التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 29, 2024

معارض الكتب ومقاطعة المهرولين ثقافياً.. خطوات ضد التطبيع 

في الوقت الذي تمر فيه القضية الفلسطينية بمنعطف شديد الدقة بعد هرولة بعض الدول العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، ترى الكثير من الجهات والجمعيات والشخصيات الثقافية الاسلامية، ضرورة في القيام بخطوات نحو مواجهة التطبيع ودعم المقاومة.

وفي هذا الصدد، تحت شعار “رفض التطبيع” أقيمت في 3 كانون الأول الماضي، فعاليات “معرض الكتاب العربي الخامس” في مدينة صور جنوبي لبنان.

ورعى مفتي جبل صور وجبل عامل القاضي حسن عبدالله معرض الكتاب العربي الخامس الذي أقامته جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية في قاعة ايوان في صور بحضور حشد من الشخصيات الروحية والسياسية والاجتماعية اللبنانية والفلسطينية.

وفي بداية الحفل أشارت الاعلامية الدكتورة هبة قضامي الى ان البداية تكون من خلال الثقافة والكتاب وان نمضي بالنهضة الفكرية بأدمغة المفكرين فلا سلاح يوازي مواجهة التطبيع الا من خلال تحطيم الكؤوس الفارغة بضمير حي لنكتب وبشرف على صدورنا فلسطين ولبنان بحبر الكرامة.. المقاومة ان تقول لا بغدة التطبيع الخبيث يتنقل من جسد عربي الى مخدوع اخر ليرتكب جرائم التطبيع بلغة الضاد ..وقاحة نادرة بلا حسد ان نشهد بأم العين ماراتون السباق والتخييل نحو التطبيع وهم يهرولون بثوابت واحذية عربية متصهينة.

ثم قال راعي الافتتاح الشيخ حسن عبدالله، ان ثبات المقاومة في لبنان وفلسطين في مواجهة العدو هو اول الخطوات نحو النصر. واضاف: اننا نعيش حالة حرب مع العدو ذات طابع ثقافي، فالإمام الصدر من قال اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام وشدد على وجوب اعتماد الثقافة والعقيدة معا في مواجهة العدو للوصول إلى نصر.

وتابع، ان استراتيجية المقاومة ضد العدو يجب ان تكون حاضرة وانه ليس من الصحيح ان الاستراتيجية الدفاعية هي التي تؤدي الى النصر نقول لمن يتحدثون على الاستراتيجية الدفاعية ان استراتيجيتنا هي استراتيجية المقاومة.

وأضاف، هناك من يسعى لان يلبس الكفن لفلسطين لكن نقول لهم ان الحياة ما زالت تنبض في هذه الامة من خلال فلسطين والمقاومة ولا يمكن ان نوقد القضية الفلسطينية بانها قضية حية ولا خيار لنا الا المقاومة، وقال: اننا نستطيع أن نميز بين الارهاب والمقاومة ان المقاومة عندنا لمواجهة الارهاب الذي يمثله العدو الصهيوني.

مثقفون عرب ضد التطبيع

في العقد الأخير، أنفقت الإمارات أموالا طائلة على مشاريع ثقافية ريادية وهدفها المعلن دعم الثقافة العربية ومكوِّناتها وقضاياها الأساسية. اندفع الكثير من المثقفين للتفاعل والمشاركة في فعالياتها وجوائزها لإيمانهم بهذا الدور المنشود من جهة والاستفادة من العائد المالي، بينما حافظ الكثير على المسافة المطلوبة، وهي عدم التورط في فعالية تخالطها شبهة التطبيع.

ومنذ الإعلان عن الاتفاق بين الكيان الصهيوني والإمارات، أعلن كتّاب ومثقفون فلسطينيون وعرب انسحابهم من أنشطة وجوائز ثقافية تنظمها الإمارات، للتعبير عن رفضهم لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، مقابل دعمهم للقضية الفلسطينية.

ففي نص القانون الأساس لاتحاد الناشرين العرب البند عشرين من الأهداف ما يلي: “مقاومة جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، والوقوف ضد كافة أشكال التعاون معه”. وأكدت الجمعية العمومية للاتحاد في كل اجتماعاتها على رفض التطبيع ومحاسبة أي ناشر يقيم علاقة مع “اسرائيل” على أي مستوى، ما يضع قيودا على المشاركة في أيِّ معرض كتاب مقبل فيه شبهة مشاركة اسرائيلية تحت اي مُسَمّى. وكذلك الأمر في كل النشاطات الأخرى التي لها علاقة بالثقافة.

وندد الفلسطينيون بالخطوة الإماراتية التي اعتبروها “طعنة في الظهر”. ودعا وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف المثقفين العرب الى الاصطفاف حفاظا على الهوية العربية.

بدوره أعلن الشاعر والروائي الفلسطيني أحمد أبو سليم، سحب ترشيح روايته “بروميثانا” للجائزة العالمية للرواية العربية (أي باف). وتنظم الجائزة بدعم من دائرة ثقافة وسياحة أبو ظبي في الإمارات وبالشراكة مع مؤسسة جائزة “بوكر” في لندن، وفق ما يقول موقعها الإلكتروني.

ويقول أبو سليم لفرانس برس إنها خطوة “منسجمة مع توجهاتي الإنسانية قبل الأدبية ومقدمة لدوري في التغيير”. ويرى الروائي الفلسطيني أن “الجائزة في هذه الحالة تكون عدم الحصول على الجائزة، أما الحصول عليها فسيعد خطيئة”.

وأعلن الشاعر المغربي محمد بنيس انسحابه من عضوية الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تحمل اسم أول رئيس لدولة الإمارات. ولم تتوقف الكاتبة الإماراتية ظبية خميس منذ 13 آب/أغسطس الذي اعتبرته “يوما حزينا وكارثيا”، عن مشاركة متابعيها بالمنشورات التي تعبر عن رفضها للاتفاق. وكتبت في إحداها: “لا للتطبيع مع إسرائيل في الإمارات، إسرائيل عدو للأمة العربية بكاملها”.

وأكد مثقفون في كل من البحرين والمغرب وعُمان وقطر والجزائر والعراق وتونس، وغيرها من الدول العربية رفضهم الاتفاق في بيانات ومنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ورحبت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل (بي دي إس) بهذه المقاطعة التي اعتبرتها “استجابة طبيعية”.

ووقع سبع عشرة من الفائزين السابقين بالجائزة العالمية للرواية العربية، ومن رؤساء وأعضاء لجان تحكيم وأعضاء مجلس أمناء سابقين من جنسيات عربية مختلفة، على نداء وجّه الى مجلس أمناء الجائزة يطالب بوقف التمويل الإماراتي لها.

تظل قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني جوهرية بالنسبة للمثقفين والنقابات والجمعيات والاتحادات، فكان لقرارات المؤسسات الثقافية والنقابات دور مؤثِّر في كبح جماح السياسيين وتعديل مسارهم في كثير من الحالات. والكثير من المثقفين في العالم العربي والإسلامي لم ولن يتأثروا باتفاق تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وهنا نستذكر اتفاقات السلام التي وقعها الكيان الصهيوني مع كل من مصر (1979)، والأردن (1994)، اذ نرى المثقفين والفنانين المصريين والأردنيين ما زالوا يرفضون التعاون مع أي شيء له علاقة بـ”إسرائيل”، رغم مرور الزمن.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق