الخيرية الدولية بيانا مشتركا يستبق التصنيف ويقارن آثاره المحتملة بالمجاعة في الصومال بعد أن صنفت الولايات المتحدة حركة الشباب جماعة إرهابية في 2008. ويعتقد “جريجوري جونسن” وهو زميل في معهد “بروكينغز”، أن ما تفعله إدارة “ترامب” خطأ وهذه خطوة تحريضية ستحد آفاق الرئيس الجديد عندما يريد اتباع نهج جديد للحرب في اليمن.
اليوم وبعد ان تمكنت حركة “انصار الله” والقوات المسلحة اليمنية وقواه الوطنية، من الوقوف في وجه العدوان الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي، وبعد أن افشلوا هدف هذا العدوان المتمثل بسوق اليمن الى حظيرة المطبعين والخانعين، وذلك من خلال الانتقام من شعبه عبر محاولة ادارج حركة انصار الله على لائحة الارهاب الامريكي. وبات واضحا ان الهدف الاول والاخير من وراء هذا الاجراء، هو منع المنظمات الدولية من التعامل مع حركة “انصار الله”، وبالتالي معاقبة الشعب اليمني بالدرجة، عبر منع وصول المساعدات الانسانية الضرورية الى المناطق التي تسيطر عليها حركة “انصار الله” والقوات المسلحة اليمنية، وهي صنعاء ومعظم المراكز الحضرية الكبرى في اليمن، انتقاما من اهلها في احتضان المشروع الوطني اليمني، ورفضهم مشروع مرتزقة الرباعي المشؤوم.
وحول هذا السياق، يؤكد العديد من الخبراء والسياسيين أن حركة “أنصار الله” اليمنية حققت انتصارات كبيرة بواسطة الطيران المسيَّر والصواريخ الباليستية في المطارات الحيوية لـ”نجران وجيزان وعسير”، وحتى الرياض، وحقول شركة أرامكو السعودية العملاقة ومصافيها، مثل مصفاة بقيق، مصفاة الشيبة، محطتي عفيف والدوادمي، مصافي ينبع، وغيرها من الأمكنة التي تعرّضت لهجوم الجيش اليمني واللجان الشعبية. كما أنجز الجيش واللجان الشعبية “أنصار الله” عدداً من الانتصارات في الجبهات العسكرية المشتعلة مع دول العدوان، تمثلت في عملية “نصر من الله” و”البنيان المرصوص”. وتحوّلت هذه الانتصارات البطولية على أرض الجبهات إلى ما يشبه الإلهام الأسطوري الذي عادة ما تسطره الشعوب الخارقة القوة والتضحية، ما حفز الشباب المجاهد من جميع المحافظات على التقاطر إلى الجبهات طالبين الالتحاق بها، حتى إن القيادات العسكرية والأمنية في الميدان أخبروني بأنهم لم يعودوا يستوعبون تلك الأعداد المهولة التي تطلب الالتحاق بالجبهات، ما اضطر المسؤولين إلى تنظيم برامج ثقافية وتوعوية مصاحبة للإعداد للقتال.
إن جميع تلك الانتصارات التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” هي رسالة للأشقاء العرب والمسلمين، وللعالم أجمع، بأن إدارة الحروب وتحقيق النصر، لا تصنعهما الأسلحة الفتاكة، والأحلاف الكبيرة من قبل دول العدوان المحمية من أمريكا ودول الغرب الرأسمالي، وأطنان النقود التي يتم صرفها بغباء على المرتزقة وأعوان دول العدوان السعودي الإماراتي. وإنما النصر في الميدان يحققه ويصنعه رجال الرجال، بمباركة من الله سبحانه وتعالى، الرجال الذين فضّلوا التضحية والاستشهاد من أجل حرية الوطن وكرامته وعزته، والله أعلم منّا جميعاً.
وفي الختام يمكن القول أنه رغم أن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” يحاول في الظاهر عبر هذا الاجراء الانتصار لـ”بن سلمان” في اليمن، وتقديم هدية له قبل رحيله عن البيت الابيض، في مقابل اكثر من نصف ترليون دولار منحها له “ابن سلمان” لدعمه في حرب اليمن و توفير الحماية له وتمهيد الارضية امامه لوصوله الى عرش السعودية، الا أن أمريكا كانت ومازالت لا ترى الا مصلحة اسرائيل، قبل وبعد كل قرار او اجراء تتخذه في منطقة الشرق الاوسط، وما الحرب الظالمة التي فرضت على الشعب اليمني وما دعم واشنطن لـ”بن سلمان”، الا لمصحة اسرائيلية بحتة، وكل ما يقال عن “عاصمة الحزم” و”الانتصار للشرعية المزيفة”، الا ذرا للرماد في العيون وكما فشلت امريكا في العراق وسورية ولبنان في تحقيق اهداف اسرائيل، فانها ستشفل وبشكل افظع في اليمن، البلد الذي ابتلعت ارضه كل من فكر بغزوها واستعباد اهلها عبر التاريخ، فلا ارض اليمن تتحمل الغرباء، ولا رجاله اهل ذلة وخنوع، لذلك أصبحوا مثالا يضرب في العزة والكرامة والانفة والرجولة، ليس بين العرب فقط ، بل بين جميع شعوب العالم.
المصدر/ الوقت