التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

الطائرات المسيرة الإيرانية تلمع انتصاراً في سماء إدلب.. ماذا عن الأمريكية ؟ 

مضى أكثر من 10 سنوات على بداية الحرب السورية، ومن الفترة التي سقطت فيها أكثر من 70٪ من الأراضي السورية ووقعت في أيدي مجموعات إرهابية مختلفة، وصلنا إلى الوقت الحاضر الذي أصبحت فيه كل الجماعات التكفيرية محاصرة داخل محافظة إدلب ويقضون آخر أيام حياتهم حتى وقت العملية الأخيرة للجيش السوري في هذه المنطقة.

تسببت العملية الواسعة التي قام بها الجيش السوري في شتاء 2020 في محافظة إدلب وعلى طول الطريقين السريعين M4 و M5 في انسحاب المزيد من الجماعات المسلحة إلى أعماق محافظة إدلب، لكن منذ ذلك الحين مضى نحو عام على تدخل تركيا والتوصل الى وقف مؤقت لاطلاق النار حيث لم تشهد هذه المنطقة حربا كبيرة منذ ذلك الحين.

لكن هذا الامر لم يوقف بشكل كامل عمليات الجيش السوري وحلفائه ضد الإرهابيين. ومع الهدوء النسبي على الأرض في منطقة القتال، أصبحت سماء شمال سوريا ميداناً للتنافس الشديد بين الأطراف المتحاربة.

من ناحية أخرى، على جبهة المعارضة، وضعت امريكا وتركيا، بوصفهما داعمين للإرهابيين المناهضين للحكومة، خطة خطيرة لمستقبل محافظة إدلب والمنطقة الشمالية من سوريا. كانوا يعلمون جيدا أن القوة الرئيسة في إدلب من بين المسلحين تتمثل في التنظيم الإرهابي هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، ودون الوجود والدعم الفعالين لهذه المجموعة لن يكون للمعارضة الأخرى فرصة للدفاع ضد الجيش السوري.

لذلك، خلال مفاوضات وتنسيق مكثف بين وكالة المخابرات التركية وقيادات هيئة تحرير الشام، تم التوصل الى اتفاق مفاده ان يتم تعترف امريكا وتركيا بهذه المجموعة وضمان سلامة قادتها مقابل ان يبدأ الجولاني وهيئة تحرير الشام بالتعاون الأمني ​​مع امريكا، للحصول على المعلومات واغتيال قادة الجماعات التابعة للقاعدة مثل تنظيم حراس الدين.

وأدى هذا التعاون، الذي بدأ منذ ربيع العام الماضي، إلى عدة عمليات اغتيال نفذتها طائرات أمريكية دون طيار في محافظة إدلب. بناءً على الأدلة المتوافرة، تم تقديم معلومات أولية حول مكان وجود قادة حراس الدين والموقع النسبي للسيارة أو مكان تجمعهم في هذه المناطق إلى وكالة المخابرات التركية من قبل تنظيم هيئة تحرير الشام. ثم رصدت طائرات الاستطلاع التركية الهدف وقدمت معلومات إلى القيادة المركزية الأمريكية، التي بدورها قامت بتدمير هذا الأهداف باستخدام صواريخ R9X غير المتفجرة لمنع وقوع إصابات واضرار جانبية.

ان أبرز حالات عمليات الطائرات المسيرة الأمريكية تتمثل في اغتيال قائدين في حراس الدين، أبو علي المصري وأبو يعقوب المغربي، في 17 تشرين الأول 2020، وقصف مكان اجتماع قوات حراس الدين. ما أسفر عن مقتل 17 عنصرا من هذا التنظيم الإرهابي في 22 تشرين الأول.

ومن ناحية أخرى، يخطط الجيش السوري وحلفاؤه، مثل إيران وروسيا، لعمليات في شمال سوريا منذ العام الماضي بهدف مختلف عن الخصم.

وكانت الطريقة العامة لتنفيذ هذه العمليات تتمثل في أنه في بعض الحالات تقوم طائرات استطلاع إيرانية أو روسية برصد الأهداف وإعطاء الإحداثيات اللازمة للقوات الجوية الروسية أو السورية للقصف، وأهمها كان الهجوم الذي وقع في 26 تشرين الأول من العام الماضي والذي استهدف مقراً لزمرة فيلق الشام في مدينة كفر تخاريم بمحافظة إدلب، ما أسفر عن مقتل أكثر من 120 من عناصر هذا التنظيم المدعوم من تركيا.

حيث تم في هذه العملية استخدام مزيج من طائرة دون طيار إيرانية لتحديد الهدف ومقاتلة روسية من طراز سوخوي 24 للقصف.

لكن في بعض الحالات، أجرت الطائرات المقاتلة دون طيار عمليات صيد المسلحين بشكل مستقل، دون وجود مقاتلات من القوات الجوية. ونظرا لأنه من بين قوات الحلفاء على الأراضي السورية، فإن إيران هي الوحيدة المجهزة بطائرات دون طيار مقاتلة، فمن الطبيعي أن يتم تنفيذ هذه العمليات بواسطة أحد طرازين من الطائرات المقاتلة الإيرانية دون طيار على الأراضي السورية، وهما مهاجر 6 أو شاهد 129.

وكان أشهرها الصيد الناجح لماهر كوجاك، أحد كبار مشغلي صاروخ التاو للمعارضة، وهشام أبو أحمد، قائد اللواء الأول بجبهة التحرير الوطنية في أبريل ومايو من العام الماضي على التوالي. والتي نفذتها طائرات دون طيار إيرانية.

يُظهر فحص لحالة الحركة الجوية في شمال سوريا، بناءً على بيانات منشورة على مواقع مثل Flight radar24، استمرار الرحلات الجوية المتزامنة لدول أجنبية فوق محافظة إدلب.

ونشاهد في الصور التي التقطت فوق محافظة إدلب، وجوداً متزامنا لمقاتلة روسية من طراز سوخوي 35 وطائرة إيرانية دون طيار من طراز مهاجر 4، والتي ربما تم تنفيذها بتنسيق كامل من أجل تنفيذ عمليات مشتركة في حال اكتشاف الأهداف ذات الصلة.

كما تظهر الصور وجود طائرات قتالية أمريكية من طراز BayraktarTB2 و MQ9 ، تتعلق بمسألة تدمير عناصر من فصائل معارضة بين هذين البلدين من بين الإرهابيين التكفيريين في محافظة إدلب.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق