التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

تفاصيل سيناريو واشنطن الجديد للقضاء على قوات الحشد الشعبي وتقسيم العراق 

شنت القوات المسلحة العراقية عملية مهمة وحساسة في الصحراء الغربية لمحافظة الأنبار الأسبوع الماضي لتطهير باقي المناطق الملوثة بالجماعات الإرهابية بعد زيادة تحركات وهجمات الخلايا السرية التابعة لهذا الجماعات خلال الفترة الماضية. ولقد دمرت القوات العراقية العديد من معاقل الإرهابيين على طول هذا المحور، وكان أحد أبرز ما شهدته العملية عندما اقترب المقاتلون العراقيين من مقر تابع لتنظيم “داعش” في المنطقة، لاحظوا تحليق طائرات الهليكوبتر الأمريكية على مستوى منخفض للغاية. ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، فقد فر الإرهابيون من المنطقة عند وصول القوات العراقية، مما يشير إلى أن الأمريكيين تربطهم صلات وثيقة بعناصر داعش الإرهابية، خاصة في الجزء الغربي من محافظة الأنبار. ويقع مقر جماعة “داعش” الإرهابية في منطقة “وادي الملصى”، ويبدو أن الأمريكيين يرون أن هذه المنطقة مناسبة لإختباء إرهابيي “داعش” وتدريبهم ودعمهم. وتقع مناطق الصحراء الغربية لمحافظة الأنبار بالقرب من الحدود مع سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية، وأصبحت مكانًا جيدًا لإختباء العناصر السرية لتنظيم داعش الإرهابي نظرًا لبعدها عن أنظار وإشراف القوات العراقية، وكذلك يسهل وصول الدعم الخاص من الأمريكيين لهذه الجماعات في تلك المنطقة.

وعلى صعيد متصل، أعلنت وكالة الاستخبارات العراقية قبل عدة أيام عن ضبط المخزن الرئيسي للأعتدة والمواد المتفجرة لما يسمى ولاية الانبار في عصابات “داعش” الارهابي بالمناطق الصحراوية القريبة من قضاء “هيت” .وقالت الوكالة في بيان لها في بيان لها، انه “من خلال تفعيل الجهد الاستخباري واستناداً لمعلومات استخباراتية دقيقة من قبل المصادر، تمكنت مفارز وكالة الاستخبارات المتمثلة بمديرية استخبارات الانبار في وزارة الداخلية من ضبط المخزن الرئيسي للأعتدة والمواد المتفجرة لما يسمى ولاية الانبار في عصابات داعش بالمناطق الصحراوية القريبة من قضاء هيت ناحية كبيسة والذي تروم العصابات الإجرامية استخدامه للقيام بعمليات ارهابية في الاقضية (هيت والرمادي و الفلوجة) ضمن محافظة الانبار”. واضاف البيان انه تم العثور بداخله على (٢٠) عبوة لاصقة مغناطيسية و (١٠) احزمة ناسفة منها دروع شرطة مفخخة و (٢٠) جهاز تفجير و(١١٩) عبوة ناسفة و (٢٥٠) قداح تفجير كهربائي وعادي و بكرتان من فتيل الكوارتز و (٦) سبح تفجير.


وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن لدى الأمريكيين تحركات مشبوهة في هذه المنطقة، خاصة في ضواحي “الرطبة”، وعبر منطقة “التنف” المحتلة جنوب محافظة حمص السورية، يقدمون الدعم المالي والعسكري للإرهابيين، بل ويقومون بنقلهم على جانبي الحدود. ولقد عززت الهجمات والانفجارات التي وقعت في الأيام القليلة الماضية من احتمال أن تكون عناصر “داعش” السرية قد تم تسليحها مرة أخرى من قبل الأمريكيين في هذه المناطق المهمة والاستراتيجية الواقعة غرب محافظة الأنبار، وأنهم يعتزمون شن عمليات أخرى ضد القوات العراقية. ومن جهة أخرى، فإن فتح معبر “عرعر” الحدودي قد يمهد الطريق أمام نقل الإرهابيين والمعدات العسكرية من السعودية إلى غرب الأنبار ووسط وجنوب العراق، بما في ذلك العاصمة بغداد، وهو الامر الذي شاهدناه في التفجيرات الانتحارية الأخيرة التي وقعت في بغداد. وتظهر التطورات على الأرض أن الأمريكيين، بالإضافة إلى سعيهم لزيادة قوة عناصر “داعش” السرية في غرب محافظة الأنبار والمناطق الحدودية، يسعون أيضًا لتشكيل مجموعة موازية مع قوات الحشد الشعبي في شمال العراق.

ويحاول الأمريكيون حصر وتقييد وجود قوات الحشد الشعبي العراقي، المكون من مقاتلين سنة وشيعة في المناطق الشمالية من خلال توحيد وتجنيد وتدريب الجماعات المتطرفة وتشكيل تيار قوي معادي لهم. كما أن النظام السعودي مسؤول عن تمويل الجماعات الإرهابية المكونة من مليشيات سنية تعيش في شمال العراق، من أجل القيام بعمليات ارهابية ضد قوات ومراكز الحشد الشعبي وهم الان يسعون إلى السيطرة تدريجياً على محافظة الأنبار وبهذا التكتيك يريدون التلميح إلى أنه لا داعي لوجود مقاتلي الحشد الشعبي وقوات الجيش العراقية وعليهم إخلاء هذه المحافظة. وترى واشنطن في قوات الحشد الشعبية العراقية عقبة رئيسية أمام تحقيق أهدافها في العراق، وبالتالي تسعى إلى القضاء على هذه القوات وخلق الانقسامات من خلال تشكيل مجموعة جديدة، وتسعى على المدى الطويل إلى تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم كردية وسنية وشيعية.


وعلى نفس هذا المنوال، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن جنديان بالجيش العراقي، أصيبا يوم السبت الماضي، إثر مواجهات مع تنظيم “داعش” الإرهابي في محافظة الأنبار غربي البلاد، وقال النقيب في شرطة الأنبار “أحمد الدليمي”، إن “قوة مشتركة من الجيش العراقي والأمن الوطني (جهاز أمني يتبع مكتب رئيس الوزراء) اشتبكت مع عناصر داعش الإرهابي في منطقة العويسات جنوب مدينة عامرية الفلوجة في الأنبار”. وأضاف أن “تلك المواجهات أدت إلى إصابة جنديين من الجيش” لم يوضح مدى خطورتها. وجاءت المواجهات إثر عملية أمنية بدأتها قوات الجيش والأمن الوطني، مساء السبت، في صحراء منطقة العويسات جنوب عامرية الفلوجة؛ لملاحقة عناصر “داعش”. ومنذ 20 من يناير/كانون الثاني الماضي، بدأت القوات العراقية عمليات عسكرية واسعة في البلاد، لملاحقة مسلحي “داعش”، عقب تفجير انتحاري مزدوج في بغداد خلف 32 قتيلا و110 من الجرحى، وتبنى التنظيم تنفيذه. وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على “داعش” باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014. إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين، وديالى، المعروفة باسم “مثلث الموت”، ويشن منها هجمات بين فترات متباينة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق