علماء يكتشفون سبب مهم لذوبان جليد القطب الشمالي
اكتشف علماء من مشروع المناخ الدولي CLOUD، أن أحد أسباب الذوبان السريع لجليد القطب الشمالي، هو تكون سحب محتوية على جزيئات اليود فوق المحيط المتجمد الشمالي.
وتشير مجلة Science، إلى أن هذه السحب تتكاثف حول جزيئات اليود المتحررة من ماء البحر. وهذه السحب المنخفضة فوق القطبين الشمالي والجنوبي، تساعد على تسخين هذه المناطق وتمنع تحرر موجات الإشعاع الحراري من سطح الأرض.
ويدرس علماء اتحاد CLOUD ((Cosmics Leaving OUtdoor Droplets الذي يضم 21 معهدا علميا، كيفية تكوين جزيئات الهباء الجوي من الغازات الطليعية ويستمر نموها في الغلاف الجوي.
واكتشف الباحثون أنه بالإضافة إلى بلورات الأملاح المتكونة من رذاذ البحر ، ومركبات الكبريت مثل كبريتيد ثنائي الميثيل المنطلق من العوالق النباتية، تلعب مركبات اليود دورا مهما في تكون الهباء الجوي. وأنه مع تقلص مساحة الجليد في القطب الشمالي، تزداد مساحة المياه المكشوفة، ما يسبب زيادة في كمية الأبخرة المحتوية على اليود من البحر، حيث يحتوي كل لتر من مياه البحر على 0.05 ملليغرام من اليود ، وعند وصولها للغلاف الجوي تتحول تحت تأثير ضوء الشمس والأوزون إلى أحماض اليود. وهذا بدوره يؤدي إلى تكون سحب كثيفة تساعد بدورها على تسارع ذوبان الجليد.
ومن أجل فهم كيفية تكون الأبخرة المحتوية على اليود، صمم الباحثون في المركز الأوروبي للبحوث النووية CERN في جنيف، حجرة تجريبية CLOUD، فيها ظروف جوية تحاكي الظروف الجوية لخطوط العرض الوسطى والقطبية الشمالية، والأشعة الفضائية، بواسطة حزمة من الجزيئات الأولية. وقد أظهرت النتائج، أن تكوين جزيئات الهباء الجوي من أحماض اليود تجري بسرعة كبيرة، مقارنة بجزيئات حمض الكبريتيك أو الأمونيا في ظروف مماثلة. كما تساعد أيونات الأشعة الفضائية على تكوين هذه الجزيئات. ولتحول اليود الجزيئي إلى أحماض اليود، يكفي ضوء النهار. بحسب الباحثين.
ويقول البروفيسور يواخيم كورتيوس، من جامعة غوتة في فرانكفورت، “يتكون هباء اليود أسرع من جميع أنواع الهباء التي نعرفها. وعند إضافة الإيونات الناتجة عن الأشعة الفضائية، فإن كل اصطدام يؤدي إلى نمو المجموعات الجزيئية”.
ويخشى العلماء، من زيادة سرعة ذوبان جليد القطبين الشمالي والجنوبي، نتيجة تضاعف انبعاثات اليود في العالم بمقدار ثلاث مرات خلال السبعين عامًا الماضية.
ويشير كورتيوس، إلى أنه مع زيادة ذوبان الجليد تزداد مساحة المياه المكشوفة، وبالتالي تزداد كمية اليود في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى زيادة جزيئات الهباء الجوي المكونة للسحب، التي بدورها تزيد من سخونة القطب