التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

حملة لمواجهة مساعي “إسرائيل” لكم الأفواه على فيسبوك.. ما علاقة الصهيونيّة 

حملة واسعة أطلقها نشطاء في مجال حقوق الإنسان لمنع أشهر برنامج في وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، من تعديل سياسته المتعلقة بخطاب الكراهية لتصنيف كلمة “الصهيونية” ضمن الفئات المحمية، وتدل الكلمة على حركة يهودية خالصة ذات أهدافها سياسيّة ودينيّة، وهي خطوة من شأنها أن تجعل أيّ انتقاد للصهيونيّة أو هذا الفكر الأيديولوجيّ الذي يدعو إلى إنشاء وطن قومي لليهود على حساب أراضي الفلسطينيين ومقدساتهم، انتهاكاً لما تسمى معايير” المجتمع وخطاب الكراهية” على فيسبوك، وجاءت الحملة التي تحمل اسم “فيسبوك، نحن بحاجة إلى نقاش” رداً على مخططات المنظمات الصهيونيّة المدعومة من حكومة الكيان الصهيونيّ الغاصب، للتعامل مع كلمة “الصهيونيّة” وكأنها “اليهودية”، حيث من المتوقع أن يتخذ موقع “فيسبوك” قراراً بهذا الشأن بحلول نهاية شباط الجاري.

وفق ما ذكر تقرير المنصة الإعلاميّة المناصرة للحقوق الفلسطينية ”مونديز”، فإنّ منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام، قالت إنّ حكومة العدو الصهيونيّ، طلبت من شركة “فيسبوك” إضافة كلمة “الصهيونية” إلى خطاب الكراهية الممنوع، وفي حال قررت الشركة بالفعل مساواة “الصهيونية” باليهوديّة، فسوف يُعاقب أيّ انتقاد للأيدلوجيّة والسياسات الصهيونية على الموقع.

وفي الوقت الذي أكّدت فيه المنظمة على أنّ الخطوة في حال طبقت، قد تؤثر بشكل غير متناسب في الشعب الفلسطينيّ، الذي ينتقد سياسات الكيان الصهيونيّ الغاشم في فلسطين المحتلة، كما أنّ من شأن السياسة المقترحة أن تقوض الجهود المبذولة لتفكيك معاداة السامية الحقيقية، وفق رسالة الحملة.

وفي هذا الخصوص، بيّنت منظمة “فلسطين ليغل” أنّ منع انتقاد الصهيونيّة على موقع فيسبوك سيغلق المحادثات حول المساءلة والإجراءات التي تضر بأبناء فلسطين، إضافة إلى أنّها ستمنع الفلسطينيين من مشاركة تجاربهم اليوميّة وتاريخهم مع العالم، مثل صور مفاتيح المنازل التي سلبتها العصابات الصهيونية عام 1948 او المستوطنين الذين يهاجمون الأطفال الفلسطينيين ويقتلعون أشجار الزيتون، التي يتجاوز عمر الواحدة منها أضعاف عمر الكيان المزعوم.

يشار إلى أنّ منظمة الأصوات اليهوديّة الكندية ومشروع عدالة، وقعتا على العريضة إضافة إلى حركة (BDS) أو “مقاطعة إسرائيل” الفلسطينيّة، والتي تأسست عام 2005، وامتدت لتصبح عالميّة بعد ذلك، وتسعى لمقاومة الاحتلال الصهيونيّ وتوسعاته الاستيطانيّة، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وصولاً إلى حق تقرير المصير للشعب الفلسطينيّ داخل البلاد وخارجها، وتهدف لسحب الاستثمارات من الكيان الصهيونيّ وفرض العقوبات عليه، وتتناول مطالب وحقوق وطموحات كل مكونات الشعب الفلسطينيّ التاريخيّة.

وتُصنف الحركة على أنّها حركة مقاومة سلميّة غير إقصائيّة مناهضة لكل أشكال العنصريّة بما في ذلك الصهيونيّة ومعاداة المجموعات الدينيّة والعرقيّة، وتحظى بدعم من قبل اتحادات ونقابات وأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنيّ الدوليّ إضافة إلى حركات شعبيّة تمثل الملايين من الأعضاء حول العالم، كما تؤيدها شخصيات مؤثرة في الرأيّ العام العالميّ، ونجحت في بداية عزل الكيان الصهيونيّ أكاديميّاً وثقافيّاً وسياسيّاً، واقتصادياً إلى حد ما، حتى بات الصهاينة يعتبرون هذه الحركة من أكبر الأخطار الاستراتيجيّة المحدقة بهم، حيث يتصاعد تأثير الحركة بشكل ملموس بفضل الحملات العالميّة الممنهجة والاستراتيجيّة بشكل مباشر وغير مباشر.

ومن المعروف أنّ لموقع فيسبوك تاريخ أسود للغاية، في قمع النشطاء الفلسطينيين، وقد عمل مع حكومة العدو الصهيونيّ على إلغاء حسابات الكثير من الفلسطينيين بحجة منع التحريض، رغم أنّ الكيان الصهيونيّ الإرهابي، منذ مطلع القرن المنصرم حتى اليوم، يستمر بقمع الشعب الفلسطينيّ واستعمار أرضه دون رقيب أو حسيب بسبب فشل الحكومات العربيّة والدوليّة في محاسبته على جرائمه المتزايدة، بالتزامن مع استمرار بعض الشركات والمؤسسات العالميّة بمساعدته في انتهاكاته للقانون الدوليّ.

ومن الجدير بالذكر، أنّ الحركة الصهيونية تأسست في أواخر القرن التاسع عشر وسط تزايد العداء للسامية في أوروبا، وقد لاقت دعماً كبيراً من قبل الحكومات الأوروبيّة الغربيّة، وخاصة بعد أن وافق الصهاينة على إنشاء وطنهم اليهودي على أرض فلسطين العربيّة تاريخيّاً، حيث كان هدف الصهاينة الأساس هو الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أراضي الفلسطينيين بأقل عدد ممكن منهم.

وقد شجعت تلك الحركة بشكل كبير جداً، هجرة يهود أوروبا الجماعيّة إلى أرض فلسطين خلال النصف الأول من القرن العشرين، وبالرغم من جهودهم الحثيثة والعداء المتزايد للسامية في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانيّة، إلا أن أعداد العرب أواخر الأربعينيات فاقت أعداد اليهود في فلسطين، ويقر المؤرخ الصهيونيّ، آلان بابيه، بأنّ القادة الصهاينة في القرن العشرين كانوا على دراية كاملة بأنّ تطبيق المشروع الصهيونيّ سيؤدي حتماً إلى عملية تطهير عرقيّ وتهجير قسريّ للسكان الأصليين أي الفلسطينيين.

وفي العام 1948، أعلن رئيس المنظمة الصهيونية العالمية آنذاك، ديفيد بن غوريون، تأسيس “دولة إسرائيل” المزعومة على أرض فلسطين، وادعى الصهاينة أنّ “إسرائيل” ستمثل وطناً قوميّاً آمناً لليهود، وشجعوا كل يهود العالم على الهجرة إلى هناك والحصول على الجنسية الإسرائيليّة، فيما يتحدث النقاد أنّ الصهيونية تعمل نفس عمل الاستعمار، ويرجعون ذلك إلى عمليات التطهير العرقي التي ارتكبها الصهاينة ضد أصحاب الأرض وعمليات بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة كأدلة ثابتة وواضحة على ممارسات الصهيونيّة الاستعماريّة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق