تفكيك “قبة الصخرة”..هل يتجّه الفلسطينيون نحو انتفاضة ثالثة في حال اقتربت اسرائيل من مقدساتهم؟
عندما احتلت مدينة القدس الشرقية في حزيران سنة 1967 كان أول الداخلين الى المسجد الاقصى هو الحاخام الاكبر للجيش الاسرائيلي الجنرال سولومون غورين وكان معه الجنرال عوزي نركيس قائد الجبهة الشرقية التي احتلت القدس والضفة الغربية، وتم رفع العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة الذهبية وقال الجنرال غورين قائد الجبهة الشرقية الجنرال عوزي نركيس :”هذه هي اللحظة المواتية لتفجير قبة الصخرة.. افعلها وسيخلد اسمك في سجلات التاريخ”، وعندما أوضح الجنرال نركيس، بأن مثل هذا العمل لا يمكن أن يتم إلا في المواجهات العسكرية زمن الحرب، علق غورين قائلاً: “غداً سيكون قد فات الأوان على ذلك”، عندما دخل موشه ديان المسجد الاقصى بعد ذلك بقليل قال للجنرال غورين: ليس هذا وقت تدمير الاقصى وطلب انزال العلم الاسرائيلي من على قبة الصخرة.
وفي مطلع القرن الواحد والعشرين زار اريال شارون المسجد الاقصى ما اعطى شرارة انتفاضة الاقصى وبدأت جماعات اعادة بناء الهيكل بالمجاهرة ومزيداً من التطرف يوماً بعد يوم يدعمهم الان وزراء في الحكومات الاسرائيلية القائمة واعضاء في الكنيسة الاسرائيلي وبدؤوا يسارعون في اعمالهم التصعيدية شيئاً فشيئا، ما يحصل هذه الايام هو عبارة عن بالونات اختبار لقياس ردود افعال العالم العربي والاسلامي لعملية هدم الاقصى وبناء هيكل سليمان المزعوم مكانه خلال مرحلة التشارك المكاني والزمني كتمهيد للفصل الاخير في عملية الهدم والبناء.
المخيف اليوم أن اسرائيل قد تجد بالتحاق عدد كبير من العرب بالتطبيع فرصة لتفكيك مسجد “قبة الصخرة”، وخاصة ان هناك تحولاً كبيرا في نظرة الكثير من الانظمة العربية تجاه القضية الفلسطينية، وليس من باب الصدفة أن تكشف وسائل إعلام إسرائيلية عن مخطط لجماعات استيطانية، يهدف لتفكيك مسجد “قبة الصخرة”، التابع للمسجد الأقصى، ليقام مكانه “الهيكل المزعوم”.
يستغل الاحتلال الإسرائيلي الدعم الأمريكي والتطبيع العربي من أجل البدء بتنفيذ مخططات تهويدية جديدة في القدس، كان آخرها ما عرضته جماعة الهيكل المزعوم على الأوقاف الإسلامية في القدس والحكومة الأردنية لتفكيك مسجد قبة الصخرة وإقامة الهيكل.
أبقت قوات الاحتلال على هجماتها العنيفة ضد الضفة الغربية، وشنت الكثير من عمليات الدهم والتفتيش، التي تخللها اعتقال عدد من المواطنين، وإصابة آخرين بجراح، علاوة عن الهجمات الاستيطانية التي استهدفت طرد المواطنين قسرا من أراضيهم، وكالعادة قامت مجموعات من المستوطنين بتنفيذ اقتحام جديد لباحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة، وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، ودخل هؤلاء من “باب المغاربة”، وأجروا جولات استفزازية، استمعوا خلالها لشروحات حول “الهيكل” المزعوم، قبل الخروج من |باب السلسلة”، حيث تعمدت قوات الاحتلال المنتشرة على بوابات الأقصى، بإعاقة دخول المصلين المقدسيين خلال فترة الاقتحامات.
وندد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد أحمد حسين، بعرض ما يسمى “جماعات الهيكل” المزعوم على حكومة الاحتلال، لكي تقدم عرضاً للأوقاف الإسلامية في القدس والحكومة الأردنية، لتفكيك مسجد قبة الصخرة لإقامة هيكلهم.
وأكد في تصريح صحافي، أن مثل هذا العرض “يكشف نية الاحتلال والجماعات المتطرفة لهدم مسجد قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك”، لافتا إلى أن العرض يعبر في دلالاته عن الكثير، وقال: “هو يعبر عن إصرار سلطات الاحتلال ومتطرفيها على هدم المسجد الأقصى المبارك”.
وحذر من تداعيات هذا العداء، وقال: “المسجد الأقصى آية في كتاب الله، وجزء من عقيدة المسلمين، وهو أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، فهو بمبانيه ومساطبه وساحاته وما تحت الأرض وفوقها هو ملك للمسلمين وحدهم، رغم أنف الكارهين والمتربصين”.
وحث حسين على مضاعفة الجهود لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وتعزيز التواجد فيه من أجل حمايته.
في الحقيقة وكما ذكرنا في المقدمة، منذ سنوات والاحتلال الإسرائيلي يسعى جاهداً لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، ويمهد الطريق للأمر من خلال تكرار طرح الموضوع بين الأوساط السياسية والكنيست أملاً في تهيئة الرأي العام ليوم الهدم التاريخي وإقامة الهيكل المزعوم.
ورغم أن مخططات الاحتلال التهويدية لا تستهدف الـ 144دونماً، مساحة المسجد الأقصى فقط، بل تطال القدس وضواحيها والضفة الغربية برمتها، إلا أنه وفي الآونة الأخيرة باتت كثافة الاقتحامات والاعتداءات على المسجد تظهر بشكل واضح.
فمن محاولات تقسيم المسجد زمنياً مع الفلسطينيين والتي تطالب بتخصيص أيام أو ساعات محددة لزيارة اليهود للمسجد الأقصى أسوة بالحرم الإبراهيمي في الخليل، إلى محاولات تمرير خطط لهدم المسجد وإقامة هيكلهم المزعوم مؤخراً.
وعرضت ما تسمى بـ “جماعات الهيكل” المزعوم على حكومة الاحتلال، لكي تقدم عرضاً للأوقاف الإسلامية في القدس والحكومة الأردنية لتفكيك مسجد قبة الصخرة وإقامة الهيكل المزعوم، وهو ما ندد به المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد أحمد حسين، الذي أكد أن العرض”يكشف نية الاحتلال والجماعات المتطرفة لهدم مسجد قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك”.
ما يقوم به الصهاينة سابقة خطيرة جداً يجب الوقوف عندها ومقاومتها، لأن التغاضي عنها سيؤدي الى نتائج كارثية على القضية الفلسطينية ومسجد الاقصى، ولا نستبعد أن يتجه الفلسطينيون نحو انتفاضة ثالثة في حال اقتربت اسرائيل من مقدساتهم.
المصدر / الوقت