اليمن يحتضر على سرير الموت..والعالم صمّّّ بكم عمي
يواجه أبناء الشعب اليمني هذه الايام خطر الحرب والمرض والمجاعة، ويتردد المجتمع الدولي والمطالبون بحقوق الإنسان في ممارسة ضغوط جدية على السعودية لوقف هذا العدوان الذي قام بارتكاب الكثير من المجازر في حق الاطفال والنساء في اليمن طوال الخمس سنوات الماضية، ولقد تزايدت التحذيرات الدولية والعالمية من تفاقم الأزمة في هذا البلد الفقير.
وزارة الصحة اليمنية تحذر من حدوث كارثة
دعت وزارة الصحة العامة والسكان في الحكومة اليمنية الوطنية٬ الأمم المتحدة إلى تقديم الكثير من المساعدات الصحية وفك الحصار المفروض على اليمن وذلك من أجل انقاذ ارواح أبناء الشعب اليمني الذين باتوا على مقربة من الدخول في مجاعة وأزمة صحية كبيرة والوقوف بحزم ومصداقية وإنسانية في وجه حرب الإبادة التي يمارسها تحالف العدوان بحق أطفال اليمن. وحول هذا السياق، أشار الدكتور “طه المتوكل” وزير الصحة اليمني في حكومة الإنقاذ الوطنية إلى أن الحصار المفروض على اليمن وتدمير البنية التحتية للمنشآت الصحية، قد تسببا في انهيار النظام الصحي وتدني مستوى الخدمات الطبية، وفاقم معاناة الآلاف من المرضى الذين باتوا اليوم في أمس الحاجة للسفر والعلاج بالخارج، وطالب “المتوكل”، الأمم المتحدة والصحة العالمية والمنظمات الدولية والإنسانية الاضطلاع بمسؤولياتها في اتخاذ الإجراءات العاجلة لإنقاذ حياة التوءم بنقلهم إلى الخارج لإجراء عملية فصل دقيقة.
ووجه الدكتور “المتوكل”، نداءً إنسانياً إلى منظمة الصحة العالمية والمنظمات المعنية بالشأن الإنساني والأمم المتحدة والصليب الأحمر واليونسيف، داعيا إلى إنقاذ أبناء الشعب اليمني الذين يمرون بحالة حرجة، لافتا إلى أن وضع النظام الصحي الذي دمر في اليمن بفعل الاستهداف الجوي والحصار الذي يفرضه تحالف العدوان لم يسمح بتقديم الرعاية للكثير من اليمنيين في مستشفيات اليمن، وأشار إلى أن عدم توافر الأجهزة الطبية اللازمة التي يمنع تحالف العدوان دخولها إلى اليمن، ما حال دون إجراء الكثير من العمليات الجراحية في كل مستشفيات اليمن. وندد الدكتور “المتوكل” بالحصار الذي يفرضه تحالف العدوان السعودي الأمريكي على مطار صنعاء، ومنع الرحلات الجوية في وجوه عشرات الآلاف من الأطفال اليمنيين الذين أصيبوا بأمراض مزمنة وعجزوا عن السفر للخارج توفي منهم الآلاف خلال الفترة من الـ 8 اغسطس2016 تاريخ اغلاق المطار وحتى يومنا هذا. كما دان وزير الصحة اليمني عجز الأمم المتحدة في تنفيذ تعهداتها لهؤلاء الأطفال باقامة جسر طبي رغم انها نفذت تعهداتها للنظام السعودي فيما أسمته الشكر والمديح لقبولها بتسيير هذا الجسر دون ان يكون هناك جسر طبي على الإطلاق .
وقال الدكتور “المتوكل” إنه لحري بالنظام السعودي أن يكف عن جرائمه المروعة بحق الأطفال والنساء، وأن يرفع الحصار الجائر الذي يفرضه على الشعب اليمني. فمن يقتل شعبا بالحصار والعدوان لا يمكن له أن يدعي الإنسانية من خلال الاعمال الاعلامية فهو من يحاصر الشعب اليمني ، ويغلق المطارات في وجوه المرضى والمسافرين ، ويمنع سفن الادوية والوقود والغذاء من الوصول إلى اليمن. ودعا الدكتور “المتوكل” شعوب العالم إلى التضامن مع اليمن والتنديد بالحصار الجائر المفروض عليه من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي، كما أشاد بالمواقف الإنسانية المتضامنة مع اليمن. وأضاف: “ندق ناقوس الخطر وخاصة بعد توقف جزئي لثلاثة مصانع أكسجين الأمر الذي يعرض الآلاف من المرضى للوفاة وخاصة الموجودون في غرف العنايات المركزة بمراكز العزل والمستشفيات وحضانات الأطفال وغيرها”. واعتبر الدكتور “المتوكل” أن منع تحالف العدوان دخول المشتقات النفطية يعني الحكم بالإعدام على مئات الآلاف من المرضى، ويقوض عملية مواجهة فيروس كورونا بمراكز العزل في مختلف المحافظات.
تقرير منظمة “أوكسفام” حول الأزمة الصحية في اليمن
أعربت منظمة “أوكسفام” الدولية، في تقرير عن الوضع الإنساني في اليمن والذي نشرته في ال 18 من كانون الأول، إن الدمار الواسع النطاق للخدمات الصحية والبنية التحتية للابار المائية في البلاد جعل اليمن عرضة لفيروس “كورونا”. كما أن اليمن يواجه نقصاً حادّاً في المعدات ولا تعمل سوى نصف المراكز الصحية في البلاد. وينتشر الملايين في مخيمات اللاجئين بسبب سوء التغذية والصرف الصحي. كما ارتفع وباء الكوليرا بشكل حاد، حيث أصيب بهذا الوباء أكثر من مليون شخص ومات ما لا يقل عن 3000 يمني خلال السنوات الماضية”. كما أكد تقرير هذه المنظمة على دور تحالف العدوان والضربات الجوية والحصار المفروض على اليمن منذ خمس سنوات ونصف، في خلق مجاعة كبيرة في هذا البلد الفقير.
ولفت التقرير إلى أن أزمة انعدام الأمن الغذائي ترجع إلى مزيج من الأسباب المعقدة والتي منها الانهيار الاقتصادي الناجم عن الصراع الدائر وفقدان فرص العمل نتيجة تفشي فيروس “كورونا” في العديد من المناطق والمدن اليمنية والذي أدى بدوره إلى زيادات كبيرة في أسعار المواد الغذائية في الجنوب ونقص المشتقات النفطية في الشمال. وإضافة إلى ذلك، أدت آفات الجراد والفيضانات إلى إلحاق أضرار بالغة بإنتاج الغذاء في بعض المناطق اليمنية. ووفقاً لمنظمة “أوكسفام”، فإن 3 ملايين امرأة وفتاة معرضات لخطر العنف الأسري، وقد زاد العنف ضد المرأة بأكثر من 63 في المئة في العامين الماضيين في اليمن وذلك بسبب أزمة المجاعة، لأنه مع انخفاض الدخل، تجد العائلات صعوبة في كسب لقمة العيش.
اليونيسف تحذر.. انقذوا أطفال اليمن
كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” أعلنت خلال الفترة الماضية، أن حياة ملايين الأطفال في خطر كبير مع اقتراب اليمن أكثر من حافة المجاعة. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف “هنرييتا فور”، في بيان صدر عنها قبل عدة أيام،: “يسير اليمن رويداً رويدا نحو ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود، ما يعني أن الخطر على حياة الأطفال بات أكبر من أي وقتٍ مضى”. وأضافت: “إشارات التحذير واضحة منذ مدة طويلة جداً، هناك أكثر من 12 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة الإنسانية “. وذكرت المسؤولة الأممية أن اقتصاد اليمن يترنح ونظامه الصحي وصل إلى حافة الانهيار منذ سنين وبنيته التحتية العامة الحيوية قد تضررت أو تدمرت جراء القتال وهناك تجاهل فاضح وصادم للقانون الإنساني الدولي. وأوضحت أن الفقر المزمن وتراجع عجلة التنمية، وأكثر من خمس سنوات من النزاع الذي لا يزال مستمراً، جعل الأطفال وأسرهم عرضة لمزيج قاتل من العنف والمرض. وأشارت المديرة التنفيذية لليونسيف، إلى أن المساعدات الإنسانية وحدها لن تمنع حدوث مجاعة ولن تضع حداً للأزمة في اليمن فالأهم، هو وقف الحرب ودعم الاقتصاد وزيادة الموارد المقدمة لليمن، مشددة بالقول “لا مجال مطلقاً لإهدار الوقت” .
وفي سياق متصل، أكدت “هنرييتا فور”، أن أطفال اليمن بحاجة إلى السلام، ويجب وقف النزاع الوحشي من أجل العودة إلى حياة الطفولة، والتمكن من إعادة بناء اليمن في نهاية المطاف. ووفق البيان الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” فقد وصلت معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في بعض مناطق اليمن إلى مستويات قياسية مسجله زيادة بنسبة 10 في المئة هذا العام فقط. وذكر هذا البيان، أن نحو 325 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وأكثر من خمسة ملايين طفل عرضة لخطر متزايد للإصابة بالكوليرا والإسهال الحاد.
المصدر/ الوقت