رئيس أركان جيش الاحتلال السابق:نمر بأيام صعبة وعلينا مواصلة الاستعداد للتهديدات
وكالات ـ الرأي ـ
عبر رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، الجنرال غادي آيزنكوت، عن قلقه الشديد من الأزمة الداخلية التي تعصف بالاحتلال الإسرائيلي، مقدما رؤيته في مختلف القضايا الداخلية والخارجية.
وأكد آيزنكوت الذي خدم الاحتلال أكثر من 40 عاما، وشارك في اتخاذ قرارات “حاسمة قاسية”، في مقال له بصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، إن “إسرائيل” في هذه الأيام تمر بفترة صعبة، وإضافة للتهديدات الخارجية فإن على “إسرائيل” أن تتصدى لأزمة سياسية خطيرة تترافق وتطرف الخطاب وتعظيم عدم الثقة في الساحة السياسية والمؤسسات الرسمية.
وأوضح أن “أزمة الاستقطاب والشرخ بين أجزاء المجتمع الإسرائيلي، تتعمق”، لافتا إلى أن “إسرائيل” بحاجة لزعامة تقود إلى التقدم، مع بلورة رؤيا تترافق واستراتيجية مناسبة، تعظم ثقة الجمهور بالمؤسسات الرسمية، وتعظم جودة الخدمة في القطاع العام، وخلق التوازن المناسب بين السلطات؛ التنفيذية والتشريعية والقضائية، في ظل فحص نقدي مسؤول”.
وأشار الجنرال، إلى أن “الأزمة الصحية المتطرفة (كورونا) في السنة الأخيرة أدت لضرر اقتصادي جسيم في شرائح واسعة من الجمهور الإسرائيلي، ومع بداية تطعيم السكان، نرى بوادر الأمل، ولكن لا يزال الطريق بعيدا عن نهايته، لأن الأزمة الاقتصادية بسبب كورونا عميقة، وسيستغرق الانتعاش منها سنوات”.
وإلى جانب هذا، “تبقى التحديات الأمنية قائمة دون صلة بالأزمة الصحية-الاقتصادية؛ هناك الساحة الفلسطينية، دول أعداء؛ سوريا ولبنان، حيث يشكل كل منهما ساحة عمل لإيران الساعية للهيمنة الإقليمية والسلاح النووي”، مضيفا أن “التحديات قاسية، ولكنها ليست بمثابة تهديد وجودي، فإسرائيل تحقق استراتيجية متداخلة تضمن تفوقها الأمني في ظل السعي الدائم لبناء القوة الوطنية والعسكرية”.
وقال: “برغم كل هذا، أنا قلق بالذات من الأزمة الداخلية المتعمقة، ومن عدم القدرة على تشكيل حكومة مستقلة؛ وفي نظري، هذا هو التهديد المركزي، تهديد على قدرتنا على تحقيق إمكانياتنا لمواصلة التطور وتحقيق حلم موقعي وثيقة الاستقلال؛ بدولة حلمها يعكس قيما يهودية، بقوة صلية تاريخية ودينية تعود لآلاف السنين”.
المصالح الأمنية
وأضاف: “إلى جانب تعزيز حصانتنا الداخلية، علينا أن نواصل الاستعداد للتهديدات الأمنية”، مشيدا باتفاقيات التطبيع الأخيرة مع عدة دول عربية”، مشددا على أهمية “تنفيذ سياسة أمنية فاعلة، لا تساوم في تحقيق المصالح الأمنية في ظل استعراض القوة الأمنية، كي نواصل سحق قدرات العدو وردع الجهات المعادية التي لم تسلم بعد بوجود “إسرائيل”.
حماية الاستيطان
وأشار لأهمية “مواصلة تعزيز العلاقات الخاصة بين تل أبيب والإدارة الأمريكية، وتعظيم دعم كل الأحزاب والارتباط بعموم الجمهور الأمريكي، في ظل الحفاظ على الشراكة العميقة بيننا”، وقال: “علينا أن نعمل بتنسيق مع كل من يرغب في التعاون معنا لتحقيق المصالح الاسرائيلية، الأمريكية ومصالح الدول السنية المعتدلة، لمنع قدرة نووية إيرانية”.
وفي ضوء التحديات في الساحة الفلسطينية، حذر من “الانجرار لدولة ثنائية القومية، لأنها كفيلة بأن تكون هدامة لمستقبل “إسرائيل” وهنا ينبغي السعي للانفصال عن الفلسطينيين، ومرغوب باتفاق عبر مسيرة متدرجة، مراقبة، مع تسويات أمنية متشددة في ظل تثبيت وحماية مناطق استيطان مركزية، بما في ذلك تنمية غور الأردن، انطلاقا من الفهم بأن المسؤولية الأمنية والتواجد الإسرائيلي فيه هو أمر دائم، وكل هذا بإسناد أمريكي”.
وفي قطاع غزة، “حيث يوجد كيان مستقل، يشكل قاعدة لتهديد “إسرائيل”، فإنه ينبغي السعي إلى اتفاق طويل المدى أساسه وقف نار مطلق، وتسوية لإعادة جنودنا الأسرى، وفقط عندها إعادة بناء القطاع وفتح ميناء، مقابل تجريد مطلق من قدرة إطلاق الصواريخ”.
وأما على المستوى الدولي، فلفت الجنرال إلى أهمية “مواصلة تعميق الميل لاستئناف وخلق علاقات سياسية واقتصادية وأمنية، مع كل دولة قريبة وبعيدة ترغب في ذلك، في ظل تعزيز السلام مع مصر والأردن”.
وفي نهاية المقال، أعلن عن عدم مشاركته في انتخابات الكنيست المقبلة، وقال: “قررت ألا أشارك في أي من القوائم السياسية في الانتخابات القادمة، سأواصل نشاطي الجماهيري، أدعم وأساعد من يعملون على تطوير زعامة مستقيمة الطريق، وذات رؤية استراتيجية وأمل”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق