مسؤول بحزب الله : سليماني لم يركز في عمله على الشؤون العسكرية بل تعداها إلى التاريخية والجغرافية
سياسة ـ الرأي ـ
أكد مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله اللبناني الحاج حسن حب الله، إن الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، لم يركز في عمله على الشؤون العسكرية والأمنية فحسب، بل تعداها إلى التاريخية والجغرافية.
وقال الحاج حسن حب الله في مقابلة مع موقع “إسلام تايمز” بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال قادة النصر الشهيد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، “لم يكن داب الجنرال سليماني بالشؤون العسكرية والأمنية فقط، بل تعداها الى التاريخية والجغرافية”.
وأضاف ان “الجنرال قاسم سليماني كان يهتمّ بأدق التفاصيل في كلّ خطواته خصوصا المعارك التي كانت تتعلق بفلسطين فتصبح التفاصيل لديه عشقاً، لدرجة أنه كان يتابع المعارك ويحفظ بدقة احياء وشوارع في غزة أو جنين ويتحدث فيها باسهاب وعن ظهر قلب”.
وقد قاد الجنرال سليماني الفيلق الشهير طيلة ما يقارب 21 سنة، شهدت خلالها فلسطين ولادة انتفاضة الأقصى الثانية عام (2000) والتي نقلت قدرات المقاومة الفلسطينية نقلة نوعية اسهمت في تثبيت قواعد اولية على طريق الردع فلا يوجد في فلسطين صاروخ، أو حتى بندقية، ليست عليها بصمة الشهيد سليماني.
وبعد خروج العدو الصهيوني من غزة التقى الجنرال سليماني مع كل القادة الفلسطينين الميدانيين والسياسيين دون استثناء ، وكان يصغي إليهم في أدق التفاصيل.
ويعمل على فض الخلافات فيما بينهم ويلتقيهم في ايران وسوريا واماكن لم تكن في الحسبان .
فقد رسم القائد سليماني استراتيجيات دقيقة لكلّ ما يتعلق بفلسطين والقدس والضفة والقطاع وحمل على عاتقه شؤون وشجون الاسرى والجرحى وعوائل الشهداء و ان هذا ما دفع الشهيد إلى استشراف نقاط الضعف والقوة لدى العدو ويولي اهتماما خاصا للصواريخ والأسلحة كي تصل الى اماكن تواجدها وتُغيّر المعادلات والحديث عنها يطول من حيث تهيئة كل الظروف من مخاطر النقل والتجميع والتصنيع فضلا عن دفوع الشهداء والاسرى الذين كانوا شهداء على طريق فلسطين .
وفيما يتعلق بسوريا، أوضح “فيما يتعلق بمحور المقاومة في سوريا فقد أمن الجنرال سليماني كل التسهيلات الكبيرة من القيادة السورية للمقاومة الفلسطينية، من تامين دعم الى إجراء تجارب صاروخية في البادية السورية، إلى جانب امتيازات أخرى كثيرة”.
وتابع إن الاختبار الصعب برز في الحرب الكونية على سوريا فالجنرال سليماني لم يقطع العلاقة حتى في أسوأ مراحل التوتر بين حماس وإيران، وأبقى التواصل مع الحركة، ولاسيما جناحها العسكري الذي استمرّ في تزويده بالسلاح والمال من دون تأخير أو تردد.
وعن الدور الاستراتيجي للشهيد سليماني في ملف فلسطين، وتطبيق نظرية الإمام الخميني بأن النضال لا التفاوض والصاروخ بدل الحجر قال الحاج حسن حب الله إن النضال ضد الصهيونية شكّل أحد الأركان الرئيسية لفكر الإمام الخميني السياسي.حيث تبلورت هذه الرؤيا لدى الجنرال سليماني وقادة الثورة .
فالإمام أرسى أسس القضية الفلسطينية بعد الانتصار باستقباله قادة الثورة الفلسطينية بقيادة الرئيس الرمز ياسر عرفات مفتتحاً بذلك أول سفارة لها ورافعاً علم فلسطين على ربوعها تاكيداً منه بان فلسطين كل فلسطين للفلسطينيين من البحر الى النهر .
وعن دور الشهيد سليماني في انتصارات حزب الله في حروب إسرائيل قال الحاج حسن حب الله: كان للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني دوراً محورياً في انتصارات المقاومة في لبنان لاسيما في حرب يوليو/ تموز 2006 وكان أحد القادة المباشرين في غرفة العملیات المرکزیة لتلبیة الحاجات الطارئة والملحة ولإعطاء الرأي في بعض الخطط العسكریة التي تواکب مواجهة العدو”في “عدوان تموز سنة 2006 .
فالحاج قاسم سلیماني أبی أن یغادر لبنان في عز المعارك وأشد الحروب التي استخدم فيها العدو كل الته العسكرية وحلفائه من حلف الاطلسي والولايات المتحدة الاميركية “.
فالجنرال قاسم سليماني الذي يأتمر بولي امر المسلمين السيد علي خامنئي اراد من خلال مشاركته لعدوان تموز ان يمهد الطريق للمعركة الكبرى التي رسم استراتيجيتها على طريق فلسطين.
وعن دور سليماني في ربط حلقة المقاومة بين إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين قال الحاج حسن حب الله: إذا ألقينا نظرة إلى التحولات السياسية والثقافية في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما القضايا الهامة والخطيرة، ندرك اهمية الجنرال قاسم سليماني ابن الثورة الإسلامية التي استطاعت أن تحتل موقعاً متميزاً في أوساط المسلمين وحركات التحرير في مختلف أنحاء العالم، والاضطلاع بدور ايجابي للغاية في صحوة المسلمين وأصحاب الفكر الحر لاسيما في منطقة الشرق الاوسط التي رسم الجنرال سليماني شكل محورها المقاوم والمناهض للمشروع الصهيو أمريكي.
فليس صدفةً أن ينشر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي دراسةً لافتة، عنوانها الأساس أنّ حرب الشمال المقبلة ستكون مدمِّرة، بالتّزامن تقريباً مع الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الشهيد قاسم سليماني، والقيادي في الحشد الشعبي العراقي الشهيد أبو مهدي المهندس. وليس صدفةً أيضاً، أن يتوافق مضمون هذه الدراسة، حول الأخطار التي ستتهدّد “إسرائيل” في أوّل حربٍ مقبلة مع مدرسة الحاج قاسم سليماني التي زرعها في عصب محور المقاومة، بما تتضمّنه من أساليب القتال وتكتيكات المناورة، وسيناريوهات المواجهة، وذلك في اطار الصّراع ضد “العدو الإسرائيلي”.
وعن عبارة قائد الثورة السيد الخامنئي ، أن “الشهيد سليماني هزم أمريكا في حياته وفي مماته”؟ قال الحاج حسن حب الله: بكل تأكيد هذا ما أكده آية الله خامنئي، بأن الشهيد سليماني هزم الاستكبار الأمريكي في حياته، واستشهد على ذلك بما قاله الرئيس ترامب، من أن أمريكا انفقت سبع ترليونات دولار في المنطقة، في حين أنه أرغم على زيارة قاعدة عسكرية في العراق سراً ولعدة ساعات فقط وتحت جنح الظلام .
كما أن فضيحة أمريكا وهزيمتها في العراق وسوريا، والقضاء على عصابات “داعش” واخواتها صناع أمريكا وحلفائها كانت من صنع الجنرال سليماني ورجاله الرجال .
أما الهزيمة التي الحقها الشهيد سليماني بعد استشهاده بأمريكا، فتمثلت بمراسم التشييع المهيبة للشهيد سليماني و المهندس، والتي شارك فيها عشرات الملايين في العراق وايران، وهو تشييع منقطع النظير، الأمر الذي أذهل جنرالات الحرب لقوى الاستكبار، وكان بمثابة الصفعة الأولى للأمريكيين، والتي اعقبتها صفعات القصف الصاروخي لقاعدة “عين الأسد” الأمريكية، وعزيمة الشباب الثوري التي تعمل على طرد الأمريكيين من المنطقة.انتهى