التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

مناورات فصائل المقاومة.. أحلام الصهاينة في خبر كان 

لاشك بأن التطبيع طغى على المشهد السياسي في المنطقة العربية، وخاصة أن أكثر من دولة تم جرها أو ذهبت طواعية نحو هذه المتاهة، والجميع أدرك أن تطبيع هذه الدول كان مجانياً بالكامل ولم تحظَ الدول المطبعة بأي ميزات حقيقية، وانما وعود وهمية لهذه الدولة وتلك، والأهم أن الشعوب العربية التي تعاني الويلات الاقتصادية غير راضية عما يقوم به حكامها، ورأينا موقف الفلسطينيين من الوفود الاماراتية والبحرينية، في المسجد الأقصى وحتى في الكينسيت عندما خاطب النائب العربي سامي أبو شحادة مسؤولين اماراتيين حضروا جلسة في الكنيست قائلا لهم : “كنا نظن أنكم محسوبون على العرب”، ليختم بالقول “ان لم تستحِ فافعل ما شئت” و”عيب”.

اذا المناخ العربي غير راض عما تقوم به الامارات وغيرها، والمفاجئ اليوم أن حركات المقاومة الفلسطينية لم تنتظر أن تعود هذه الدول العربية لرشدها، لتعلن يوم أمس عن مناورة عسكرية هي الأولى من نوعها بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة،

وجاء في البيان: “في إطار تعزيز التعاون والعمل المشترك بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وتجسيداً لجهودها في رفع جهوزيتها القتالية بشكل دائم ومستمر، ونتاجاً لحجم الاستعدادات القتالية التي تقوم بها، فإننا نعلن جهوزيتنا لتنفيذ مناورات عسكرية مشتركة للمرة الأولى، سنعلن رسمياً عن تفاصيلها وتوقيتاتها وفق مقتضيات الميدان”.

ودعت الجميع إلى التحلي بالمسؤولية وأخذ المعلومات بهذا الخصوص من مصادرها الرسمية. ووفق تقارير محلية، فإن هذه المناورة العسكرية ستحمل اسم “الركن الشديد”، وستشارك فيها عدة أجنحة عسكرية منضوية تحت لواء الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة.

الأخبار الواردة تفيد بأن المناورة ستكون يوم الأحد القادم، ويقال بأنها مناورة عسكرية ضخمة في مختلف أنحاء قطاع غزة، ستمتد لنحو 12 ساعة متواصلة، يُصاحبها إجراءات أمنية مكثّفة تُطبق من قبل الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية في القطاع. ولم يكشف عن نوع الأسلحة ولا عن الفعاليات العسكرية التي ستشملها المناورة، ولا كيفية بدئها، ولا طريقة التعامل في ذلك اليوم خلال المناورة المشتركة هذه.

وهذه ستكون أول مناورة عسكرية مشتركة لفصائل المقاومة في القطاع، حيث لم يسبق أن اشتركت في ميدان واحد في التدريبات، حيث سبق وأن نفذت الفصائل المسلحة تدريبات ومناورات بشكل فردي.

وتخلل التدريبات السابقة، وأضخمها نفذت قبل أكثر من عامين للجناح العسكري لحركة حماس – كتائب القسام، إطلاق صواريخ تجريبية تجاه البحر، وانتشارا موسعا لأعضاء الجناح العسكري، وتنفيذ مناورات تشمل خططا لعملية اقتحام مواقع عسكرية، أو الاشتباك مع قوات للاحتلال.

الرسائل والدلالات

أولاً: تحمل المناورات المقبلة الكثير من الرسائل على جميع المستويات، لعل أولها موجهة لكيان الاسرائيلي، وتحذيره من مغبة الانجرار نحو استهداف قطاع غزة بأي شكل من الاشكال لأن الرد سيكون قاسياً ومدوياً، وخاصة أن الفصائل الفلسطينية أصبحت تمتلك قوة عسكرية لايستهان بها، وقد اختبر العدو الصهيوني بعض هذه الاسلحة في حرب غزة الاخيرة، ولا نعتقد انه سيتجرأ على استهداف القطاع، لأنه غير مهيأ أساسا من الداخل للقيام بحرب، والأهم أن الداخل الاسرائيلي يعاني من التشرذم والانقسام وسيكون هناك آراء مختلفة في حال حصول اي حدث عسكري جديد، خاص وان الحكومة الاسرائيلية بحكم المنتهية الصلاحية، ولو لم يقدم بعض العرب على التطبيع لكانت اسرائيل في أسوأ حالاتها اليوم، لكن بعض العرب منحوها بعض الاوكسجين، إلا ان المقاومة ستحوله إلى ثاني اكسيد الكربون بالقريب العاجل.

ثانياً: المقاومة على المستوى السياسي لم تبخل بالبحث والسعي نحو مصالحة فلسطينية شاملة، لكن السلطة الفلسطينية طعنتها في الظهر، عندما اعادت التنسيق الامني مع اسرائيل، ومع ذلك المقاومة صامدة وهي تعتمد على نفسها في الدرجة الاولى وعلى الشعب الفلسطيني داخل الاراضي المحتلة، وقدرته على مواجهة الاحتلال بعيدا عن مصالح السلطة، وكانت حركة حماس أكدت قبل يومين في بيان أصدرته أن “خيار المقاومة هو القادر على لجم الاحتلال ووقف اعتداءاته بحق أرضنا”، وقد دعت فصائل المقاومة الفلسطينية، الشعب الفلسطيني للمزيد من هذه العمليات البطولية، وذلك عقب عملية نفذها شاب فلسطيني ضد جنود الاحتلال عند إحدى بوابات المسجد الأقصى، وأكدت أن العملية “هي الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال”.

ثالثاً: الکیان الاسرائيلي مرعوب من تعاظم القدرات العسكرية البحرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، ففي الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي تحييد الأنفاق الهجومية من قطاع غزة، تتصاعد دعوات القيادة الأمنية في تل أبيب للاستعداد للبدائل التي تعكف حركة حماس على تطويرها، خصوصاً القدرات البحرية التي دخلت الخدمة في المواجهة العسكرية، ونجحت في إحداث اختراق للحدود البحرية بين غزة وإسرائيل في حرب عام 2014.

وترى إسرائيل أن حماس رفعت من وتيرة تطوير إمكاناتها القتالية البحرية، وتعمل على تدريب مقاتلين مجهزين لإحداث عمليات في حال نشوب معركة عسكرية جديدة بين المنطقتين، الأمر الذي بإمكانه أن يغير قواعد أي عملية مفتوحة، ويقول قائد قاعدة “أسدود البحرية” يوفال أيلون، إن “حماس تدرك أن اليابسة أمامها آخذة بالانغلاق، لذلك فإن المجال البحري والجوي باتا يشكلان تحدياً أمام الجيش”.

رابعاً: فشل الاسرائيليون في تحييد صواريخ المقاومة، والأقسى من هذا على الصهاينة أن صواريخ المقاومة تتطور بشكل يومي ومستمر، إذ لم يعد التطور محصوراً في مديات الصواريخ كما في حرب 2014، بل تعدّاها إلى الرأس المتفجر والقدرة التدميرية، إضافة إلى زيادة الدقة، وإن كان التحدي الأساسي لغزة هو تصنيع كميات كبيرة أو التصنيع المتواصل والسريع، على رغم وجود دلالات على وفرة في المخزون، كما تقول المقاومة. ويقول خبراء عسكريون إنه مع فشل إسرائيل في وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المدن والقواعد العسكرية الإسرائيلية، يعكس استخدام المقاومة صواريخ جديدة التطور النوعي لهذه الصواريخ من حيث مداها وقدرتها.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق