التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

رسائل إيجابية نحو سوريا تأتي من شمال افريقيا 

كل من ابتعد عن سوريا، الآن يقترب من سوريا، هذا ملخص ما حصل منذ بداية الأزمة السورية وحتى اليوم، ولكن كان هناك استثناءات بين الدول العربية من ناحية التعامل مع سوريا، نذكر منها تعاطي مصر والجزائر مع سوريا، فبحكم العلاقات والروابط التاريخية بين هذه الدول لم تكن هناك قطيعة تامة فيما بينهم، وما ساعد على ذلك بطبيعة الحال الانتصارات التي حققتها سوريا في أرض الميدان وتمكنها من سحق الارهابيين.

نجاح سوريا في التغلب على الارهاب ساعد في عودة حجيج الدول العربية اليها، وجعل مصر والجزائر أكثر ثقة في تمتين العلاقات من جديد. الجزائر على سبيل المثال لديها علاقة تاريخية قوية مع سوريا، فالأمر يعود إلى الفترة التي أقام فيها الامير عبد القادر الجزائري عقوداً منفياً في سورية في آواسط القرن التاسع عشر الى زمن الثورة التحريرية في الجزائر في آواسط القرن العشرين، والتي كان لسورية، شعباً وأحزاباً وحكومة، الدور البارز في الانتصار لها، وفي المشاركة فيها عبر متطوعين من أطباء ومقاتلين فحسب، بل أيضاً لأن المعاناة التي عاشها الشعبان في وجه الفتنة والحرب الداخلية هي واحدة، في طبيعتها وأهدافها.

الجزائر خلال الأزمة لم تنتظر حتى ينتصر الجيش السوري على الارهاب لكي تعلن موقفها، كما فعلت العديد من الدول العربية التي أعادت العلاقات مع دمشق بعد سلسلة الانتصارات التي حظيت بها خلال الاعوام الاخيرة ويقين الجميع بأن اليد العليا في سوريا اليوم للدولة السورية.

مزخراٌ أكدت الجزائر حرصها على التواصل والتعاون مع سورية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع سورية.

وخلال اللقاء الذي جمع سفير سورية في الجزائر نمير وهيب الغانم ووزير التجارة الخارجية الجزائري كمال رزيق، جرى بحث سبل تفعيل التبادل التجاري بين البلدين وفتح الأسواق الجزائرية أمام المنتجات السورية.

وأكد الوزير رزيق بحسب وكالة “سانا”، رغبة الحكومة الجزائرية الدائمة بالتواصل والتعاون مع سورية،وحرصها على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الجانب السوري، عبر الاتفاقيات الاقتصادية الثنائية الموقعة بين البلدين، وإعادة دور مجلس رجال الأعمال السوري الجزائري.

وأشار الوزير رزيق إلى أهمية تشجيع الاستثمارات بين الجانبين، وخصوصاً في ظل إعادة الإعمار الذي تشهده سورية، لافتاً إلى أن الجزائر في صدد التوقيع على اتفاقية المنطقة الإفريقية الحرة التي ستخدم ما يقارب 1.2 مليار نسمة يسكنون القارة الإفريقية، ما يمهد الطريق لأن تشكل الجزائر بوابة الدخول للمستثمرين السوريين إلى إفريقيا، فيما يمكن أن تكون سورية هي البوابة الآسيوية للمستثمرين الجزائريين.
من جانبه أكد السفير الغانم إصرار الدولة السورية على المضي بالعملية السياسية بما يحقق مصلحة الشعب السوري واستكمال تطهير الأراضي السورية من بقايا التنظيمات الإرهابية المدعومة من الاحتلالين الأميركي والتركي.

وأوضح الغانم أن سورية اليوم تعاني ظروفاً اقتصادية صعبة نتيجة للإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب والحصار الجائر وغير الأخلاقي المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة والقوى الغربية داعياً إلى تفعيل الاتفاقيات التجارية بين البلدين.

في مطلع العام الماضي أطلقت الجزائر مبادرة لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، والموقف الجزائري، بشأن عضوية سوريا في الجامعة العربية، ليس بالجديد؛ إذ كانت الدولة الوحيدة رفقة العراق التي تحفظت على قرار تجميد تلك العضوية.

الجزائر باركت أيضاً انتصارات الجيش السوري وحلفائه، خاصة في حلب، اذ أكد وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري رمطان لعمامرة حينها أن تحرير الجيش السوري لمدينة حلب هو انتصار على الإرهاب، موضحا أن ما تقوم به التنظيمات المسلحة فى مدينة حلب هو إرهاب وإن إعادة السيطرة على حلب هى انتصار على هذا الإرهاب.

موقف الجزائر لم يكن عبثيا ولا حتى عاطفيا، فهو مبني على تجربة طويلة مع الارهاب والاستعمار، وهي تستطيع أن تميز بين الارهاب والمطالبة بالديمقراطية والحرية بذكاء، وهذا بالفعل ما حصل، خاصة أنها كانت ترى كمية التدخل الخارجي بالشؤون السورية والدعم الغربي وحتى العربي وتسليح الشعب لاثارة الفوضى وأعمال الشغب، دون هدف محدد، خاصة وان المعارضة السورية لم تكن يوما موحدة ولا تملك اهدافا موحدة، وانما كانت مجموعات هنا وهناك، تدعمها هذه الجهة وتلك، وهاهي اليوم تتخلى عنها لذلك لم يعد لها أي تأثير أو قيمة على الارض، وهنا أدرك الجميع مدى قوة بصيرة الجزائر وحكمتها في اتخاذ المواقف، فهي منذ البداية ترى أن ما يجري في سوريا مؤامرة موجهة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وقوى أوروبية كفرنسا وبريطانيا لمشروع شرق أوسط كبير – متجدد – بمعاييرها وتصوراتها.

الجزائر أيضاً استمرت في زياراتها لدمشق، وحتى الوفود السورية لم تنقطع عن زيارة الجزائر، وشجعت الجزائر ولا تزال تشجع الحوار السوري_السوري لإيجاد مخرج من المأزق السياسي من خلال مصالحة وطنية سورية كإستنساخ لتجربة الجزائر، ودعم جهود الدول الصديقة كروسيا لإعادة الأمن والإستقرار وحماية الوحدة الترابية لسوريا ومنع خطر التفكك وفشل الدولة.

مصر

دعا النائب المصري مصطفى بكري في حديث خاص مع قناة RT، إلى إعادة العلاقات بين مصر وسوريا، مؤكدا أنه لا توجد أي عوائق لعودة العلاقات بين البلدين.

وأشار بكري إلى أن سوريا لم تلحق بمصر أي أضرار بل على العكس دعمت مصر في حربها ضد الإرهاب، وقال: “الأولى أن تعيد مصر العلاقات مع سوريا خاصة أن مصر أعادت العلاقات مع قطر رغم أنها ارتكبت جرائم ضد مصر”.

ووصف البرلماني المصري العلاقات بين مصر وسوريا بالتاريخية والمصير المشترك، وقال إن سوريا هي خط الدفاع الأول شمالا والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد مرارا طبيعة تلك العلاقة، وضرورة وحدة الأراضي السورية وعدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية.

وختم بكري مشددا على أنه “لا يصح أبدا أن تستمر القطيعة ويجب أن نضع إعادة العلاقات مع سوريا على سلم أولوياتنا”.

بدوره، أعرب عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري علاء عصام عن تقديره الكبير للانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري خلال حربه على الإرهاب، مؤكدا أن سلامة الدولة السورية تؤمن حماية للأمن القومي المصري، وهو الأمر الذي يستدعي عودة سوريا لحضن الأمة العربية.

وقال عصام إن بيان سامح شكري وزير الخارجية المصري أمام أعضاء مجلس النواب والذي أكد خلاله أهمية عودة سوريا إلى الجامعة العربية، في غاية الأهمية و”يؤكد حرص مصر على علاقتها بالشقيقة سوريا”.

يجمع الشعب السوري والشعب المصري خصوصية تاريخية و ثقافية واجتماعية لا يمكن لأحد المساس بها، ربما يحدث فتور في مرحلة معينة بالعلاقات لكن هذا الأمر لايستمر، ورأينا كيف قامت وفود امنية سورية بزيارة مصر خلال الأزمة وكذلك فعلت مصر، وعندما تولى الرئيس المصري محمد عبد الفتاح السيسي الحكم قال في عام 2014:” أن سوريا هى العمق الاستراتيجي لمصر وأن القاهرة تدعم الجيش السوري والدولة الوطنية السورية لمحاربة الارهاب”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق