89% من رواد الإنترنت العرب لديهم رأي سلبي تجاه تطبيع العلاقات مع الکيان الإسرائيلي
أکدت دراسة بحثية أن جهود حكومة الإمارات للترويج لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بين أبناء هذا البلد، قد فشلت فشلاً ذريعاً.
وأشارت دراسة نشرها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية(مدار) إلى فشل وسائل تطبيع العلاقات مع الکيان الإسرائيلي للتأثير على المجتمعات والدول العربية في المنطقة، وهذا ما أكده بعض المراقبين الإسرائيليين البارزين.
ويؤكد هؤلاء المراقبون أن تحرك الکيان الإسرائيلي لتطبيع علاقاته مع الدول العربية مثل الإمارات والبحرين ليس استراتيجيًا فحسب، بل قوبل أيضًا بإدانة واسعة من الدول العربية والإسلامية في المنطقة، ما يجعل القضية الفلسطينية على رأس قضايا العالمين الإسلامي والعربي.
وإذ أشاروا إلى تصرفات بعض مستخدمي الفضاء الإلكتروني في الإمارات ودعوتهم النشطاء العرب لتأييد تطبيع علاقات حكومتهم مع الکيان الإسرائيلي، وهجماتهم الخطيرة على الفلسطينيين وتشكيكهم في مكانة وأهمية فلسطين، بما في ذلك المسجد الأقصى، في الإسلام، أوضحوا أنه “لا يمكن لأي من هذه الإجراءات أن تحدث تغييراً في الرأي العام في العالم العربي والشعوب المسلمة”.
ولفت المراقبون إلى الإجراءات الأخرى التي تم اتخاذها في هذا الصدد، مثل صمت الحكومتين الإماراتية والسعودية إزاء انتقادات مرتزقتهم من مستخدمي الانترنت للفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وترحيب الکيان الإسرائيلي بزيارة الإماراتيين إلى الأراضي المحتلة واستقبال اليهود الإسرائيليين من الإماراتيين في منازلهم، مؤکدين أن كل هذه الإجراءات تتخذ بهدف خلق شعور لدی الرأي العام بأن الشعوب العربية والإسلامية في المنطقة تدعم وتوافق على تطبيع العلاقات مع الکيان الإسرائيلي.
ولکن على الرغم من كل هذه الجهود والمحاولات لتشويه الرأي العام، إلا أن الحقائق السائدة في الشعوب العربية والإسلامية تثبت عكس هذه المزاعم.
كذلك، يشير المراقبون الإسرائيليون إلى استطلاعات الرأي التي أجريت في هذا السياق، قائلين إنه “على الرغم من العديد من العقبات والتحديات لإجراء استطلاعات رأي مباشرة في الإمارات والبحرين لفهم نسبة نجاح التأثير على الرأي العام العربي، فقد أجرت وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية دراسةً من منتصف أغسطس إلى منتصف سبتمبر من العام الماضي، حول محتوى المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي حول تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، والتي كانت نتائجها مخيبةً جداً لآمال الکيان.
وفق موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري، أظهرت نتائج هذه الدراسة أن 81٪ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العرب ينظرون إلى اتفاقيات التطبيع على أنها “سلبية”، و8٪ على أنها “سلبية للغاية”، و5٪ فقط ينظرون إليها بشکل “إيجابي”.
وبمعنى آخر، فإن 89٪ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي لديهم رؤية سلبية تجاه تطبيع العلاقات مع الکيان الإسرائيلي.
هذا في حين أن 45٪ من الآراء المنشورة في العالم العربي وصف اتفاق التطبيع بين الکيان الإسرائيلي والإمارات بأنه “خيانة”، وأعرب 27٪ عن أسفه للاتفاق، واتهم 10٪ الإمارات بالنفاق، وقال 5٪ إن أبو ظبي قد استسلمت للإدارة الأمريكية.
ووجدت الدراسة أيضًا أن مؤيدي تطبيع العلاقات مع الکيان الإسرائيلي هم أقلية، وكان سبب موافقتهم هو إمكانية توقيع اتفاقيات أمنية واقتصادية مع الکيان والاستفادة من مزايا هذه الاتفاقيات.
وفي هذا الصدد، وبهدف دراسة وتقييم الرأي العام العربي، أصدر مركز الدوحة للأبحاث والدراسات السياسية تقريرًا توصل فيه إلى استنتاجات مماثلة لدراسة وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، حول قبول تطبيع العلاقات مع الکيان الإسرائيلي واعتراف حكوماتهم بالکيان.
حيث وجد مركز الدوحة للأبحاث والدراسات السياسية أن 88٪ ممن شملهم الاستطلاع عارضوا اعتراف حكومتهم بالکيان الإسرائيلي، وقال 6 في المئة فقط إنهم يوافقون على هذه الخطوة.
في نهاية تقرير مركز مدار، خلص التقرير إلى أن نتائج هاتين الدراستين تشير إلى فشل الجهود الرسمية الإماراتية والإسرائيلية في التأثير على الرأي العام والحصول على الموافقة الشعبية في مسألة تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، وهذه قضية تتجلى بوضوح في تعليقات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي العرب.
ولهذا السبب، دعت وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية إلى إطلاق حملات إلكترونية من أجل “تغيير الرأي العام العربي تجاه إسرائيل”.
المصدر / الوقت