التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

كورونا ترسم معالم جديدة في حياتنا وأخيرها نظرة الدول الغربية للنقاب 

نشرت مجلة “سالون” الأمريكية مؤخراً تقريراً للباحثة آنا بييلا تحدثت فيه عن تغيّر النظرة لنقاب المرأة المسلمة منذ بداية جائحة كورونا في العالم.

وتقول الباحثة آنا بييلا في هذا التقرير إن ارتداء أقنعة الوجه بعد تفشي فيروس كورونا أدى إلى انتشار بعض الممارسات العنصرية في الولايات المتحدة، ومنها اعتقال العديد من الأمريكيين السود بحجة أنهم يخفون وجوههم للقيام بأنشطة “مشبوهة”، لكن ارتداء النقاب بالنسبة للنساء المسلمات في الغرب أصبح أسهل منذ بداية الجائحة.

عالم ما قبل الكورونا

في عالم ما قبل كورونا كانت المرأة المسلمة التي ترتدي النقاب في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، تتعرض لكل أشكال التمييز، بداية من النظرات العدوانية، و وصولاً إلى الاعتداء الوحشي في بعض الحالات، لكن مع انتشار جائحة كورونا تغيّر الأمر فجأة، واختفت النظرات العدائية.

في عام 2018، قام رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون بوصف النساء اللواتي يرتدين البرقع بـ “صناديق البريد” و”لصوص البنوك”، وفي العمود الصحفي نفسه الذي نشرته “التلغراف” قال أيضاً إنّه من “السخيف” أن يختار الناس ارتداء مثل هذا الزي الذي يغطي وجوههن وأجسامهن، وقد نتج عن هذا الوصف ارتفاع بنسبة 375% في حوادث رهاب الإسلام في بريطانيا. ويبدو أن جونسون قد شرّع أفعال العنصريين ومروجي رهاب الإسلام.

كورونا وازدواجية المعايير

تستمر جائحة كورونا في غزو العالم، وتحاول الحكومات في مختلف دول العالم خلق وسائل للسيطرة على انتشار الفيروس،وبعد انتشار الفيروس لم تعد المسلمات هنّ الأقلية المغطاة، فاعتباراً من 15 حزيران (يونيو) 2020، جعل بوريس جونسون ارتداء جميع الناس في إنجلترا أغطية الوجه في وسائل النقل العام أمراً إلزامياً والمثير للانتباه هو أنه السياسي نفسه الذي تسبّب في موجة من المشاعر المعادية للمسلمين، عندما كتب عموده الصحفي المشار إليه في 2018.

وعلى الرغم من اختلاف دافع ارتداء غطاء الوجه فإنّ النتيجة هي نفسها: أمة ملزمة الآن بارتداء الملابس نفسها التي كانت ترتديها الأقلية المسلمة والتي خضعت تاريخياً للتفحّص والسخرية، لارتدائها مثل هذه الملابس.

وخلال فترة انتشار الوباء، وجّه الكثير من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان انتقادات إلى الحكومات التي اتخذت إجراءات تفرض ارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة، واتهمتها بالتناقض والتمييز.

في فرنسا على سبيل المثال، يدفع أي مواطن غرامة قدرها 165 دولارًا أمريكيًا إذا لم يكن يرتدي قناعاً للوجه في الأماكن العامة، بينما تُفرض على المرأة التي ترتدي النقاب غرامة تصل إلى 180 دولارًا.

كورونا تعطي الحرية للمنقبات

لقد انخفضت مستويات التحيز والتمييز ضد المنقبات منذ بداية الجائحة، وقد فسرت النساء ذلك بالمتغيرات الاجتماعية، حيث صار الجميع يغطون وجوههم في الأماكن العامة، وقد استمتعت الكثيرات بإحساس “الاختفاء” من خلال ارتداء النقاب.

فبسبب كورونا لم يعد باستطاعة السياسيين، أو الجمهور، ادّعاء أنّ غطاء الوجه يمثّل تهديداً، وإذا أرادوا الدليل على ذلك فما عليهم سوى النظر في المرآة ليجدوا أنفسهم كيف يظهرون وهم يرتدون غطاء الوجه.

انتشار كورونا في العالم أثبت للجميع من الدول الغربية المعادية للنقاب عن ضرورة اعطاء الأقليات الدينية حقها وتخفيف القيود المفروضة عليهم فكيف لدولة أن تفرض غرامة على ارتداء غطاء الوجه وفي نفس الوقت تفرض عقوبة على عدم ارتدائه!!

يبدو أن كورونا غيرت الكثير في عالمنا بدءاً من سياسات العمل وتحقيق إمكانية العمل من المنزل لكثير من الموظفين وها هو يغير الآن من نظرة العالم لارتداء النقاب ويمكن اعتبار هذه الأمور من حسنات انتشار فيروس كورونا في العالم لأنه بدأ برسم معالم جديدة في عالمنا وعلينا جميعاً الاتزام بها للتخفيف من الآثار السلبية لهذا الفيروس.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق