التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 27, 2024

إيطاليا تلتحق بالإدارة الامريكية الجديدة وتتخذ إجراء قوياً ضد الرياض وأبوظبي.. هل هي بداية نهاية الحرب على اليمن 

قبل ست سنوات شن تحالف العدوان بقيادة السعودية حرباً بربرية ضد أبناء الشعب اليمني متذرعة في ذلك بأنها تريد إعادة الشرعية للرئيس اليمني المستقيل “عبد ربه منصور هادي” وخلال السنوات الماضية لم تتوانَ مقاتلات تحالف العدوان عن استهداف المدنيين والبنية التحتية والمستشفيات والمدارس على مرأى ومسمع من العالم أجمع الذي لم يحرك ساكناً لإنقاذ أبناء الشعب اليمني وإيقاف هذه الحرب العبثية ولهذا فقد قام رجال المقاومة “أنصار الله” في اليمن وأبطال الجيش اليمني بحمل السلاح والدفاع عن الأراضي اليمنية وبالفعل تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من تحقيق الكثير من الانتصارات على ساحات المعركة وتحرير العديد من المدن والمحافظات التي كانت قابعة تحت احتلال قوات تحالف العدوان السعودي وهذا الامر دفع قادة مملكة الظلام إلى دفع الكثير من المليارات لقادة البيت الابيض للزج باسم حركة “أنصار الله” اليمنية في قائمة الإرهاب وذلك من أجل التستر على الجرائم التي قام بها تحالف العدوان خلال السنوات الماضية وبالفعل صرّح “مايك بومبيو” وزير الخارجية الأمريكي قبل عدة أسابيع عزم بلاده تصنيف حركة “أنصار الله” اليمنية منظمة إرهابية. ولقد جاءت هذه الخطوة الأمريكية في آخر أيام حكم الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”. وقبل عدة أيام عقب تنصيب الرئيس “جو بايدن” كرئيس لأمريكا وعقب تولي هذا الاخير زمام الامور في البيت الابيض، سارعت الإدارة الامريكية الجديدة إلى اتخاذ قرار بمراجعة قرار “ترامب” المتهور المتعلق بوضع حركة “أنصار الله” اليمنية على قائمة الجماعات الإرهابية ومراجعة قرار يفضي بحظر بيع الاسلحة إلى الرياض وأبو ظبي.

وحول هذا السياق، انطلقت يوم الاثنين الماضي تظاهرات وفعاليات حاشدة باليمن وعدد من عواصم العالم الحر داعية لوقف الحرب الكونية على اليمن منذ ستة أعوام التي أدت الى أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم، وذلك تزامنا مع تصنيف “أنصار الله” في قائمة الإرهاب من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”. وخلال تلك التظاهرات، أكد “محمد البخيتي” عضو المجلس السياسي لحركة “أنصار الله”، أن خطوة واشنطن بتصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية هدفها ترهيب اليمنيين، مضيفاً إن محاولة الولايات المتحدة الضغط على اليمنيين لن تجدي نفعا. كما دعا القيادي في حركة أنصار الله اليمنية “محمد علي الحوثي”، قبل عدة أيام الولايات المتحدة إلى حظر الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية بدلاً من وضع جماعته على قائمة الجماعات الإرهابية. وكتب “الحوثي” في تغريدة: “على أمريكا أن تصدر حظرا على إرسال السلاح والطيران والدعم اللوجستي للسعودية وتحالفها في العدوان على اليمن، وهذا هو الأجدر مراجعته حتى 26 فبراير”، في إشارة إلى تاريخ انتهاء صلاحية الترخيص الأمريكي الذي يجيز إجراء معاملات مع جماعة “أنصار الله”. وأضاف “الحوثي”، إن “الأموال التي جمعتها وزارة الخزانة الأمريكية كانت ثمن إرهاب التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن بقتل الاطفال والنساء وتدمير اليمن وتجويعه”.

وعلى صعيد متصل، دعت العديد من المنظمات الانسانية والحقوقية الإدارة الامريكية الجديدة إلى إلغاء قرار تصنيف حركة “أنصار الله” اليمنية كجماعة إرهابية وذلك لأن هذا الامر سوف يزيد من معاناة الشعب اليمني وطالبت تلك المنظمات بإيقاف بيع الاسلحة لدول تحالف العدوان وبالفعل أعلنت الإدارة الامريكية الجديدة قبل عدة أيام عن إيقاف بعض مبيعات الأسلحة المعلقة التي قد تؤثر على حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.

وبالتزامن مع هذا الاعلان الأمريكي سارعت إيطاليا باتخاذ نفس القرار، حيث أعلن وزير الخارجية الإيطالي “لويجي دي مايو”، يوم أمس الجمعة، أن بلاده أوقفت بيع آلاف الصواريخ للسعودية والإمارات، مشيرا إلى التزام روما باستعادة السلام في اليمن وبهدف حماية حقوق الإنسان. وقال “دي مايو” في بيان: “هذا عمل اعتبرناه ضروريا ورسالة سلام واضحة تأتي من بلدنا. بالنسبة لنا احترام حقوق الإنسان التزام لا ينفصم”. ومن جهتها، قالت الشبكة الإيطالية للسلام ونزع السلاح، إن “قرار روما سيمنع بيع نحو 12700 صاروخ للسعودية”. وأضافت: “المبيعات المحظورة جزء من تخصيص إجمالي قدره 20 ألف صاروخ بقيمة تزيد على 400 مليون يورو تم الاتفاق عليه في عام 2016 في ظل حكومة يسار الوسط بقيادة ماتيو رينزي”.

وبدورهم، رحب نواب حركة “خمس نجوم” في لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية الإيطالية بالقرار الحكومي، مشيرين إلى أنه “سبق أن صوتت لجنة الشؤون الخارجية، هنا في مجلس النواب، في ديسمبر الماضي، لمصلحة تمديد تجميد بيع الطائرات والذخائر والصواريخ للسعودية والإمارات، ومواد عسكرية بالتأكيد تم استخدامها في الماضي لاستهداف السكان المدنيين في اليمن”. وأضافوا في مذكرة صدرت عنهم: “لقد وصل اليوم القرار الذي أردناه، لقد قررت الحكومة للتو إلغاء، وليس فقط تعليق، التصاريح الجارية لتصدير الصواريخ وقنابل الطائرات إلى السعودية والإمارات”. وتابعوا: “إنه انتصار لنا وللمنظمات الداعمة للسلام، والتي دفعت كثيرا تجاه تحقيق هذا الهدف في السنوات الأخيرة”.

وعلى هذا المنوال نفسه، علّق رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام، على قرار إيطاليا بشأن إيقاف بيع الأسلحة للسعودية والإمارات. وقال “عبدالسلام” في تغريدة نشرها على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “إعلان إيطاليا وقف بيع الأسلحة للدول التي تشن عدوانا على اليمن خطوة إيجابية تسهم في حماية المدنيين ودعم عملية السلام.” كما حذر رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض، دول العدوان من تبعات استمرارها في عدوانها وحصارها على الشعب اليمني، مشيرا إلى أن عدم مسارعتها في إيقاف جرائمها وعدوانها سيكلفها كثيرا. وقال “عبدالسلام” في تغريدة له على تويتر يوم السبت الماضي: “العدوان على اليمن جريمة والحصار جريمة، واستمرارهما جريمة أخرى مضاعفة، وعدم مسارعة تحالف الإجرام لإيقاف جرائمه سيكلفه كثيرا”. الجدير بالذكر أن قوى العدوان مستمرة في ارتكاب المجازر الوحشية بشكل يومي إضافة إلى استمرار الحصار ومنع ادخال السفن المحملة بالمشتقات النفطية وكذلك إغلاق مطار صنعاء الدولي الأمر الذي أدى لوفاة عشرات الآلاف من المواطنين وخلق أزمة اقتصادية خانقة.

وعلى صعيد متصل، دعت حكومة صنعاء سفراء مجلس الأمن الدولي إلى زيارة اليمن لتفقد الوضع الإنساني. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى “محمد علي الحوثي” عبر تويتر: “‏ندعوا المندوبين وسفراء مجلس الأمن إلى زيارة الجمهورية اليمنية ومعاينة الوضع الكارثي الذي وصل وصفه إلى أكبر كارثة إنسانية والاطلاع بالدور الإنساني لمواجهة المجاعة والحصار والحظر والاستماع للموظفين الذين منع العدوان صرف مرتباتهم.”

وفي الختام يمكن القول إن الحراك الشعبي الكبير الذي شهدته العاصمة صنعاء وعدة مدن يمنية والمتزامن مع حملة الاحتجاجات الدولية فيما أُطلق عليه “اليوم العالمي من أجل اليمن” أظهر صمود وثبات اليمنيين رغم سنوات من الحرب والحصار، كما أنه أرسل عدة رسائل أهمها تمسك كل المكونات اليمنية بقضيتها الوطنية الرافضة لأي توصيف او وصاية أجنبية والمساندة لأي مساع سلام من شأنها إيقاف العدوان والحصار، وأوضح مدى الاستعداد لتقديم التضحيات في سبيل الحرية والكرامة واستقلالية القرار من منطلق تأكيدات المتظاهرين التي تمحورت حول أن التصنيف الأمريكي لن يمنع الشعب اليمني من خوض معركته المقدسة في مواجهة قوى العدوان، وأن زمن الوصاية الأجنبية على اليمن قد ولى وعلى دول تحالف العدوان أن تيأس من عودة وصايتها.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق