التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

نجل الداعية “سلمان العودة”.. والدي يتعرض لعملية قتل بطيء في سجون “آل سعود” 

انتهجت السعودية خلال السنوات الماضية سياسة الإرهاب ضد مواطنيها من المفكرين والحقوقيين والنشطاء السياسيين في الداخل، وكذلك ضد شعوب المنطقة ولقد توسّع هذا النهج بشكل كبير منذ تولي الأمير “محمد بن سلمان” زمام السلطة في السعودية وقيامه بتطبيق نظامه الأمني الجديد في العديد من مدن البلاد. ولقد كشفت العديد من المصادر الاخبارية أن “بن سلمان” قام بسجن العديد من رجال الدين غير الراضين عن سياساته المنفتحة في البلاد وكان من أبرزهم الشيخ “سلمان العودة” ويعتقد العديد من المحللين أن تصرفات ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” تنبع من مخاوفه بشأن فقدان منصبه كولي للعهد في البلاد وذلك لأنه وصل إلى هذا المنصب بسرعة كبيرة وكان في السابق أميراً عادياً داخل الأسرة السعودية الحاكمة.وحول هذا السياق، كشف “عبد الله”، نجل الداعية السعودي الموقوف الشيخ “سلمان العودة” قبل عدة أسابيع، تفاصيل عن المعاناة التي يواجهها والده منذ ليلة توقيفه من منزله بالرياض، في 9 أيلول 2017.

وحول ملابسات اعتقال والده، قال “عبد الله” إن “شخصا مجهولا هاتف والده في 9 سبتمبر 2017، وبدأ يتحدث عن المطعم الذي كان فيه يومها والمسجد، وكأنه يوصل له رسالة بأنه مُراقب”. وتابع “عبد الله”، “حين فتح والدي الباب كانت هناك مجموعة كبيرة بلباس مدني عرفوا أنفسهم بأنهم أمن دولة. أمسكوا بالوالد على عجل، وطلبوا منه الذهاب معهم، دون أن يخبروه بالسبب أو أن يبرزوا هوياتهم، مؤكدين أن الأمر لن يتعدى ساعات قليلة”. وأشار إلى أن والده خاض فصلا أكثر رعبا بمحاكمة غامضة في أيلول 2018 في ظروف سرية. وأوضح أن والده يواجه 37 تهمة بينها الإفساد في الأرض بتأليب المجتمع ودعوته للتغيير في الحكومة السعودية، والانضمام لاتحادات وجمعيات عالمية وتأليب الرأي العام وإثارة الفتنة. ووجه “عبد الله” انتقادات للنيابة العامة والقضاة، مشيرا إلى رفض السلطات حضور أطراف مستقلة لإجراءات التقاضي، مع الإبقاء على والده في الحبس الانفرادي حتى الآن.

ويوم الأربعاء الماضي، نشر نجل الداعية السعودي الشيخ “سلمان العودة”، تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، قال فيها، إن “والده يتعرض لعملية قتل بطئ في سجنه بالعاصمة الرياض.” وأوضح “عبد الله العودة” في سلسلة تغريدات على حسابه: “أعلن للأمة العربية الإسلامية والعالم أن الوالد سلمان العودة يخضع لعملية قتل بطيء داخل السجن في الرياض”. وأعرب “العودة”، أن هناك تدهوراً مخيفاً في صحته خلال الأشهر الأخيرة وإهمال طبي شديد”. وأضاف: “نحن نحمّل السلطات المسؤولية الكاملة عن كل ما يحصل للوالد”، مدشناً هاشتاغ (#لاتقتلوا_سلمان_العودة). وتابع قائلا: “هناك تعمّد تغييب للوالد عن الأنظار ومنع الاتصالات بالكامل، وتقطّع الزيارات، ولكن في جلسة المحكمة في منتصف نوفمبر الماضي، رأته العائلة وجهاً لوجه أخيراً فبدا هزيلاً ضعيفاً مشتّتاً مستسلماً تساوت عنده الحياة وعدمها، وهذا يؤكد سياسة القتل المتعمد”. وأكد نجل “العودة”، “أنه منذ شهر مايو إلى سبتمبر الماضي قطعوه تماماً عن العالم الخارجي حتى من الاتصال وساموه سوم العذاب”. وقال “العودة”: “نحن نشتبه في أنهم قد يكونون بعد إنهاكه اضطروه للأدوية وعبثوا بها، في محاولات خبيثة للإضرار بالوالد وقتله بشكل بطيء، وفقد الوالد نصف سمعه ونصف بصره في تدهور مستمر لصحته ووضعه”.

وسلط، عبد الله العودة، الضوء على قضية والده المعتقل، الشيخ سلمان العودة، معرباً عن قلقه من تدهور صحة والده بشكل متسارع. وقال، “إنه بينما استرعت قضية الناشطة السعودية المعتقلة، لجين الهذلول، انتباه العالم، لا يزال المئات من المعتقلين السياسيين في السعودية يقبعون في السجون، بعدما ألقي القبض عليهم، وتمت محاكمتهم بنفس طريقة محاكمة الهذلول”. وتابع “العودة”: “لقد كان والدي واحداً من هؤلاء المعتقلين، ففي يوم 18 نوفمبر، عانق إخوتي والدهم في محكمة الرياض الجزائية، التي حكمت على الهذلول”. وأوضح العودة، أن صحة والده البدنية والعقلية تدهورت بشكل متسارع نتيجة ثلاث سنوات من الإساءة والعزلة، مضيفاً إنه “خلال الشهور الخمسة الأولى من اعتقاله في سجن ذهبان بجدة، كبل الحراس والدهم من قدميه بالسلاسل، وعصبوا عينيه أثناء نقله بين الغرف، كما حرمه المحققون من النوم والدواء لأيام متتالية، وفق ما أخبر أفراد العائلة أثناء الزيارات”. وناشد العودة في نهاية مقاله، إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن”، برفع صوتها وإنقاذ والده قبل فوات الأوان.

وعلى صعيد متصل، تفاعل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع تغريدات “عبدالله العودة”، وأطلقوا وسم #لاتقتلوا_سلمان_العودة ، داعين المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي للتدخل من أجل إطلاق سراح الداعية السعودي. وقال الناشط السعودي “تركي الشلهوب”: “السجون وُجدت للمجرمين واللصوص وقُطّاع الطرق والمفسدين .. أما في السعودية فقد أصبحت مقابر للأحياء من المصلحين والمفكرين وأصحاب الرأي والنصيحة”. وألقى كثيرون باللائمة فيما يحصل للداعية “سلمان العودة” على ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”. فقال “حسين عمارة”: “اعتقال العلماء والأحرار في السعودية جريمة يتحمل مسؤوليتها أولا بن سلمان ثم العلماء والقضاة وحراس السجون الخاضعون له خوفا أو نفاقا”. وقال الناشط “ياسر أبو هلالة”: “وسم يجب أن يتصدر عالميا. جريمة السكوت على جريمة بهذا الحجم بحق رجل كان الملك سلمان يطلب مشورته! وكل جريمته إنه دعا للصلح بين الإخوة تغريدة قد تنقذ حياة الشيخ سلمان العودة”. ومن جهته غرد حساب “معتقلي الرأي” بالقول: “هل ننتظر أن يفقد العودة حياته بسبب الإهمال الطبي والقتل البطيء؟”.

الجدير بالذكر أنه نشبت خلال الايام الماضية حرب تغريدات على تويتر بسبب المخاوف من إعدام “العودة، الذي يُعد من أعلى الدعاة شعبية في المملكة ويوصف من قبل الباحثين المتخصصين في الشأن السعودي بالاعتدال، وله ملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي. واتخذت محاكمة “العودة” صدىً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء يوم السبت الماضي، وتصدَّر هاشتاغ “سننقذ سلمان العودة” قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في المملكة. وقال نجل “العودة”، إن “وسم #سننقذ_سلمان_العودة” وصل إلى التريند في السعودية رغم ما وصفه بحشود الذباب الإلكتروني والمجندين الأمنيين في أوكار البغي والاستبداد.. ويدل هذا على التعاطف الشعبي الضخم والانحياز إلى قيم العدالة في المجتمع والحمد لله. وأعرب المشاركون في الهاشتاغ عن تضامنهم الواسع مع الشيخ العودة، ووصفوا محاكمته بأنها “غير نزيهة”، كما طالبوا المملكة بالإفراج الفوري عنه. إن كل هذه الاحداث تؤكد بأن النظام السعودي أصبح خائفاً جداً من القيام بجرائم أخرى في حق أبناء الشعب السعودي والاقليات الشيعية لأنه أصبح يدرك جيدا أن المجتمع الدولي والمجتمع السعودي لن يظل مكتوف الأيدي وسوف يطالبون بمعاقبة القادة السعوديين وعلى رأسهم “ابن سلمان” إذا أقدم على حماقة جديدة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق