عقب الرفض الإندونيسيّ القاطع للتطبيع.. ما الثمن الذي تدفعه واشنطن لقاء ذلك
لم يمر أسبوع واحد على الشائعات التي أطلقتها وسائل إعلام العدو الصهيونيّ، والتي تحدثت عن وجود “خطة تطبيع” بين جاكرتا وتل أبيب، ليتحدث الرئيس التنفيذيّ لوكالة التنمية الدولية الأمريكية، أدام بويهلر، بالأمس أنّ إندونيسيا تستطيع الحصول على مليارات الدولارات كتمويلات إضافيّة من الولايات المتحدة إذا انضمت إلى حظيرة تطبيع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وأقامت علاقات مع عدو المسلمين، بعد أن نفت وزارة الخارجيّة الإندونيسيّة المزاعم التي تداولتها تقارير صحافية بشأن سيرها في نهج الخيانة، مؤكّدة دعمها لفلسطين التزاماً بالدستور في البلاد.
ثمن الخيانة
بيّنت وكالة بلومبرج للأنباء عن المسؤول الأمريكيّ قوله إنّ الوكالة تستطيع مضاعفة استثماراتها في إندونيسيا والتي تبلغ حاليا نحو مليار دولار إذا أقامت جاكرتا علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيونيّ، عقب أيام على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإندونيسيّة، تيوكو فايز سيا، والتي أشارت إلى أن الوزارة لم تكن على اتصال بكيان الاحتلال مطلقاً، وهي تدعم فلسطين في أدائها مهماتها التزاماً بالقوانين.
وبعد أيام على اتصال رئيس إندونيسيا بنظيره الفلسطينيّ، محمود عباس، ونفيه أن تكون بلاده تؤسس لعلاقات مع تل أبيب، وتأكيده على دعم حقوق الفلسطينيين، أضاف الرئيس التنفيذيّ لوكالة التنمية الدولية الأمريكية، أنّهم يتحدثون مع إندونيسيا بشأن هذا الأمر، وإذا كانوا مستعدين لذلك سيسعدنا ذلك وسنقدم لهم دعماً مالياً أكبر مما نقدمه بالفعل.
وفي هذا الصدد، قال بويهلر إنه لن يشعر بالمفاجأة إذا زادت المساعدات التي تقدمها الوكالة الأمريكيّة للتنمية الدوليّة إلى إندونيسيا وهي أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان، بمقدار مليار أو ملياري دولار إذا أقامت الأخيرة علاقات دبلوماسية مع العدو الصهيونيّ، في الوقت الذي يتوقع فيه قادة أمريكا والكيان دخول المزيد من الدول إلى “حظيرة التطبيع” التي أدخلت إليها خلال الأشهر القليلة الماضية، الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وتأمل واشنطن في انضمام سلطنة عمان والسعودية إلى “قطيع المطبعين”.
وكان الرئيس الفلسطينيّ، محمود عباس، قد ثمن الموقف الإندونيسيّ الداعم للحقوق الفلسطينيّة، معرباً عن تقديره لموقف جاكرتا الرافض للتطبيع المسبق مع تل أبيب، والتزامها بأن يتحقق السلام أولاً على أساس حل الدولتين وفق الشرعية الدوليّة، وذلك خلال اتصال هاتفيّ بحث آخر تطورات القضية الفلسطينية، مع نظيره الإندونيسيّ، جوكو ويدودو، الأسبوع المنصرم.
وشكر رئيس السلطة الفلسطينيّة، إندونيسيا على مواقفها الداعمة لفلسطين في المحافل الدوليّة، من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدوليّ، فيما أكّد الرئيس الإندونيسيّ، التزام بلاده الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينيّة رغم التغيرات المتسارعة في الشرق الأوسط، مشدداً على أنّ إندونيسيا لن تقوم بأيّ خطوات للتطبيع مع تل أبيب، إلى حين تحقيق السلام الدائم والشامل بين الفلسطينيين والصهاينة.
وفي هذا السياق، بيّنت جاكرتا أنّها ستواصل جهودها في دعم تحقيق السلام ولعب دور أكبر في هذا المجال، وأوضح الرئيس جوكو ويدودو، أنّه سيوفد وزيرة الخارجيّة، ريتنو مارسودي، للقاء نظيرها الفلسطينيّ رياض المالكي، في إطار جهود إندونيسيا لدعم السلام.
دعاية تطبيع
قامت وسائل إعلام العدو الصهيونيّ قبل أيام بنشر إشاعات مجهولة المصدر، حول تطبيع إندونيسيا أكبر دولة إسلاميّة بعدد السكان، لإلحاق الضرر بالرأي العام العربيّ والإسلاميّ من خلال مدَّه بأخبار زائفة، حيث كشفت عن أنّ جهات سياسيّة رفيعة المستوى في دولة إسلاميّة كبيرة في آسيا، ليس لتل أبيب علاقات دبلوماسيّة معها، وصلت قبل نحو أسبوعين إلى الأراضي المحتلة، والتقت ممثلين صهاينة، مشيرة إلى أن خلفيّة الزيارة هي إمكانية تطبيع العلاقات بين جاكرتا وتل أبيب، كما حدث مع عواصم أخرى في الأشهر الماضيّة.
ولإحداث بلبلة في الشارع الإندونيسيّ واضطراب في الموقف الحكوميّ، لقياس ردود الأفعال عقب إدخال عدة دول في حظيرة التطبيع الأمريكيّة، قالت القناة الـ 13 العبريّة، أنّ هناك دولة أعربت عن اهتمامها في إنشاء علاقات علنيّة مع الكيان الغاشم، في إشارة إلى إندونيسيا الدولة الإسلاميّة الأكبر في العالم.
ومن الجدير بالذكر أنّ أمريكا تقوم بحالة ترغيب إندونيسيا من الناحية الاقتصاديّة كما ابتزت الخرطوم بمسألة رفع العقوبات، فها هي تقوم تل أبيب بتنشيط الحرب النفسيّة والشائعات عبر وسائل الإعلام المختلفة للتأثير ولو بالحد الأدنى على الموقف الإندونيسيّ من القضيّة الفلسطينيّة، وهذه الدعاية تشنها بالتأكيد الأجهزة الأمنيّة التابعة للعدو قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب.
المصدر/ الوقت