التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

4 نقاط رئيسة حول العرض الأمريكي الجديد للرئيس الأسد 

بينما أدى التدخل الأجنبي العلني والسري في تطورات لبنان، طوال السنوات والأشهر الماضية إلى تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في هذا البل ، حاولت واشنطن دائما ركوب الموجة السياسية والدعاية واستغلال الاحتجاجات اللبنانية باعتبارها منصة لتعويض الهزائم التي تلقتها من محور للمقاومة في تطورات المنطقة، ومع ذلك ، فإن عمليات الكشف التي تتم عن دور البيت الأبيض خلف الكواليس في تطورات هذا البلد كانت دائما عاملاً مهما في تسليط الضوء على تناقض الأقوال والأفعال الأمريكية لدى الرأي العام اللبناني. على سبيل المثال، في وقت تتهم فيه أمريكا حزب الله مرارا بعرقلة تشكيل حكومة جديدة، بعد الإعلان عن خطة فرنسا لتشكيل حكومة بسرعة وتفاؤل اللبنانيين في ملء الفراغ في السلطة، اتضح أن البيت الأبيض عارض خطة ماكرون ما ادى الى فشلها.

ولا تزال هذه التدخلات متواصلة، ففي هذا الصدد نقلت وسائل إعلام لبنانية عن رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني وئام وهاب قوله إن أمريكا والكيان الصهيوني عرضا على الرئيس الاسد مقترح إعادة النفوذ في لبنان والسيطرة على ادلب واعادة اعمار هذا البلد بشرط أن تتخلى الحكومة السورية عن هضبة الجولان المحتلة، الاقتراح الذي رفضه بالطبع الرئيس السوري بشار الأسد.

ورغم أن مثل هذه الاقتراحات ليست جديدة، كانت واشنطن قد عرضت في السابق على الرئيس بشار الأسد البقاء في السلطة بشرط إنهاء تحالفه مع محور المقاومة، إلا أن الكشف الأخير يثبت بالكامل النظرة الاستعمارية الأمريكية المتساوية لدول المنطقة التي لها نفوذ فيها. إذ إن منح سوريا وجوداً ونفوذًاً في لبنان هو انتهاك لسيادة هذا البلد الوطنية كما أن الوجود العسكري الأمريكي غير القانوني والمتسلط في العراق وسوريا يتعارض مع المعايير الدولية في ضرورة احترام السيادة الإقليمية للدول.

يمكن رؤية رفض هذه النظرة الصهيونية لحكام البيت الأبيض بشكل أوضح في تطورات فلسطين. فإضافة إلى الاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة، حدد البيت الأبيض في الأشهر الأخيرة، المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية ومرتفعات الجولان كأراضٍ إسرائيلية، وبالنظر إلى الاتجاهات الحالية، من المرجح أن يكرر البيت الأبيض تلك الاجراءات تجاه مزارع شبعا اللبنانية ومناطق الباقورة والغمر في الأردن المحتلة من قبل الصهاينة.

من ناحية أخرى، فإن اقتراح تهيئة الظروف لدول أخرى للتأثير على الوضع في لبنان يعني اطلاق يد الكيان الصهيوني باعتباره الحليف الأهم لواشنطن في المنطقة والعدو الرئيس لمصالح الشعب والدولة اللبنانية، التفجير المشبوه في ميناء بيروت، والذي أطاح بحكومة حسان دياب وخلق فراغا سياسيا لعدة أشهر، فضلاً عن عقوبات اقتصادية على البنوك اللبنانية والضغط على 14 آذار لعدم التحالف مع حزب الله، تأتي جميعها في ظل اوضاع لبنان المضطربة ومن أجل اجبار بيروت على التفاوض مع الكيان الصهيوني حول ترسيم الحدود لتحديد مصادر الغاز في البحر الأبيض المتوسط ​​، حتى يتمكن الكيان الصهيوني من صيد سمكته الكبيرة من مياه التطورات اللبنانية العكرة.

البعد الثالث لأهمية العرض الأمريكي لسوريا هو أن أسباب الضغط الأمريكي المكثف بمساعدة الحلفاء الإقليميين لنزع سلاح المقاومة في لبنان أصبحت ملموسة أكثر، القوة العسكرية لحزب الله والقوة الرادعة التي خلقتها المقاومة في لبنان ضد الكيان الصهيوني هي أهم عقبة أمام تنفيذ المخططات الاستعمارية الأمريكية في لبنان، وهذا هو السبب الرئيس للهجوم الإعلامي الكبير والضغط السياسي والاقتصادي لتطبيق نزع سلاح لبنان تحت غطاء الشعارات السلمية، وعلى الرغم من الإعلان الرسمي عن ضم هضبة الجولان، إلا أن أمريكا والكيان الصهيوني لا يثقان باستقرار هذا الوضع، فمن خلال الاقتراح الأخير يظهران مدى خوفهما من قوة محور المقاومة بشأن التطورات المستقبلية في الجولان المحتل، لكن يجب النظر إلى البعد الرابع لأهمية الكشف الأخير، في اعتراف البيت الأبيض بتورطه في التخطيط لاستمرار الأزمة السورية. ففي الوقت الحالي، أعاقت الدول الغربية، بذرائع مختلفة وتحت غطاء الشعارات الإنسانية، تحرك الحكومة السورية لطرد الإرهابيين الأجانب من إدلب (باعتبارها آخر معقل رئيس للإرهاب في سوريا)، ومن ناحية أخرى فرضت عقوبات واسعة على دمشق لعرقلة مسار إعادة الإعمار في المناطق التي دمرتها الحرب وعودة النازحين إلى وطنهم، كما ان أمريكا ودولاً غربية أخرى تقوم بهذه الاجراءات تحت مظلة دعم الشعب السوري، بينما تعتبر نفسها وراء الكواليس المسؤول عن مصير الشعب، وللمضي بمصالحهم الخاصة قدماً، تضع مصير الشعبين السوري واللبناني كورقة مساومة على طاولة المفاوضات.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق