أرملة ياسر عرفات تثير غضب الشارع الفلسطينيّ بتصريحاتها.. كيف ردّت حركة “فتح
عقب التصريحات التي أغضبت الشارع الفلسطينيّ ونشرتها صحيفة عبريّة، نقلاً عن أرملة الرئيس الفلسطينيّ الراحل ياسر عرفات، سهى الطويل، أصدرت الأخيرة بياناً حول هذا الموضوع الجمعة المنصرم ، وأكّدت أنّ كل ما تناقلته الصحافة هو خارج عن سياقه الأصليّ، وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، نقلت عن سهى عرفات أنّ أبو عمار مات مسموماً بشكل مؤكد، ولكن ليس على يد الكيان الصهيونيّ الغاصب، ونقلت الصحيفة عن عرفات قولها: “إنّ الجميع ظنوا بأن تل أبيب هي المسؤولة عن اغتياله، ولكنني لا اعتقد أن ذلك صحيح، لأن الفلسطينيين هم جيران للإسرائيليين” وكذلك لا يوجد أي أدلة على ذلك”، وفق ادعاء إعلام العدو.
ذكرت الصحيفة أنّ زوجة الرئيس الراحل ياسر عرفات تدعم عملية السلام وتدعم اتفاقيات التطبيع الأخيرة بين الكيان الغاصب والإمارات، والبحرين والمغرب، وأشارت إلى أنّ لدى سهى الطويل علاقات جيدة مع شخصيات صهيونيّة، في الوقت الذي زعمت فيه الصحيفة أنّ الطويل قالت إنّ “الانتفاضة الثانية” أو ما تعرف بانتفاضة الأقصى التي اندلعت أواخر عام 2000 بعد قيام رئيس وزراء العدو الأسبق، أرئيل شارون، بزيارة المسجد الأقصى، كانت خطأ كبيراً وأنّها لا تعرف من أقنع زوجها بالدخول بانتفاضة جديدة رغم انضمامه لعملية السلام، وأنها طلبت من زوجها إيقاف الانتفاضة ولكنه رفض.
ووفق البيان التوضيحيّ للشعب الفلسطينيّ، والذي نشرته سهى الطويل عبر صفحتها على انستغرام، فإنّها قامت بإجراء مقابلة مع التلفزيون التابع للعدو الصهيونيّ في فيلم وثائقيّ عن أبو عمار وسيعرض بعد أيام، لكن الصحافة العبريّة وفق الطويل أخرجت تصريحاتها عن سياقها الأصليّ.
وحول هذا الموضوع، بيّنت زوجة الراحل ياسر عرفات “أبو عمار”، أنها مُصرة على أنّ موضوع وفاة أبو عمار يوم 11 تشرين الثاني 2004، في مستشفى بيرسي العسكري بفرنسا، ما زال عند القضاء ولا تستطيع أن تتهم أحداً بقتله حتى العدو الصهيونيّ لأنّ ليس لديها أي دليل على ذلك حتى هذه اللحظة، ولا ترغب في إلصاق التهمة بأيّ أحد لتجنب حدوث ما أسمتها “معارك سياسيّة كيديّة” في الداخل الفلسطينيّ من دون دليل قاطع، في الوقت الذي يعتبر الكيان الإرهابيّ المتهم الأوحد في قضيّة وفاة أبو عمار المثيرة للجدل.
وفي هذا السياق، اعتبرت الطويل أنّ تصريحاتها لم تتغير منذ وفاة أبو عمار، متحدثة أنّها عبرت عن آرائها في الفيلم الوثائقيّ الصهيونيّ، والذي تضمن رأيها بأنّ الانتفاضة كانت أمراً خاطئاً، وتسببت بخسارات كبيرة لأنّها لم تكن حرباً متساوية وفق ادعائها، موضحة أنّها ستعبر عن رأيها بكل جرأة.
يشار إلى أنّ الانتفاضة التي تحدثت عنها الطويل حدثت بعد قيام رئيس وزراء العدو الأسبق، أرئيل شارون، بزيارة المسجد الأقصى أواخر عام 2000، الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون وقتها تدنيساً لأرض المسجد الطاهر، ما أدى إلى قيام الشباب الفلسطينيّ بالتصدي لتلك الزيارة لإفشالها رغم أنّه كان بحماية 3 آلاف جنديّ صهيونيّ، ويعتبر الفلسطينيون انتفاضة الأقصى “نقطة مضيئة” تحمل إلهاماً لكل الأجيال لمواصلة النضال والمقاومة بوجه منهج الاستئصال والإخضاع، الذي يمارسه العدو الصهيونيّ الغاشم.
ووفق الوقائع التاريخيّة، اشتعلت انتفاضة الأقصى بعد 7 سنوات من التوقيع على اتفاق “أوسلو” الذي دشن لمرحلة جديدة أُريدَ لها أن تكون تكريساً للأمر الواقع، حيث ظن الكثيرون أن الشعب الفلسطينيّ قد طوى صفحة النضال والمقاومة، بل كان هناك رهان على أن المنطقة كلها ستودع تاريخها وروحها وتدخل في حقبة السلام المدنس، ليسقط الفلسطينيون الرهان على اتفاق أوسلو وليعيدوا الاعتبار لقضيتهم ولبندقيتهم، رغم سقوط عدد من الشهداء والجرحى بعد أن زرع المحتل الأرعن الموت والدمار في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينيّة.
وهنا لا بدّ من التذكير بأنّ العدو الإرهابيّ قام في اليوم التالي لزيارة شارون المجرم 29/9/2000 بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل التسليم من صلاة الجمعة وجرت مواجهات في ساحات الأقصى بين المصلين وجنود الاحتلال أسفرت عن سبعة شهداء و250 جريحاً، ثم امتدت الاشتباكات إلى كل أرجاء فلسطين والضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق الـ 48 ما شكل بداية للانتفاضة المباركة الثانية، وقدم فيها الفلسطينيون في الأرض المباركة مئات الشهداء وآلاف الجرحى دفاعاً عن أرضهم وأقصاهم.
وما ينبغي ذكره أنّ، رئيس المكتب الإعلاميّ لحركة فتح، منير الجاغوب، طالب أرملة الرئيس الفلسطينيّ الراحل ياسر عرفات، أن تنأى بنفسها عن المشاركة في الحملة التي يشنها أعداء الشعب الفلسطيني لبث اليأس في صفوفه وتبييض صورة كيان الاحتلال والمتعاونين معها، سواءً أكانوا من المهرولين إلى التطبيع، أم أولئك الذين ارتضوا لأنفسهم الاحتماء بالمطبّعين والترويج لمشاريعهم المناقضة لآمال وطموحات الشعب الفلسطينيّ، وللأهداف التي قاتل واستشهد من أجلها آلافُ المناضلين.
المصدر/ الوقت