التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

العميد رمضان: جهود سليماني أجبرت الصهاينة على أن ينسوا شعارات من النيل الى الفرات 

سياسة ـ الرأي ـ
يؤكد العميد رمضان أن “مهمة الشهيد قاسم سليماني بعد فترة الدفاع المقدس وتسلمه قيادة قوة القدس في الحرس الثوري هي تقوية جبهة المقاومة لمواجهة الكيان الصهيوني وتهيئة المقدمة والأرضية لتحرير بيت المقدس قبلة المسلمين الأولى، وهذا أمل ومطالبة من كل الأمة الاسلامية”.

وفي حديث لـ”العهد”، يلفت العميد رمضان الى أن الأعداء بعد 70 عامًا على احتلال فلسطين، ما زالوا يسعون أكثر لتثبيت أنفسهم هناك ويأتون بعدد أكبر من الأشخاص ويبنون المستوطنات ويسعون لتهجير الفلسطينيين بالقوة، ويعملون دومًا على الهجوم على الدول الاسلامية مثل لبنان وسوريا”، مشيرًا الى أن “المجموعات الفلسطينية كذلك بمختلف رؤاها منذ اليوم الأول تناضل ضد الكيان الصهيوني، وتشكلت مجموعتان، احداهما تعمل على مسار المفاوضات والثانية تعمل على مسار النضال فقط ضد الصهاينة، وخلال السنوات الـ70 الماضية وبسبب قلة الامكانيات وعدم دعم المقاومة بشكل جاد من الدول الاسلامية، كنا نرى أن مجموعة نهج التسوية والتفاوض هي التي تبرز، رغم المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني”.

وبعد عرض لواقع القضية الفلسطينية قبل عشرين عامًا، ينتقل العميد رمضان الى مرحلة دعم الفريق سليماني للمقاومة: “بعد دخول الفريق سليماني الى ملف دعم وتقوية جبهة المقاومة للنضال ضد الاحتلال الصهيوني، رأينا ان نهج المقاومة حقق الانتصارات ضد الصهيوني، واليوم نلحظ من تصريحات أصدقاء وحتى أعداء جبهة المقاومة قولهم جميعهم إن أبناء الشعب الفلسطيني انتقلوا من رمي الحجار الى الصواريخ التي باتت كابوسًا للصهاينة، وأجبروا الاحتلال على أن ينسى شعارات من النيل الى الفرات، فذهب مرغمًا الى بناء جدار حول الاراضي التي احتلها، كل ذلك هو نتيجة اختيار نهج المقاومة وشعور مجموعات المقاومة الفلسطينية بالثقة بالذات، تماما كما أدى النضال الناجح والمتسم بالتدبير الذي بدأه حزب الله في لبنان بقيادة القائد الشجاع والمدبر والمخلص لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله، الى الحاق أول هزيمة مرة بالعدو في حرب تموز 2006 اضافة الى آثار حرب الـ33 يوماً المهمة لجبهة المقاومة وكذلك الصهاينة”.

المتحدث الرسمي باسم حرس الثورة الاسلامية نوّه الى أن “الصهاينة في تلك الآونة كانوا يدعون أنهم وصلوا الى مرحلة من القوة العسكرية تمنع الجيوش العربية من هزيمتهم، ولكن ذكاء قائد جبهة المقاومة في لبنان السيد حسن نصر الله والتعاون المشترك مع الفريق سليماني قد ألحق أول هزيمة بالصهاينة واعترف بذلك كل العالم، وبعدها رأينا الهزائم المتتالية للصهاينة على يد الجهاد الاسلامي وحماس وبقية مجموعات المقاومة في فلسطين، وفي كل مرة يبدأ فيها الصهاينة الحرب، نرى أنهم يرفعون أيديهم مطالبين بوقف اطلاق النار. هذه الأجواء كلها تحققت بعد حضور الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني، عندها بدأت المقاومة تتلقى حلاوة الانتصارات المتتالية، لذلك يمكن أن نقول إن هرولة الصهاينة والاميركيين وحلفائهم في المنطقة للمجيء بالارهابيين، كله بهدف حرف النظر عن تحرير فلسطين والقدس وخلق أزمات هامشية”.

وحول مشاركة الفريق سليماني في قتال التكفيريين، يروي العميد رمضان أن “الاستراتيجية التي بدأ الأميركيون والصهاينة بتنفيذها كانت تكمن في خلق هامش آمن للصهاينة، وجرّ المواجهات والمعارك الى جغرافيا العالم الاسلامي وخاصة في سوريا والعراق، وذلك بذريعة المظاهرات التي كانت تسمى بـ”الربيع العربي”، ولذلك قام الصهاينة والاميركيون بتخطيط جديد وخلقوا جبهة “النصرة” و”داعش” و”احرار الشام” وأمثالها من الارهابيين لاشعال معارك في دولة مهمة في الجبهة الامامية لمحور المقاومة هي سوريا، وكان الأميركيون والصهاينة والسعوديون والاماراتيون يأملون بأن يشكلوا جبهة واحدة ضد الحركة الناجحة والمحبوبة وهي حزب الله في لبنان، وكذلك من يدعم المقاومة، ولذلك، قال سماحة السيد حسن نصر الله في مقابلته الأخيرة إن أول من شعر بالخطر في سوريا ونبه اليه كان الفريق سليماني، وهي كانت نقطة بداية عملنا لمواجهة المجموعات التي صنعتها اميركا و”اسرائيل” وحلفاؤهما، وتجسدت ذروة الأعمال الارهابية بما قامت به “داعش” وأمثالها من وحشية واحتلال لأراضي سوريا والعراق”.

العميد رمضان يؤكد أن دخول الشهيد سليماني ورفاقه الى الساحة، والى جانبهم الشعب والجيش والحكومة السورية، والشعب العراقي والمرجعية في العراق، اضافة الى طاقات حزب الله في لبنان، كل ذلك أدى الى هزيمة المشروع المعادي ورغم الاستثمار الكبير للأميركيين والصهاينة فقد تمت هزيمة هذا المشروع.

يذكر المتحدث باسم الحرس الثوري الايراني في مقابلته مع “العهد” “أننا لن ننسى الأيام الأولى من بدء المواجهات في سوريا حيث نظمت وزيرة خارجية أميركا آنذاك هيلاري كلينتون مؤتمرًا بمشاركة 82 دولة، كان يحمل اسم أصدقاء سوريا، حينها دعت كلينتون الى تسليح المعارضين للحكومة السورية، وكرر وزير خارجية السعودية في هذا المؤتمر نفس هذه العبارة”.

ويضيف “اذا كنا نريد أن نتعرف على أهمية محور المقاومة، علينا أن نعيد قراءة هذه التصريحات، فهؤلاء دخلوا بصورة علنية في حرب كبرى ضد الشعب السوري، وتسببوا بالخراب والدمار والتهجير الهائل والمجازر الوحشية، ولكن في نهاية المطاف تحقق النصر وفشل ذلك المشروع، وبسبب ذكاء محور المقاومة الذي يعود معظمه الى الرؤية الثاقبة لقائد الثورة الاسلامية وذكاء السيد حسن نصر الله والدعم والحضور الميداني للفريق سليماني ورفاقه المجاهدين من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان وسوريا، أفشلوا المشروع الأميركي ورفعوا رأس جبهة المقاومة،”، مؤكدًا أن “أحد الأسباب الرئيسية لاغتيال الشهيد سليماني كان يعود للهزائهم المتتالية لأميركا وتثبيت مكانة جبهة المقاومة”.

والى مرحلة ما بعد الشهادة ينتقل المتحدث الرسمي: “بعد شهادة الحاج قاسم والحاج ابو مهدي المهندس، في الساحة الميدانية والنضالية، كان هناك تضامن وتماسك كبيرين في مواجهة “داعش” وكل من كان يقوم بعمليات ارهابية، لكن الحدث التاريخي النادر تمثل بمطالبة مجلس النواب العراقي بطرد الاحتلال الاميركي من العراق، تكريس ذلك كوثيقة قانونية وطنية، وكمطالبة من جانب الشعب العراقي، واليوم نشهد أن الأميركيين يسعون للبقاء ويتسببون باشكاليات، ولكن من المؤكد أن هناك متابعة من جانب المسؤولين السياسيين في العراق والمرجعية والشعب العراقي لتنفيذ قرار مجلس النواب”.

في هذا الاطار، يؤكد أن “الأميركيين أينما تواجدوا في منطقتنا هم مصدر الشر والمشاكل وجميع شعوب المنطقة، خاصة الشباب المسلمين الذين يعرفون حقيقة أميركا واجرامها، وسيتحقق هدف طرد الأميركيين من هذه المنطقة، فهم موجودون في منطقتنا لنهب ثرواتها الهائلة، وهم لا يهتمون بمكانة الشعوب، وبعد نهبهم ثروات المنطقة يقومون بتحقير الزعماء العملاء لهم، ونرى ذلك في التصريحات التي يطلقونها حول المسؤولين السعوديين”، مشيرًا الى “أنه خلال العام الأخير رأينا ارتفاعًا في نسبة القلق عند الأميركيين، وهم يبحثون عن طريقة للخروج من هذه المنطقة، وسمعنا الرئيس الأميركي المجرم يتحدث عن خفض القوات في المنطقة”.

وفيما يشدد على أن الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس كان مجاهد الاسلام الكبير وبطل الشعب العراقي، يكرر العميد رمضان “الكلمة التي قالها الأخ المجاهد اسماعيل هنية في مراسم تشييع الحاج قاسم ورفاقه، والتي كررها ثلاث مرات وهي أن الشهيد سليماني شهيد القدس، وهذه حقيقة فنضال الشهيد سليماني كان لتسهيل وتمهيد الطريق لتحرير فلسطين والقدس الشريف”.

بحسب العميد رمضان فإن “العدو الأول للأمة الاسلامية هو الكيان الصهيوني وداعموه الأميركيون المجرمون، وهدفنا أن تتمكن الأمة الاسلامية من خلال الوحدة والثقة بالذات ومساعدة جبهة المقاومة من طرد الصهاينة من أرض فلسطين وتحرير القدس الشريف”.

ختامًا، توصية من المتحدث باسم الحرس الثوري الايراني: “كونوا على ثقة أن قضية الشعب الفلسطيني ستنتصر، لأنها قضية والنصر سيكون مع جبهة الحق بشرط أن نستمر بشكل جاد وقاطع على نهج الشهيد سليماني والشهيد المهندس، وذلك في ظل تدبير قائد الثورة الاسلامية وكذلك قائد الجبهة العربية للمقاومة السيد حسن نصر الله”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق