أحكام سعودية بسجن أبناء المعارض “سعد الجبري”
سياسة ـ الرأي ـ
كشفت صحيفة “واشنطن بوست”عن صدور أحكام سعودية بالسجن ضد أبناء رجل الاستخبارات السعودي البارز المعارض “سعد الجبري”، المقيم في كندا.
و نقلت الصحيفة عن خالد الجبري قوله، في تقرير لديفيد إغناطيوس، إنه بعد محاكمة سريّة لشقيقيه، قضت محكمة محلية في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، بسجن عمر وسارة الجبري 9 و6 سنوات ونصف على التوالي، بتهم أبرزها “غسيل الأموال، والتآمر للهروب من المملكة”.
وعلى نحو مفاجئ، قال خالد الجبري لواشنطن بوست، إن رقم القضية اختفى الأسبوع الماضي من الموقع الإلكتروني المختص بالقضايا الجنائية، في إشارة إلى موقع وزارة العدل، مع تنويهه بأن شقيقيه لم يتمكنا من مقابلة محاميها.
وكانت السلطات اعتقلت ابني الجبري في آذار/ مارس من العام الماضي، وهو ما اعتبره رجل الاستخبارات السابق محاولة لابتزازه من أجل العودة إلى المملكة.
ونوه خالد الجبري إلى أن شقيقيه صغار بالسن، إذ يبلغ عمر (21 سنة) فيما لم تتجاوز شقيقته سارة سن الـ20.
ويقول خالد الجبري؛ إن المحكمة صادقت على لائحة الاتهام التي حضرها المدعي العام، والتي زعمت أن المصاريف الشهرية لشقيقيه هي غسيل أموال، واتهمتهما بمحاولة الهروب من المملكة، في وقت كانت فيه جميع المطارات والمنافذ الحدودية مغلقة بسبب إجراءات فيروس “كورونا”.
تدخل بايدن؟
يأمل خالد الجبري أن تتدخل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بحل قضية والده، الملاحق من قبل السلطات السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان.
ويقول الكاتب ديفيد إغناطيوس؛ إنه على رغم العلاقة الوطيدة التي جمعت دونالد ترامب بابن سلمان، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية دعت في آب/ أغسطس الماضي إلى إطلاق سراح أبناء الجبري، وهو ما يعني أنها قضية حساسة سيكون على بايدن العمل على حلها.
ونقل إغناطيوس عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، قوله؛ إن الوزارة سترسل توضيحا لنظيرتها السعودية حول محاكمة أبناء الجبري، وستعرب عن مخاوفها من استمرار القضية بهذا السياق.
واستدرك إغناطيوس بالقول؛ إن ما قد يجعل بايدن حذرا بالتعامل مع هذا الملف، هو أن قضية الجبري بدأت في عهد ترامب، وهو ما يعني أنها ليست تحديا مباشرا للرئيس الديمقراطي من قبل السعودية.
فضل كبير
تقول الصحيفة؛ إن أحد الأسباب التي ستدفع واشنطن للتحرك لصالح الجبري، هو أن رجل الاستخبارات الرفيع يُنسب إليه الفضل بإنقاذ أرواح آلاف الأمريكيين، من خلال إحباط هجمات “إرهابية” في الحقبة التي عمل فيها في وزارة الداخلية تحت إمرة الأمير محمد بن نايف.
وفي تموز/ يوليو الماضي، بعث أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ رسالة إلى ترامب، دعوه فيها إلى التدخل من أجل حل أزمة الجبري.
وجاء في الرسالة بحسب “واشنطن بوست”: “نعتقد أن الولايات المتحدة لديها التزام أخلاقي تجاه الجبري، وفعل ما في وسعها للمساعدة بضمان إطلاق سراح أطفاله”.
معركة قضائية
نوهت الصحيفة إلى أن ابن سلمان أبلغ الجبري شخصيا بأن عليه الحضور إلى المملكة، وعندما رفض الأخير ذلك، قام ولي العهد باعتقال ابنيه.
وفي تشرين ثاني/ نوفمبر 2017، عرض رئيس الوزراء الكندي السابق بريان مولروني التوسط لحل القضية، وناقشها مع جاريد كوشنر.
إلا أن ابن سلمان أصرّ على جلب الجبري، ورفع دعوى قضائية تتهمه بالفساد، طالبا من “الإنتربول” إصدار مذكرة توقيف بحقه، إلا أن الأخيرة رفضت الطلب في تموز/ يوليو 2018.
وذكرت “الإنتربول” أن “الإجراءات التقييدية غير المبررة على عائلة الجبري، تشير إلى أن القضية لها دوافع سياسية وليست قانونية بحتة”، في إشارة إلى منع أفراد أسرته من السفر.
بدوره، رفع سعد الجابري دعوى قضائية ضد ابن سلمان في آب/ أغسطس الماضي بمحكمة فيدرالية بواشنطن.
واتهم الجبري ولي العهد السعودي بمحاولة اغتياله عبر إرسال فريق أمني إلى كندا، على طريقة اغتيال الكاتب جمال خاشقجي في إسطنبول.
وكانت محكمة أمريكية وجهت في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، مذكرة مثول لولي العهد السعودي، عبر تطبيق واتساب، بشأن قضية الجبري.
وانتقد محامي ابن سلمان إرسال مذكرة الاستدعاء عن طريق واتساب، قائلا؛ إن ذلك ينتهك القانون السعودي؛ لأن الرياض “ليست طرفا في أي معاهدات دولية تسمح بالقيام بمثل هذه الإجراءات عبر البريد أو واتساب”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق